الجزء الأول - أمين المكتبة -

426 13 7
                                    

أعرفكم بنفسي , أنا عاصف , عمري 19 سنة , من صغري و أنا بحب القراية بطريقة غير طبيعية , لدرجة إني كنت بقرا كتب الأدب و أنا عندي 7 سنين , صحيح مكنتش بفهم منها حاجة , لكنت كان ﻻزم أخلص الكتب قراية ,, و كبرت و كانت معرفتي بالعالم مقتصرة ع الكتب , كان العالم مرسوم في دماغي بواسطة رسام , إسمه الكتاب , كان هو اللي بيصور لي الدنيا حواليه عاملة إزاي ,, عايش في منطقة نائية جدآ , لكن مليانة بيوت ! بشكل غير طبيعي , و كلنا عارفين بعض في المكان ,, عايش لوحدي بعد وفاة جدي ! اللي رباني من صغيري , بقيت ألي موجودين معايا في المنطقة , الأمر اللي خﻻني مضطر إني أشتغل عشان أكسب قوتي اليومي ! فإضطريت أسيب التعليم و أدور على شغﻻنة ,, قررت إن فرصتي الوحيدة !! المكتبة اللي جمبنا ,, أظن إن كلكم هتستغربوا ,, بعض الموظفين القدام في البنوك و الشركات بيقبضوا مرتب مش بيكفيهم لآخر الشهر ! فـ ما بالك إنتا هتشتغل في مكتبة ! اللي تﻻقيها شبه مهجورة أصﻵ ! لأن لحسن حظي ,, المكتبة دي خاصة , قرر جماعة من المستثمرين يعملوا مكتبة مخصوصة لكل كتاب أو حتى ورقة ! نادرة ,, زي كتب أسرار الحروب و كتب إكتشافات العلماء السرية ,, و ملفات الإستخبارات ,, بس برضو ! مين هيجيي يضيع وقته مع الكتب ,, ناس كتير !!! ناس كتير جدآ و بعكس توقعي ,, بدؤوا يزوروا المكتبة و بكثرة و إزدحام ... فطلبت المكتبة عمال يشتغلوا فيها ,, أنا قلت أحسن من مفيش ... فلما روحت هناك , دخلت المكتبة لقيتها مكان فخم بصراحة ,, و مرتب و زي المكتبات اللي في الدول الأجنبية كدا ,, كنت ببص للكتب و عيني بتلمع ! لأني لو إشتغلت هناك , هيبقى عندي كنز ملوش ﻻ أول و ﻻ آخر ! ,, كان في واحد عمال يبص عليا بنظرات غريبة ,, كأنه شايف واحد مريب قدامه ! بس الرجل معذور صراحة ,, أنا كنت هريل على نفسي من كتر الكتب ! لما بصيت لي ,, من البدلة و الشكل ,, عرفت إنه المدير بتاع المكتبة , فرحت له علطول ,,,
- إزي حضرتك يا فندم ,, أنا كنت جاي أقدم على وظيفة هنا في المكتبة
- أيوة يا إبني أنا مش ....
لسا هيكمل ,, لقيت واحد تاني ﻻبس بدلة بيقول لي ,, تحت أمرك , أي خدمة ؟
ليتضح إني كنت بكلم واحد من المستثمرين بتوع المكتبة بيزورها و يشوف أحوالها , ما هو الكتب هنا مش ببﻻش , أقل كتاب عشان تقراه , تدفع فيه الشيء الفﻻني ... فـ طبعآ كان ﻻزم يتطمن على فلوسه المستقبلية
أنا طبعآ لما عرفت إني كنت بكلم واحد من مؤسسين المكتبة ! قلت لنفسي أنا كدا إترفدت قبل ما أتعين !
لقيت الراجل دا بيقول للمدير
المستثمر : بقول لك إيه ! سيبني معاه شوية كدا , و هبعتهولك تاني
المدير : أمر سعادتك ...
لقيته دخلني معاه في أوضة فخمة جدآ , مكتب و كنب و كراسي عمري ما تخيلت إني هشوفها أصﻵ !

و قعدنا ,, و بدأ يكلمني
- أنا ﻻحظت إنك عينك ع الكتب ,, كنت بتبص لها كأنك لقيت لقية ,, بس خليني أقول لك ,, بيع الكتب مش بيجيب تمنة ! فخليها مكانها أحسن ! و أنا هديك حﻻوة بدل الكتب !
- مش فاهم حضرتك , هو حضرتك بتلمح لإيه ؟!
- يعني مانتاش عارف !؟ يابني دي مش مجوهرات و ﻻ فلوس ! دي شوية ورق ! إعتقهم ! سيب الناس تتعلم ..
- إيه دا ! هو حضرتك بتقول إني هسرقها ؟! حضرتك فاهم غلط خالص !!!

" عودة القاسوم " .. 🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن