بغداد والقدر

385 5 3
                                    

*استيقضت علئ صوت المنبه عندما اعلن عند بداية يومي رفعت الغطاء السميك عن وجهي بسبب برودة الجو فنحن الان في اكتوبر اي اننا في الشتاء وكعادتة الشتاء في سويسرا شديد البرودة ابعدت الغطاء السميك عن جسدي لانهض من السرير رفعت يداي الئ الاعلئ لاستعيد نشاطي فنحن في بداية اليوم دخلت الئ الحمام لاغسل وجهي وانظف اسناني حسنا هذا عبارة عن روتين يومي بالنسبة لي ثم نظرت الى نفسي بالمرآة الحزن ينبع من عيناي تذكرت كلام ابي عندما قال لي مابها عيناكي حزينة كبغداد?? حسنا لم ارد على السؤال بجواب حينها وانما رددت بسؤال عندما قلت له ولماذ بغداد حزينة يا ابي?? ابتسم بألم ثم قال لي بانها حزينة علئ فقدان ابنائها?? نظرت له باستغراب فانا لم افهم قصده ولكنني لم اشأ ان اسأله مجددا لان الحزن طغى على ملامحه استفقت على صوت المياه اغلقت الصنبور جففت وجهي ثم خرجت من الحمام توجهت الى الكرسي الذي بجانب مكتبي لاخذ قميصي الصوفي من على الكرسي ارتديته فوق بجامت النوم خاصتي والتي كانت من الستن ثم التقطت مفكرتي من على المكتب وبعدها خرجت من غرفتي وتوجهت ناحية المطبخ لاعداد قهوتي فصباحي لا يحلو بدونها على الرغم من مذاقها المر الا انها تحلي يومي وبعد اعدادها توجهت ناحية المدفأة التي تتوسط احدى جدران المجلس جلست على الكرسي الهزاز قربها نظرت الى مفكرتي والتي كان غلافها باللون الاسود الداكن والبني بينما اوراقها باللون الكريمي المائل للاصفرار فتحت اول ورقة ثم التقطت قلم الحبر خاصتي ارتشفت من قهوتي الساخنة ثم غصت في بحر التفكير في كيفية البدأ بالكتابة كونها مفكرة جديدة وبعد تفكير دام لثواني بدأت في الكتابة:(مرحبا مفكرتي ادعى فرح واليوم هو يوم ميلادي سوف ابلغ الثامنة عشر من عمري لقد تخرجت هذا العام من الثانوية قبل شهرين بمعدل ممتاز يؤهلني لدخول اي جامعة اتمناها انتي هي مفكرتي الثامنة انتي هي حافضة اسراري سوف اكتب لكي كل يوم عن ايجاز يومي ولحظاتي الممتعة والسيئة في الحياة فاليوم سوف نعود الى بغداد شعوري متناقض بين الفرح والحزن بين التشويق للقاء اقربائي وبين الخوف من الحياة هناك...) على الرغم انني لم ارى اقربائي لكنني ليس لدي فضول للقائهم اليس هذا غريب عن كوني غير متشوقة للقائهم حسنا هو غريب فعلا ولكنني لست فضولية ابدا فشخصيتي هادئة مائلة للغموض هكذا يقول الناس عني,اغلقت المفكرة ثم اخذت احتسي القهوة وافكر في بغداد لقد اتينا الى سويسرا عندما كنت في الثانية من عمري واليوم سوف نعود ولكن الفرق ان عمري هو ثمانية عشر فترة طويل اليس كذلك نظرت الى الساعة لاجدها تشير الى الخامسة الا ربع لقد تبقى ربع ساعة لاستيقاظ عائلتي فموعد الطائرة عند الثامنة ولكنني احب الاستيقاظ قبل الجميع والجلوس بمفردي شردت قليلا ثم نظرت الى النافذة ورئيت الثلج يستمر بالسقوط فهو قد بدأ بالسقوط منذ البارحة حسنا اذا اتجهت نحو النافذة لاراقب الثلج فهكذا هو الجو في جنيف شديد البرودة ودائما ما يسقط الثلج اخذت انظر الي نسمات الثلج التي تسقط بهدوء لطالما احببت هذا المنظر احب مراقبتها كثيرا بدون ملل وقد استمر لساعات, لاعرفكم بنفسي ادعى فرح في الحقيقة الجميع اي كل شخص يراني يقول انني اسما على غير مسمى ليس لاني قبيحة بل لان عيناي الرمادية الواسعة يطغو عليها الحزن هكذا هو شكلها لكن الحقيقة هي انني انسانة عادية ولكنني اعشق الهدوء والجلوس بمفردي حسنا لاحكي لكم عن شكلي انا طويلة طولي 170cm ورشيقة وبيضاء بل ناصعة البياض وعيناي واسعة ورمادية ورموشي كثيفة جدا وطويلة وشفتاي صغيرة وممتلئة ذات لون كرزي واملك غمازات في كلا خداي اما بالنسبة لانفي فان شكله مناسب لوجهي فليس بكبير وليس بصغير اما شعري فهو اسود كالليل