يالله إِنّي خائِف؛ لقد امتلئ المكانُ، وهأنذا أسمعُ عَجيج، هذَا مُزعجٌ، كلا أنهُ مخيف!
رفعتُ يدي على أذني لأَطبَقَها فلَا أسمع صوتًا، كنتُ مرتاعًا، والجميع كان سعيدًا.
في نظرهم كنتُ أبدو كشخصٍ أجنبي، فبالرغمِ من سعادة من حولي كنت أُغلق أذني، فسألني أحدهم عندما لاحظ سُلُوكي: هل أنت بِخَيرٍ؟
حاولتُ الابتسامة لَهُ وأجبتُ على سُؤالهِ: أنا بِخَيرٍ، شُكرًا لَكَ.
وأين الخير في لقائِكم؟ لا خير أبدًا، عَذَابٌ في القلبِ، وخوفٌ من تجمعِ القريبِ، ورغبةٌ في الهروبِ، وإِنّي لَأعشق العزلة.
بقائِي هُنا يجعلني أبدو كالجبانِ؛ فالجسدِ يرتجف، حاولتُ أن أضمهُ فقد يسكن، لكن لا جدوى؛ فلقد غطست في بحر الخوف، أريدُ البقاء وحيدًا، الجميع هُنا يخيفني، أريدُ الاستمرار وحدي.
أريدُ الفِرار، أخافُ من الاِستِمرَار، أحتاجُ الوحدة بعيدًا عن البشرِ، لا أحد قربي! أريدُ الهروب حتى لو كنتُ بِلَا أحذية، حافية القدمين!
أنا لا أريد رؤية أحد، السَرمَدِيَّة وحدي هي الأفضل!
أتمنى لو أقدر على الرحيلِ، لكن هذَا مُحَال؛ فهُناك عَائِق يحجب عني الْحُلْم سمي بالخَجِل، والخوف من الإِذلالِ.
فمتى سيحين الوقت لكسره والحصول على تِلْك الحرية المحبوسة؟

أنت تقرأ
حافي القدمين.
Short Storyولأن المكانَ مظلمٌ سأهربُ، حتى لو كنتُ بلا أحذية، حافي القدمين. مجموعةٌ من المخاوفِ، لا أبطال هُنَا. ____________ -بِفضلٍ من اللهِ فازت القصةُ بالمركزِ الأول في ناي حنو🌿.