في مكان أشرقت فيه الشمس مظلمة و كاد نور الليل يعمي الأبصار .. مشى الناس في طريق الضلال مهتدين بالمنارة السوداء الكاذبة .. ظانّين كل الظن أنهم في طريقهم إلى الفردوس الأعلى ..
--------------------------
في ليلة من ليالي شباط الباردة بينما كانت تجول الأرواح في عالم الأحلام اخترت أن أبقي روحي معلقة في عالم اليقظة. كنت أنظر إلى السماء أبحث على بقايا نفسي التي ضاعت مني ربما خطأً و ربما عن قصد. ابتسم لي القمر بدفء و حدّقت في عينيه بصمت استمر للحظات طويلة ممتعة فدعاني لأحتسي القهوة معه فقبلت دعوته. استنشقت الرّائحة الزّكية حتى علقت بين أضلاعي و داعبت أصابعي الزّخارف على الفنجان بدون وعي منّي .قرّبته من شفتاي فآلمتني حرارة السّائل البنّي القاتم و لكنّني تظاهرت أنه لم يحدث شيء. رفعت رأسي و نظرت في عينيّ القمر منتظرة أن يبدأ هو بالحديث فلم يخيّب ظني .."آنستي العزيزة ، هل تسمحين لي أن أحكي لكِ حكاية؟"
ابتسمت و عدّلت طريقة جلوسي ثم قلت : " كلّي آذان صاغية"
" ربما تكون مملة بعض الشيء .."
" لا بأس "
" سأحكي لكِ قصة فتاة اسمها فجر عاشت مع عائلتها في قرية صغيرة. لم تكن تلك القرية مميزة كثيراً . الليل يشبه النهار و ملامح الوجوه متقاربة تليق ببعضها البعض. كان هناك شيء مختلف وحيد في تلك القرية ، شيءٌ ما أو شخصٌ ما .. أهل القرية يلقبونه بالوحش. لم يعلم كثيرٌ من الناس اسمه الحقيقي أو ما حدث معه. كانوا فقط يسمعون القصص المرعبة عنه. منهم من يقول أنّ له أنياباً و مخالب و منهم من يقول أن شكله كالبشر الطبيعيين و لكنه في الحقيقة شيطان. كان مصدر الخوف في القرية، الخطر الوحيد الذي يهدد أمنهم و سلامهم. و لكن، و رغم ذلك ، لم يفقد كبار القرية الأمل منه. كانوا يرغبون بمساعدته. يريدون إرجاعه إلى طريق الرشد، إلى النور الساطع الذي غمر قلوبهم."
صمت القمر قليلاً و ابتسم ابتسامة تخبئ استهزاءً مغروراً ثم أكمل ..
"كان يسكن في سجن صغير بعيداً عن منازل القرية بناءً على طلب أهلها. كان ذلك الشرط الأهم لديهم ليبقى ذلك الضّالّ في القرية. لم يستطيعوا تخيله يمشي بينهم يتكلم مع من شاء و ينشر أفكاره الشيطانية السوداء. كان الخطر كبيراً جداً و لم يكونوا مستعدين للمجازفة بعقول أبنائهم و أحبائهم .اضطرت والدته مع من كان يدعمها من كبار القرية على الموافقة ليبقى الأمل حيّاً يدفعهم نحو الخير و الصلاح.."
لم يستطع القمر إمساك نفسه و هربت ضحكة صغيرة منه فابتسمت مستغربة و قلت له " ما بك اليوم ؟ تبدو عاجزاً تماماً عن حبس ضحكاتك"
"اعذريني يا آنستي "
أخذت رشفة من الفنجان و نظرت إليه منتظرة منه أن يتابع ..
" كان لفجر صديقة تعيش في واحد من المنازل في أقصى المدينة -أقرب ما يكون لسجن الوحش. لم تكن فجر تحب هذه الصديقة أكثر من بقية صديقاتها و لكنها كانت تكثر من الذهاب إلى منزلها. كانت تراقب كبار القرية و الأطباء و هم داخلون إلى سجن الوحش يحملون في أيديهم الأدوية و الإبر ليخرجوا بعد فترة و ملامح الإحباط ظاهرة على وجوههم و هم يتهامسون بين بعضهم البعض "ليس هنالك أمل".. " الحالة مستعصية".. "تعبنا من المحاولة دون جدوى" .. و من حين إلى آخر تعلو أصواتهم بينما يحاول أحدهم إقناع البقية بيأسه و ضرورة قتل الوحش و استئصال هذا السرطان قبل أن يتفشى و يصبح الضرر جسيماً فيندم الجميع حين لا ينفع الندم. كانت تشعر بغصّة في قلبها و حزن لحوح كلما سمعتهم و هم يتحدثون بتلك الطريقة.. بعكس كل الأطفال، لم تشعر فجر بكرهٍ أو خوفٍ تجاه الوحش. هي تعلم أنه مفسدٌ و شرّير و لكنّها لا تستطيع إلّا أن تتعاطف معه. كانت تحسّ بالذنب بسبب مشاعر التعاطف هذه و لكنّها تعلم جيّداً أنّها لا تستطيع التحكّم بمشاعرها فقرّرت أن لا تعطي الموضوع أهمّية كبيرة. و لكن .. و رغم ذلك .. كان كلّ شيء يتعلق بالوحش يحمّسها و يجذب انتباهها.. و كأن بينها و بين ذلك الشخص علاقة سرّيّة غامضة، حتى هي لا تعلم بأمرها.."
أخذ القمر نفساً عميقاً و حدّق في عينيّ و كأنه يذكّرني بشيءٍ ما فابتسمت و أخذت رشفة أخرى متجنبةً نظراته.
" في ليلة من ليالي نيسان كانت فجر زائرة عند صديقتها تلك. بعد أن تأكدت أن الجميع قد غرق في سباتٍ عميق تسللت من السرير و فتحت النافذة فأصدرت صوتاً مزعجاً. التفتت فلم تشعر بأيّةِ حركة. بخفّةٍ خرجت من الفتحة الصّغيرة و أغلقت النّافذة وراءها و كأنّ شيئاً لم يكن. لم تكن فجر متأكّدةً من ما فعلته و لكن ساقيها النحيلتين كانتا تتحركان نحو وجهةٍ وحيدة و لم تكن هي تمنعهما. عندما رأت البناء الصّغير أمامها رفعت رأسها إلى السماء و كأنها تطلب الغفران على فعلتها فابتسمتُ لها و رجوت أن تكونَ قد لاحظت ذلك .. "
شعرتُ بحزنٍ عميقٍ في كلماته الأخيرة و رفعت رأسي لأنظر إليه فتنهّد و أكمل ..
"دنت فجر من الباب الموصد بإحكامٍ و أسندت ظهرها عليه. ارتجفت أطرافها فسقطت على الأرض ببطء. قطع الصمتَ صوتُ الحركة الضعيفة من خلف الباب فرُسمت في مخيلتها صورة الوحش الخبيث و تسلل الخوف إلى قلبها المتردد. همّت أن تقوم فأوقفها صوت خافتٌ كسيرٌ ..
"مهلاً ! من أنت؟!"
شعرت فجر بغصّة خانقة عندما قرّرت البقاء و لكنّها لم تندم على قرارها. قالت بصوت ضعيف شاكّ " كنت سأسألك السؤال نفسه .."
" أنا الشعور الذي أتى بكِ إلى هنا .."
صمتت فجر لبرهةٍ و أخذت نفساً ضعيفاً ثم تساءلت بلطف " ما اسمك؟ "
"أنا الوحش "
عدّلت فجر نبرتها " أسألك عن اسمك الحقيقي و ليس عن ما يلقبك الناس "
"بات هذا اسمي و شخصي و كياني"
" أنت مجرّد شخص تحتاج إلى المساعدة و لكنك ترفضها بعناد أحمق "
"إذا كنتِ تعلمين من أنا لماذا تسألين؟"
شعرت فجر بالغصّة تزداد قوةً في صدرها و لكنها تابعت بعد فترة وجيزة من الصمت..