وهو طويل جدا وناعم فانا اعتني به كثيرا وهو يصل الى تحت فخذي فانا لم اقم بقصه ابدا وانا عراقية الاصل لكنني اعيش في سويسرا وتحديدا في جنيف منذ سن الثانية ولكنني اتقن العراقي بامتياز فوالداي لايسمحان لي ولاخوتي بالتكلم باللغة السويسرية داخل المنزل الا انني اشعر انني افضل عندما اتكلم سويسري لا اعرف لماذا ولكن هذا يريحني اكثر وانا ابلغ الثامنة عشر من عمري اما بالنسبة لعائلتي فهي مكونة من ابي او بالاحرى عشقي فانا اعشقة افلا يقولون ان اول حب في حياة الفتاة هو والدها والدي اسمر وطويل جدا ذو عينان سوداء شعر اسود وجسم رشيق رغم كبر سنه الا انه يحافظ علي صحته ابي بكل بساطة رجل شرقي فهكذا يوحي شكله وملامحه الهادئة والجميلة وهو جراح اعصاب مشهور جدا ولكنه تقاعد هذا العام رغم حبه لمهنته الا انه فضل رؤية والده الذي لم يره منذ ستة عشر, وامي ذات القلب الملائكي فهي ايضا حنونه جدا ورائعة الجمال فانا قد ورثت عيناي وبياضي منها فانا اشبهها كثيرا في شكلي وهي ايضا طويلة لكنني اطول منها اما شعري فقد ورثته من ابي انا الوحيدة من بين اخوتي اشبه امي اما البقية فجميعهم يشبهون والدي امي طبيبة نفسية اما بالنسبة لاخوتي فهم ... انس_وزين_ورند, انس ذو الخامسة والعشرين عاما هو متخرج من كلية الهندسة فهو مهندس مدني اما شكله فهو يشبه والدي كثيرا الا انه اطول وجسده رياضي وايضا يمتلك ذقنا فهو شرقي ببساطة رغم انه لم يزر اي بلاد عربية قط شخصيته تشبهني كثيرا من حيث الهدوء لكنه رغم هدوءه يحب الكلام مع الجميع اي انه اجتماعي مع الناس ولكنه عندما يغضب بالله عليكم كيف لانسان التحول خلال ثواني فهو عندما يغضب يصبح مخيفا جدا بل كلمة مخيف لا تكفي لوصفه وهو اكبر اخوتي ولكنه اقربهم الي فانا الصغيرة ولكنني لست مدللة بل جميعنا مدللون فوالداي لا يفرقان بيننا,اما زين فهو اصغر من انس بثلاث سنوات اي يبلغ الان اثنان وعشرون سنه وهو تخرج هذا العام من كلية الهندسة ايضا ولكن هندسة الكترونيات وهو مرح كثيرا ويحب عمل المقالب وخصوصا على اختي رند اما بالنسبة لشكله فهو طويل واسمر اي انه وسيم وعيناه سوداء كأبي وجسده رياضي ايضا لديه ذقن وكما قلت لكم ملامح اخوتي مثل ابي شرقية, اما رند فهي اكبر مني بثلاث سنوات واصغر من زين بسنتين وهي تدرس تقنيات طبية نجحت من المرحلة الثالثة الى الرابعة والاخيرة بالنسبة لشكلها فهي طويلة ولكن ليست بطولي بل اقصر ورشيقة ذات بشرة حنطية وعيون سوداء وشعر اسود قصير يصل الى اسفل كتفيها وهي لا تشبهني بتاتا فهي تحب الكلام ولا تحب الهدوء على عكسي فانا انطوانية على نفسي وهي اجتماعية هي عصبية وبسرعة البرق تغضب يستطيع اي احد استفزازها اما انا فاعصابي باردة جدا استطيع السيطرة عليها لكن اذا استفزني احد كثيرا فكلمة عصبية لا تكفي للتعبير عني فاصبح كالدب الهائج وايضا انا صريحة جدا اما هي فتحب مجاملة الناس انا اكره المجاملة جدا احب الصراحة لكن ليس لدرجة الوقاحة والتجاوز على الاخرين بل لصراحتي حدود, وايضا يبدو من شكلها انها عربية اما بالنسبة لي فشكلي لا يوحي باني عربية على الرغم من ان شعري اسود الا انني ابقى اشبه الاجانب ولكن ابقى عراقية, العراق بلدي وفخري على الرغم انني لم ازره منذ زمن طويل بل لا اعرف شكله في الواقع الا انني اطلع على اخباره واحواله وخصوصا بعد الحوار الذي دار بيني وبين والدي عن حزن بغداد فحين قال لي انها حزينة على اولادها لم افهمه وانتابني الفضول حولها فاطلعت على احوالها على الانترنت وكان ذلك قبل ثلاث سنوات ومنذ ذلك الحين وانا اطلع على احوالها.... افاقني من شرودي يد دافئة توضع على كتفي لالتفت برئسي فرئيت والدي استدرت بكامل جسدي ثم قلت له:

جمعتنا بغدادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن