قالت ملاك وهي تحاول التملص من يده : " الى اين يا عامر؟ ، لقد تآخرت في العودة الى المنزل " .
حاول عامر تهدئتها بالاشارة اليد ، واشار نحو عينه والى الطريق ، وفهمت ملاك انه يريد ان يريها شيأ ما ، فتبعته الى ان اقترب من مكان جميل ، فيه ازهار من مختلف الالوان ، واشار الى اعلى شجرة امامهما ، فنظرت بدورها فوجدت كوخا صغيرا مبني فوق الشجرة ، وابتسمت قائلة : " انه مكان جميل ، والكوخ كذلك ، حسن الصنع ، وفوق الشجرة ! انه مكانك المفضل اليس كذلك ؟.
وصعد عامر الى فوق بواسطة سلم خشبي متدلي على الشجرة ، واشار لها لتتبعه ، وقفز السنجاب نحو اغصان الشجرة ، وكآنه يحاول ان يسبقهما ، ودخلوا الى الكوخ ، فقالت ملاك وهي تتَآمل المكان : " انه صغير ورغما ذلك اعجبني كثيرا ، ارى هنا اوراقا وكتبا كثيرة ! اتطالع في هذا المكان ؟ أمازلت تتقن القراءة والكتابة ؟! " .
ولاحظته يحمل ورقة وقلما ، وبدآ يخط فيها كلمات وبمجرد انتهائه منح لها الورقة ، واشار لها بقرائتها ، فامسكت بالورقة وبدآت تقرأ ماخط فيها : " اجل هذا المكان صنعته بنفسي انه مكان المفضل ، اقضي فيه معظم الوقت ، وقد تستغربين من اين تعلمت القراءة والكتابة ؟! كما تعلمين اني لم اكمل دراستي بعد ان غادرت المدرسة ، بسبب مالحق بي من الاتهامات الباطلة ، لقد اشرت الى المعلم سعد ، اتذكرينه ؟ ، على ان يعلمني الكتابة والقراءة بشرط ان اساعده دي ترتيب منزله والاعتناء بحديقته .
، ووافق وبذلك استطعت ان اتقنها ، واريد ان اوضح لك ان كل الاتهامات التي اكيلت لي انا برئ منها ، لقد استغلوا فقري وعدم قدرتي على الكلام ، اتذكرين حادثة حريق منزل العم طارق ؟ اعترف اني دخلت الى المنزل مع الاولاد لكن انا لم اتسبب في الحريق انه ذلك الفتى المضلل الذي اسقط الشمع من يده ، هرب الجميع وبقيت انا لاخماد الحريق لكن العم طارق امسك بي وظنني انا الفاعل ، وحتى الاولاد تنكرو لي وانكروا دخولهم الى المنزل "..
احست ملاك بالشفقة والعطف تجاهه ، ونظرت اليه قائلة : " تعجبني شجاعتك وكفاحك في التعلم ، واصارحك اني كنت متيقنة من برائتك ، واليوم اثبت لي ذلك ، لكن عليك نسيان الماضي ، والبدئ من جديد " . فامسك عامر بالورقة ، وبدآ بالكتابة ، وخط فيها " شكرا على تفهمك ، هيا بنا ساريك طريق العودة ، ان اردت زيارتي فمرحبا بك في اي وقت ، لكن بشرط ان لا تخبري احد ".
قفزت ملاك من مكانها ، قائلة : " حسنا هيا بنا ، سآزورك كثيرا ، لآطالع هذه الكتب وآتامل جمال الطبيعة من هذا الكوخ الجميل " .
غادرا المكان متجهين الى القرية ، طودت الصداقة بينهما واصبحت ملاك تزوره يوميا وستعارت منه كتبه ، واكتشفت انه يكتب الاشعار فوجدت فيه انسانا فنانا وشاعرا يخلق في عالم الخيال والجمال ، والميل الكبير الى المرح والبهجة ، ويتشاركان نفس الاهتمامات ، وكانت الوسيلة الوحيدة لتخاطب هي الكتابة او اشارات اليد ، وكان السنجاب يشاركهما المرح وسمياه مارح ، ولم يعلم احد بمكان الذي تقضي فيه ملاك اوقاتها حتى صديقتها نادية ، فلقد اصبح عالم عامر سرها الكبير ، وكثيرا ماتآتيها هواجس غريبة عندما تكون بمفردها عن يوم الحادث ، ويترآى لها وجه عامر فتجد نفسها محتارة ، لماذا تتخيله انه منقدها من الغرق فتاتيها صورته وهو يحملها بين دراعيه ، ايعقل ان يكون هو ؟! لكن هي تذكر منير ، لو لم يكن هو ماكان ليخفي عليها الامر ، لكن تنسيها الايام هواجسها الغريبة .
أنت تقرأ
حكاية ملاك 2
Lãng mạnابطال الحكاية : ملاك ..عامر..منير ...السنجاب .. الانسان جزء منه غامض ، قد تشكل احداث سلبية قديمة ، عائق نفسي ، ويجعله يبتعد عن محيط الاخرين ، لكن الانسان يتغير وقابل لتغيير ..