نوتات قيثارة

191 13 35
                                    

تدخل صفها مسرعة لتُخبئ ورقة صغيرة داخل دُرج طاولته قبل وصوله ثم عادت مكانها كي لا يلاحظ أحد ذلك فإذا به يفاجأها بدخوله على إستحياء يتوجه نحوها بخطوات ثابتة مُطأطأً رأسه بخجل ليرفع ورقةً صغيرة أمام نظاريها يدعوها بها إلى جلسة عزف على قيثارة في حديقة منزله الخلفيه ليحدثها بأمر غايةٍ في الأهمية
...
صُدمت من طلبه العجيب لكن لم تُفكر أن تتردد لحظه بل إنها فُرصة ذهبية للتقرب منه فرحبت بفكرته وطلبت منه أن يتفقد مقعده فإذا به يُقبل ورقتها الصغيرة في حين غفلة منها لسعادته بكلماتها و التي كانت " لا تيأس ف يأسك قد يحطم حياة أحدهم دون أن تعلم "
...
" الحياةُ كالقيثارة اِما أن تكونَ الحان عَذبة تعانق ثَغر باسم واِما ان تكون الحان نشزة تُعانِق روح ميته ، لكن تلك القيثارة لا تعزف الألحان وحدها..بل انتَ من تعزف عليها ، اِذن انتَ من تتحكم بتلك الاوتار القاسية " قالت تلك الجُمل لتبني آمال وطموحات و حياة جديدة لشاب انتهى من عزف مقطوعة رومانسيه مُحملةً بمشاعره و إعتذاره و آمال قلبه المكسور ، ليلتف نحوها و ينحني ليُخرج علبةً سوداء صغيرة ويسألها بثقةٍ و دموعها تتراقص على وجنتيها قائلاً : هل تقبلين بي زوجاً ؟ .....
...
قبل عام
تتطاير خصلاتها القُرمزية مع لفحات هواء الربيع المُزهر يحمل نشاطها و يرافقها إلى جامعتها في يومها الأول مُزيحاً خوفها و توترها لتتنهد تنهيدةً طويلة لتخطو خطوتها الأولى لمستوى جديد و جهل يكسو ممر حياتها يلازم كل إحتكاك بين قدمِها و الأرض نحو قاعة المُستوى الأول لتكون مسرح لأحداثٍ متناثرةٍ مُتبعثرةْ تختبئ خلف المقاعد و تحت الطاولات تُلطخ الورق بحبر ذاك القلم دون مُقدمات أو خبر ، مُجرد نظرات كانت هي العنوان و اَما الصُدف هي من رسَتّْ على بداية الأسطر لتتبعها إيماءت و حوادث و أخطاء لتقذف الشجاعة نحو نهاية السطور لِتخُطَ نُقطاً تحمل معها بداية على نوتات موسيقية مصدرها تلك القيثارة الخشبية .
...
مسحت ببصرها كل المكان لتتأمل وجوه أولئك الشُبان لتتعرف عليهم من ايام الإبتدائية و تقف بجانبهم فتاة تقهقه ذات شعر أسود قصير منسدل يصل إلى عُنقها ، كان ظهرها مواجهاً لوجه ميلا التي لم تتعرف عليها حتى إستدارت و صرخت بسعادة و صخب : ميلا أخيراً !
فوجئت ميلا حين تعرفت على صاحبة الصرخة العالية و هي تحتظنها و تحييها كانت صديقتها المقربة ليسا لكن تغيير قَصة الشعر هو من أعاقها عن كشف هوية صديقتها ، إستقبل المقعد جسدها و ظل يستمع إلى أنفاسها المُتلاحقهْ
...
