تقدم ذو القبعةِ السوداء معدلًا إياها ليقف أمام تلك الحشود الغفيرة من أهل المدينة معتليًا المسرح الموجود في مركزهم لينزل قبعته وينحني بنُبلٍ ثم يرفع رأسه من جديد،تحمحم قليلًا كما لو أنه ينوه على أهمية كلامه ليتحدث بمكبر الصوت أمامه
-سَيّداتي وسادَتي سُكّان مدينةِ مورو، نحن الآن في منتصف القرن الواحد والعشرين ولم يتبقى سوى خمسون سنة على إنتهائه لذا نحنُ أردنا أن نترك بصمةً مهمة لهذا لقرن قبل توديعه، كما تعلمون أن أحدث المُنجزات وأكثرها تطورًا هو الإنسانُ الآلي الذي يعتبر بمثابة إنسان مثلكم ولكنه بجسدٍ معدني البنية، لذا وبعد أن أخذنا إذن محافِظ مدينة ساو باولو سوف ندخل هذا الجنسَ الجديد بينكم لنرى مدى التأقلم بيننا وبينهم مستغلين كونكم من أكثر البلداتِ هدوئًا وسلامًا، سوف نخصص عماراتٍ خاصة لهم ليعيشوا بها ولن يؤثروا على مسكنكم، كل ما سيفعلونه أنهم سيشاركونكم أعمالكم ومدينتكم فقط ،أتمنى أن تؤول تجربتنا بنتيجةٍ حَسَنة.. شكرًا لحسنِ إستماعكم يمكنكم الذهاب إلى أعمالكم. تعالت همسات الناس بسبب كثرتهم فكان بعضهم راضيًا وبعضهم متحمسًا وآخرون معارضون لتلك الفكرة.
ركَنت ذات الشعر الأسود دراجتها تحث خطاها نحو أحد الواقفين في تلك الحشود لتسأله قاطبةً حاجبيها -ماذا يحدُث؟ -سيحضِرون آليين إلى المدينة ليشاركونا في أعمالنا غدًا.
رفعت حاجبيها بإعجاب لتشكره ثم تعود حيت دراجتها فترفع ساقها وتثبت قدمها على الدواساتِ لتليها الأخرى ثم تعتليها هامسة مع إرتفاع ثغرها - مثيرٌ للإهتمام كان ذلك قبلَ أن تحرك دراجتها بسرعة تسابق الرياح التي تحرك شعرها بنعومة.
ⓣⓞ ⓑⓔ ⓒⓞⓝⓣⓘⓝⓤⓔⓓ
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