" هل صحيح أنك كنت تقول للأطفال أن يعصوا أهلهم ؟"
" كنت أقول لهم ألّا يصدّقوا كل ما يسمعوه .. أن يسألوا و يثقوا بأنفسهم.. أن لا يعتمدوا على ما وجدوه حاضراً أمامهم .. أن لا يسمحوا لواقعهم أن يكون مفروضاً عليهم."
كان جواب الوحش قادراً على أخذ عقل فجر إلى مكانٍ بعيد. ربما كان جحيماً .. أو من يدري .. ربما هو الجنّة .. جاهدت الشعور الذي كان يمزق قلبها . لم يكن شعوراً سيّئاً و لكنه لم يكن جميلاً أيضاً. كان غريباً عليها. جزءٌ ساكنٌ منها قد تحرّك لأول مرّة. للحظة بدا العالم صغيراً جداً أمامها. بدت حياتها حبة رمل في شاطئ واسع رحب.. قطرة ماء وحيدة في بحر من الأفراح و الأتراح .. الزمن قد توقف و لكن الحياة لا زالت تركض مسرعة نحو الفناء .. شعرت بأنها صغيرة جداً لتشعر بما شعرته.. و كأنها قد استيقظت قبل أوانها ..
و لكن متى موعد الاستيقاظ ؟ كل من حولها نيام إلا الوحش .. الوحش مستيقظ ..
هل هو الخير؟ .. هل هو الشر؟ عقلها قد ضجّ بالأفكار و أحست بتعب شديد و رغبة ملحّة في العودة ..
العودة إلى أين ؟
إلى البيت .. إلى الوطن ..
لا أرى لي وطناً هنا ..
هنا وطنك .. إلى هنا تنتمين .. و إلى هنا ستعودين ..
نعم .. إلى هذا المكان ..
ماذا فعل هذا الوغد لأشعر بكل هذا ؟!
كانت لا تزال تتكئ على ذلك الحائط تحاول استيعاب كلماته المختصرة . الصمت عمّ المكان لعدة دقائق فصرخ الوحشُ ظانّاً أنّها قد بدأت بطريق العودة..
" تمهّلي ! أرجوكِ!"
أيقظها الصوت العالي من رحلتها و تسلّل الخوف إلى عروقها.
إن رآها أحدٌ هنا سيعلم الجميع أنها لا تكرهه ..
أنّها لا تكره الشّر ..
أنها لا تكره طريق الوحش الذي تحرسه الشياطين..
لا.. هي ليست كذلك .. هي أفضل من ذلك بكثير ..
أسندت رأسها على الباب المتّسخ "اصمت! ستفضحني!"
ربما ابتسم الوحش و ربما فاضت عيناه و لكن لا أحد يعلم .. فهو في الظلام وحده ..
ضحكت فجر برقّة و كأن الشعور بالخطر قد زاد من جمال مغامرتها هذه"
انتبهت إلى القمر فجأة و رفعت رأسي إليه فوجدته يحدّق بي كعادته. سألته باستغراب "هل كان طريق الوحش أسوداً كما تحاول وصفه؟ "
"بدا أسوداً للأغلبية"
"هل الأغلبية على حق؟"
"هل ستدعينني أكمل قصتي؟"
ضحكت قليلاً و قلت له "نعم تفضّل"
"هبّت ريحٌ تحمل معها ظلاماً بارداً فداعبت خصُلات الشعر البنّيّ وجهها النّقي الصغير .اختفت الابتسامة و عادت الغصّة إلى مكانها..
"ألا تودّ الخروج؟"
"أتظنّين حقّاً أنّ هذا المكان يعجبني؟"
"لماذا لا تخرج؟ مفاتيح خلاصك بين يديك.."
"إن استعملت هذه المفاتيح سأقتل روحي و أعيش بجسدٍ لا قيمة له إلى أن يبلى و يدفن تحت الثرى.."
"أليس هذا هو حال الجميع؟"
"لا أظن ذلك"
"أنت مغرور"
"ربما"
"تستطيع أن تتعاون مع قيصر و كبار القرية و تخرج من هنا و تحيا في منزلك و مع والدتك ككل الناس"
"حياة كهذه لا تستهويني"
"حرام عليك .. أمّك قد وهبت كلّ شيء لأجلك و أنت تستطيع أن تنقذها من عذابها و لكنك لا تريد.. أنت شيطانٌ حقّاً!"
سمعت فجر بكاءً أليماً خافتاً من الداخل فاستغربت و شعرت بالذنب مباشرةً.. صوتٌ ضعيفٌ بداخلها كان يقول لها أن تعتذر و لكن غلب صوت المنطق الكاذب الذي كرّر قائلاً "هو يستحق كل هذا""
صمت القمر ثم قال بسخرية "تباً .. هل قلت "الكاذب؟ أعذريني لم أقصد"
رسم ذلك خطاً معوجاً على شفتاي يشبه ذلك الذي رسمه القمر و أشرت له أن يتابع ..
"صمتت فجر و نظرت إلى السماء و هي تسمع ذلك الصوت الكسير و تحاول تجاهله .. اختفى الصوت بعد قليل و عم الصمت المكان مجدداً فقال الوحش بتساؤل حزين "هل تكرهينني؟"
كانت فجر تنوي أن تتروى بالإجابة و لكن صوت المنطق قد سبقها فقالت " نعم .. لم أكن متأكدة من قبل و لكن الآن أعلم أنك مغرور و أحمق و ناكر للجميل .. لا أحبّ شخصاً يحاول اختلاق مشكلة ليبدو مميزاً .. "
"قلتِ أنك لم تكوني متأكدة"
"ظننت لفترةٍ أنني أرغب بمصادقتك و لكنني علمت الآن أنني كنت مخطئة"
ليس هذا هو ما تشعرين به حقاً ..
"لا أريد أن أمشي بطريق أسود يؤدي إلى الجحيم!"
ضاع كل شيء ..
كانت فجر تجاهد دموعها و عندما نهضت هربت دمعةٌ أو اثنتين و تسابقتا على وجهها. مشت مسرعةً باتجاه منزل صديقتها و هي تتمتم بأسى " لن أمشي بطريق أسود يؤدي إلى الجحيم .. أبداً .. أبداً!"
أبداً ..
كانت تستطيع سماع صوت الأنين القادم من السجن و لكنها لم تسمح له بإيقافها ..
لن تحيد عن طريقها النيّر ..
نعم .. أنا بخير .. لا زلت بخير ..
تنهّد القمر مثقلاً ثم أردف ..
"بعد تلك الليلة لم تعد فجر تزور صديقتها تلك إذ لم يعد هناك داعٍ و تابعت حياتها و كأن شيئاً لم يكن .. و لكن ذلك الشيء الذي تحرك بداخلها لم يعد إلى مكانه. حاولت جاهدةً ألا تفكر بتلك الليلة و بما حدث فيها و نجحت بذلك إلى حدٍّ كبير. كانت تطرد الوحش من تفكيرها كلما ظهر فجأة، تلتهي بعمل ما أو حديث تافه آخر. و لكنها لم تستطع طرده من أحلامها، كانت تسمع صوت بكائه أحياناً في منامها .. تصرخ موبخة تحاول إبعاده عنها و لكنه يأبى ذلك. رغم ذلك ،لم تعر الموضوع اهتماماً كبيراً .
بضعة أشهر و سينتهي الأمر ..
و صدقت فجر .. بعد بضعة أشهر لم تعد تفكر بالموضوع بتاتاً و كأن ما حدث في تلك الليلة كان حلماً قد نسيته تماماً. كانت مرتاحة سعيدة مجدداً ..
لماذا تحاول أن تتغير إن كانت سعيدة بحالها؟
في منتصف ليلة من ليالي آب الحارّة اشتعلت شرارة في أحد المنازل و نقلتها الريح من منزل إلى آخر قبل أن يسيطر أهل القرية على النيران الغاضبة. لم تكن إلا ساعة أو أقل حتى أصبحت القرية فرسية ألسنة اللهب الجائعة. علا صوت بكاء الأطفال و سكن الخوف صدور الرجال و النساء. كان منظراً محزناً حقاً. البيوت التي شهدت على حياة هؤلاء كلها تتحول إلى رماد. الأشجار التي كانت تقف صامدةً بوجه الزمن تضعف و تسقط على الأرض. عوضاً عن الألحان و الأنغام كانت أصوات الهلع تعم القرية. كان كبار القرية قد يئسوا من إنقاذها فقرروا إنقاذ من يمكن إنقاذه من الناس. كانوا يوجّهون أهالي القرية إلى الجبل المطلّ على القرية. كانت فجر صامتةً ممسكة بيد والدتها يتملكها الرعب و الأسى. مشت مع عائلتها نحو الجيل الذي احتمى سجن الوحش بقوته. لما رأت فجر ذلك الباب عاد بها قلبها إلى تلك الليلة و اغرورقت عيناها بالدموع. أيقظها صوت امرأة في الجوار. بدا ظاهراً لفجر أن تلك المرأة هي أم الوحش إذ كانت تصرخ و تبكي بحزن غاضب.
ماذا سيحدث لولدها؟ هل سنأخذه معنا؟ هل سننقذ الوحش!؟ هل يستحق أن يُنقذ؟!
نعم..
لا..
كانت تصرخ في وجه قيصر - كبير الأطباء. بين أصوات الضجيج الهلِع استطاعت فجر أن تسمعها توبخ قائلةً " ماذا عن ابني يا قيصر؟ قلتَ أنّك ستعالجه! وعدتني أن تعيده إلى طريق الرشد! قلت أنّك ستطهّر روحه و ترجعه إلى حضن والدته!"
دفعته المرأة بعنفٍ فوقع على الأرض و قال لها " ليس ذنبي أنّ ابنك شيطان! ليس هنالك أمل! لا جدوى من المحاولة! أفنيت عمري أحاول و أحاول أن أهديه و لكن روحه قد غرقت في السواد و لم يكره ذلك، و الآن عليه أن يدفع ثمن خطاياه."
قام الرجل من على الأرض و أمسك بيد المرأة بحزم فعلا صوت بكائها. سحبها معه متجهاً نحو الجبل و هي تصرخ " كذّاب! كذّاب!". هي تعلم في قلبها أن ما قاله قيصر صحيح .. إن الوحش يستحق العقاب..
الوحش يستحق العقاب ..
كانت فجر لا تزال تمشي و الدموع الصامتة لا تزال تتسابق على وجنتيها. كانت تسمع صراخ الوحش من وراء الجدار " أنقذوني! أنا لم أؤذي أحداً! لم أجلب لكم سوءاً أردت لكم الخير و الآن تلقون بي إلى الموت! أنا لم أظلم أحداً! أرجوكم ساعدوني!"
استمرت فجر في طريقها و استمر الوحش في الصراخ.."
صمت القمر و في تلك اللحظة كان قد انتهى فنجان القهوة. رفعتُ رأسي و نظرت إليه مبتسمةً..
"و ماذا حدث بعد ذلك؟"
قال بسخرية تخبئ حزناً عميقاً " لا شيء .. لم يحدث شيء .."
أنت تقرأ
الوحش
Short Storyفي مكان أشرقت فيه الشمس مظلمة و كاد نور الليل يعمي الأبصار .. مشى الناس في طريق الضلال مهتدين بالمنارة السوداء الكاذبة .. ظانّين كل الظن أنهم في طريقهم إلى الفردوس الأعلى ..