يمشى بملل نحو المقعد و يضرب بقدميه الأرض بخجل ليرفع رأسه و يطلق نظرة للطلاب والطالبات لكنه لم يجد أي شخص يعرفه مُسبقاً فزفر بِحُنقٍ و تابع سيره حتى لَفت إنتباهه اسمه على الطاولة فرمى بحقيبة ظهره الفارغه بسرعةٍ ليجد الخلاص منها وكأنها ذات حِمل ثقيل و يلحقها جسده العريض بتعب وعيناه الواسعتان مغلقة و هو يسرق أنفاسه من هواء الغرفة و يفك أسر ثاني أكسيد الكربون داخل رئتيه إلى الحرية ثم رفع رأسه و التأمل مسيطر عليه و إذا بفتاة تتحدث مع أخرى تجلس أمامه شعرها الطويل بدأ يتطاير عندما فتحت صديقتها النافذة وبقيت الفتاتان تتحدثان و تثرثران طول اليوم
...
بعد إنتهاء الدوام
خرج نحو سيارته و أدخل المفتاح ثم أداره لتشتغل و نظر إلى المرآة ليرتب شعره الأشقر و ألقى بنظرةٍ خاطفه إلى وجهه الطويل الأسمر و عيناه بُنيةْ اللون مع رموشه الكثيفه لتقطع فتاةٌ نظراته إلى وجهه بظهورها في مرآة سيارته فأطلق نظره يتفحصها عن كثب فوجدها فتاة جميلة الملامح ذات بشرة بيضاء و خدّين مُتوردين و شعر قُرمزي طويل ف أكتشف انها من كانت تجلس أمامه من شعرها فقد كان يتطاير أمامه إلا أنها اختفت لتركب سيارة والدها و تذهب و كأنها لم تكن هناك أصلاً ، ذهبت و قلبه معها فتبعها دون أن تعلم حتى وصلت إلى منزلها ثم غادر كي لايلحظ أحدٌ أمره وعاد إلى منزله جسداً بلا قلبٍ ولا عقلْ فقط جسد فارغ يرتمي على السرير يحارب النوم في معركةٍ قاسية ليتغلب هو على النوم بسبب تفكيره اليقظ معها فيهرول مُسرعاً نحو منزلها لعله يراها أو على الأقل أن يُشبع ناظريه بها قليلاً
...
ودّعت والديها بصوت مبحوح : سأنتظركم على غداء ، ثم أضافت : ابي لاتنسى المعجنات معك ، وداعاً سأذهب لأنام
" أحلاماً سعيدة لن نتأخر " ردّت والدتها
درجةً درجه كانت تصعد تلك السلالم إلى غرفتها ثم قفزت بجسدها النحيل الرشيق على الوسائد و دفنت وجهها بينها و ظلت تُفكر بالمعجنات إلى أن نامت
...
يقود سيارته بسرعةٍ جُنونيهْ و كأنها قد تطير مع نسمات الهواء و قطرات الندى و حين وصوله إلى الحي حاول تخفيف السرعة لكنه لم يُفلح فالتفت به السيارة و هي خارجةٌ عن السيطرة لِتظهر أمامه سيارة سوداء من داخل الحي فيصتدم بها و تنفجر إثر امتلائها بالوقود و كذلك سيارته ليصدُرَ صوتاً عالياً مُدوياً لتشتلع النيران و يخرج كل من في الحي و يطلبون الشرطة و الإسعاف و الدفاع المدني و يحاولون إخراج جارهم و امرأته لكن الابواب قد ذابت والتحمت و يبدوا انهم قد فارقوا الحياة ، و في الناحية الأخرى استطاعوا إخراج الشاب بمساعدة الدفاع المدني و نقلوه إلى المشفى على عجل و لحقَ به الرجل و زوجته بعد مدةْ لكنهم كانوا في عِداد الموتى بسبب إحتراقهم
...
تسمع صوت الجرس يرّن و كأنها في حُلم ليس بمقدورها النهوض لترى من هو الطارق لكن الصوت توقف فعاودة نومها لكنها سرعان ما سمعت صراخاً بجانبها ففتحت عينيها بإستسلام لتسمع صرخةً و شهقات فجلست بسرعةٍ و توتر تنتظر إجابةً من جارتها وهي تبكي و تلفظ الكلمات بصعوبة و الدموع تتخللها : حا...حادث... توفت أمكِ و ابيكِ للتو...في حادث .
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة شعرت ببرودٍ في أطرافها ، ظنت الأمر حلماً أو كابوس لكنها تحققت من صحته في المشفى حين رأت والديها مُغطيان بالقُماش الأبيض ، الصدمةٌ تسري في جسدها و تركض داخل عروقِها ، لم تبكي لقد تجمدت دموعها حتى فقدت وعيها ، لتفتح عينيها بعد ستةِ ساعات لتبكي و تبكي و تقاوم الالمُهدئاتِ لتُحرر مشاعرها السجينة ، فقدت أغلى ما تملك ، ضاعت فرحتها ، ودّعت السعادة والحنان ، نسيت الحب و الدفئ ، أستقبلت الحزن و الأسى ، رحبت بالوحدةِ و القسوةْ ، عثرت للنقص مكاناً بداخلها .
بعد ساعات
سألها الطبيب إن كانت تود رؤية مُسبب الحادث فوافقت بعد أن هدأت لكنها رأت جثةً محُترقهً مرعبه و لا احد قد زاره كما بدا لها فسألت : من هو هذا ، و اين عائلته ؟
" إنه شاب ذو عشرين عاماً ، و عائلته لن تأتي لرؤيته" أجاب الطبيب
- هل إستيقظ من قبل ؟
- إنه مُستيقظٌ الآن
عادت إلى الخلف خطوتين لأنها خائفه من شكله المرعب و هو قد يتحرك في أي لحظة لكن الطبيب أمسك يدها ليُطمئنها في حين تحدث الأخر و عيناه مازالت مُغمضه : اسفٌ آنستي ل...لم أستطع أن أسيطر على السيارة......حاولت لكنها إنف...إنفجرت س... سريعاً و فقدت وعيي و...سط النار
- هكذا إذن " قالت بحزنٍ و دموعها تهطِل بغزارةٍ دون توقف
- سو.........ف أعوضكِ فخط....فخطأ الحادث بسببي و سأشتري لكِ سيارةً جديدة "قال بإنهاك و ماتزال عيناه مُغمضه
" حسناً " قالت عبارتها و دموعها تتزايد
نظرت إلى الطبيب و سألته بصوت مخفوض : هل هو على ما يرام ؟
- إنه مُحترق بالكامل و يحتاج فترةً طويلة حتى يستطيع التحرك لكنه دفع الضريبة و الشرطة تتولى الأمر و سوف يوّكل شخصاً يشتري السيارة و كل التعويضات الباقيه من أجلكِ ، لكن صحته سيئةٌ جداً فعينيه مُصابةْ و جسده مُتضرر و سيأخذ أشهراً للعلاج .
توقفت عن البكاء قليلاً و خرجت من غرفةِ الشاب لتتحدث مع الشرطة
...
كان يسمع فقط دون أن يرى لأن زجاج السيارة دخل داخل عينيه و الآلم يُمزقه و يفتُك به و بعد حواره مع الفتاة تَيَقَنْ بأنها تلك الفتاة فتاةُ أحلامه لكن بُكائها و حُزنها كاد يقضي عليه فقد قضى على حُب حياته بيديه ، ذهبت منه كما كان يخشى و مُستحيل أن يعترف لها بحُبه "حُب من أول نظرةٍ إنهدَم" قال يُكلم نفسهُ بألم و دموعه تنحدر على وجنتيه المُحترقه و ملامحه المدفونةِ تحت الضمادات .
...
بعد تسعة أشهر
" لقد شُفيت تماماً من الحروقِ مباركٌ عليك يمكنك الخروج حالياً و لكن إستمر على الأدوية و تابع المراجعات الشهريهْ " قال الطبيب بإبتسامة
- شكراً دكتور ، لقد كُنت غايةً في اللطف " قال بإحترام
ودع الطبيب و خرج ليعود و يجهز نفسه للجامعه لكنه قلقٌ بشأن نفسه "أصبحت مصاباً بالإكتئاب بسبب حبٌ فاشل من كان يتوقع ، و سأراها في الجامعة مجدداً" قال لنفسه بإستفزاز
...
هدءت و نسيت آلم وفاة أسرتها و أصبحت متعلقةً بدراستها أكثر و قد سامحت الشاب الذي قَتَل عائلتها بحادث ففي رأيها أنه لم يكن يقصد و قد رَثَت لحالته و بدى لها أن والدته متوفيه و والده لايهتم لأمره .
في الصباح
استعدت للجامعه و خرجت في سيارتها بتأني و حين وصولها توقفت بجانبها سيارة ذلك الشاب و قد تعرفت عليها و شعرت بصدمة و نزلت لتراه و أصبحت تمشي خلفه وهو لم يلحظها حتى فإذا به يجلس على المقعد خلفها فجلست و هي تحاول إستراق النظر إليه ثم دخل المعلم و قال : لدينا طالب جديد كان معكم في أول يوم لكنه تغيب بسبب صحي فليعرفكم بنفسه ، تفضل " قال المعلم بأدب
وقف بثقهٍ معرفاً عن نفسه ، في حين وجدتها ميلا فرصةً لترى وجهه قائلاً : اسمي جين عمري ٢١ عاماً ، إنتقلت إلى هنا منذ عام تقريباً اتمنى ان اكون صديقكم . ثم أومأ برأسه وجلس بينما ميلا لم تستطع إزاحة عينيها عنه فهو كما لم تكن تتصور كان ذو وجهه طويل و أسمر مائل إلى البياض مع شعر أشقر و عينين بُنية اللون و رموش كثيفة و ملامح هادئة و جميلة و وجنتين مُمتلئه لكن يبدو لها أنه كان أجمل لكن الحرق شوهَهُ و مع ذلك شديد الوسامة ، جلس على مقعده ليرفع ناظريه و تتصادم عينيه بعينيها عندها توقفت بهم اللحظات و الزمن لتتضارب نبضاتُ قلوبهم ليقطع صمتهم بداية المُحاضرة ليعود كلاً منهم إلى رُشده
...
بعد إنتهاء المُحاضرة
ذهبت ليسا إلى ميلا لتسألها الأخيرة : أتعرفين هذا الشاب ؟ " أشارت بيدها نحوه
- لا أعرف عنه الكثير لكنه و كما سَمعتُ عنه سابقاً أنه تعرض لحادث و احترق جسده بالكامل ثم تعالج ولكنه مصاب بالإكتئاب ( إشتدت نبضات ميلا عند هذه الكلمه ) و أمه متوفيه و والده متزوج من إمرأة باريسيه ولا يسأل عنه ، فقط هذا ما أعرفه عنه عزيزتي " قالت ليسا
- و لِما هو مُصاب بالإكتئاب ؟ "سألت ميلا
- لأنه كما قال أخي لي أنه أحب فتاةً ثم قضى على عائلتها بحادث سير قبل أن تعلم هي بذلك " شهقت ميلا بصدمه
بعد إنتهاء الدوام الرسمي خرجت ميلا نحو المشفى لتلتقي الطبيب المعالج النفسي لهُ و تسأله عن حالته النفسية ليجيب قائلاً بعد إصرار : لقد رأى فتاةً في الجامعة و وقع في حُبها و تبعها نحو منزلها و الساعه الثالثه و الرُبع ذهب كي يراها أو حتى يتعرف عليها لكنه إفتعل حادثً مروري مع أسرتها و احترق جسده بالكامل و بالنسبةِ لعائلة الفتاة فقد ماتو" قال الطبيب
- إنها انا ، نعم أنا تلك الفتاة " ردّت ميلا
- انتي هي حبيبةُ جين ؟ "سأل و هو فاغرٌ فاه
- نعم أنا إبنة العائلة التي وقع الحادث بينها وبين جين " أجابت ميلا بهدوء
- هل تُحبينهُ ؟"سأل الطبيب
- ن..نعم " قالت بخجل
- إعترفي له كي تُنقذيه فهو يفكر بالإنتحار " قال بلهفه
- سا...سأحاول " زاد الخجل و ظهر على مُحياها
خرجت من عنده وهو مسرور
...
بدأت علاقتهم تدريجياً بمجرد أحاديث قصيرة ثم تطورت إلى لقاءات و الطبيب كان بدوره يحُث جين أن لا يتركَ ميلا بل هي بحاجةٍ له و كي يُصلح خطأه و فعل جين ذلك و ساعدته ميلا بطلبها له أن يعزف على القيثارة فهي تُحب ذلك و خرج من حالة الإكتئاب و تخطاها بمساعدة ميلا إلى أن أستعدت كي تعترف له في حين قرر هو الأخر ذلك .
...
فجراٌ جديد
استيقظت و السعادة و الطمأنينة لها رفيق ، كتبت في ورقةٍ كلماتها له لتكون مُقدمةً و تمهيداً لباقي الأحداث ثم خرجت مبكرا على عجل
...
تدخل صفها مسرعة لتُخبئ ورقة صغيرة داخل دُرج طاولته قبل وصوله ثم عادت مكانها كي لا يلاحظ أحد ذلك فإذا به يفاجأها بدخوله على إستحياء يتوجه نحوها بخطوات ثابتة مُطأطأً رأسه بخجل ليرفع ورقةً صغيرة أمام نظاريها يدعوها بها إلى جلسة عزف على قيثارة في حديقة منزله الخلفيه ليحدثها بأمر غايةٍ في الأهمية
...
صُدمت من طلبه العجيب لكن لم تُفكر أن تتردد لحظه بل إنها فُرصة ذهبية للتقرب منه فرحبت بفكرته وطلبت من أن يتفقد مقعده فإذا به يُقبل ورقتها الصغيرة في حين غفلة منها لسعادته بكلماتها و التي كانت " لا تيأس ف يأسك قد يحطم حياة أحدهم دون أن تعلم "
...
" الحياة كالقيثارة اِما أن تكونَ الحان عَذبة تعانق ثَغر باسم واِما ان تكون الحان نشزة تُعانِق روح ميته ، لكن تلك القيثارة لا تعزف الألحان وحدها ..بل انت من يتحكم فيها ، إذن أنتَ من تتحكم بتلك الاوتار القاسية " قالت تلك الجُمل لتبني آمال وطموحات و حياة جديدة لشاب انتهى من عزف مقطوعة رومانسيه مُحملةً بمشاعره و إعتذاره و آمال قلبه المكسور ، ليلتف نحوها و ينحني ليُخرج علبةً سوداء صغيرة ويسألها بثقةٍ و دموعها تتراقص على وجنتيها قائلاً : هل تقبلين بي زوجاً .....

*
مُشاركة في مسابقة ترنيماتُ حِبرٍ
بإختيار العبارة " الحياة كالقيثارة اِما أن تكونَ الحان عَذبة تعانق ثَغر باسم واِما ان تكون الحان نشزة تُعانِق روح ميته ، لكن تلك القيثارة لا تعزف الألحان وحدها..بل انت من يتحكم فيها ، إذن أنتَ من تتحكم بتلك الاوتار القاسية "
*
*
*

مسابقةKAN_44
غلافitz_KZ


بقلم / داليا منصور

🎉 لقد انتهيت من قراءة نوتات قيثارة 🎉
نوتات قيثارةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن