النهاية

446 9 1
                                    


مرت أيام أخرى لكن هذه المرة الأمر مختلف السعادة تحولت إلى حزن ،حرارة الطفلة أصبحت مرتفعة مرات عديدة تسقط بدون سابق انذار تصاب بتشنجات غريبة، إختفت الضحكات في حضرة الدموع لكن حضور الجدة خفف من  حزن و حيرت الأبوين ، و بعد عدة نصائح منها أو الأكثر من ذلك بعد إقناعهما قررا أخد ذلك الجسد الهزيل الذي أصابه عدو الإنسان الأزلي المرض لشيخ المدينة ، بعد شكوك الجدة في وجود كائن غريب يسكنها. بعد  طابور من المرضى أغلبهم شيوخ بان عليهم الدهر حانت ساعة لقاء الشيخ و الطفلة الغائبة عن الحياة في غرفة من المسجد الذي يسكنه ، و بعد القاء التحية من الأبوين و جلوسهما شرحا شرحاً مدققا لحالة الطفلة فمكان منه إلا أن بدأ يتأملها بعيونه الجاحضة في حضور تلك العمامة التي تعطيه شيئا من الهبة و الجدية ، فأمسك رأسها بيديه و بدأ يتمتم كلمات أو بالأحرى جمل هي مزيج من قرآن و رقية شرعية ،  و بعد إنتهائه أكد لهما أن الطفلة مصابة بمس شيطاني  تحتاج إلى أكثر من جلسة لعلاجها ، إستسلم الأبوين لأوامر الشيخ ، و بعد أسبوع من الجلسة الاولى حضرا للجلسة الثانية لكن الغريب في الأمر ان هذه المرة أمر الشيخ بتركه وحيدا مع الطفلة مبررا هذا الامر بخطورة المس الشيطاني عليهما  فما كان منهما إلا تنفيذ المطلوب، و بعد ساعة تقريبا خرج الشيخ مبتسما و في حضنه الطفلة غائبة عن الوعي و هو يردد تسبيحا و تبجيلا و حمدا لله و كلمات طمأنينة للأبوين أن حال الطفلة سيكون أحسن  بعد انتهاء الجلسات، كانت تلك الكلمات منبع للفرح و الأمل لهما و بعد تقبيل يديه و رأسه أخدا طفلتهما إلى البيت في إنتظار إستيقاظها .و بعد ساعات سمع صراخها فأخداها في حضنهما رغم أن حالها لا يزيد إلا سوءا لكن سحر كلمات الشيخ لم تٌظهر لهما الحقيقة المرة  ، بل زادتهما إيمانا أن ذلك الشخص هو المنقذ الذي أرسله الله لهما ، فكانا كل أسبوع يأخدانها فيتكرر نفس الحدث و نفس الصورة ، يخرج الشيخ حاملا الطفلة بين دراعيه و هي غائبة عن الوعي ، و هو يؤكد أن تدهور حالتها ما هو إلا دليل على أنها ستكون بكامل صحتها  في آخر الجلسات .
موعد آخر قلب الأم  غير مطمئن ، الأب في حيرة من أمره، الطفلة كأنها غائبة عن الوعي ،الجدة تودعهما بدعوات للتوفيق و الشفاء العاجل . الشيخ مبتسم كأن حضورهم عيد له ، أخد الطفلة في حضنه بعد قبلة في خديها أغلق الغرفة ، مرة ساعة و نصف خرج الشيخ و على غير عادة كانت في إبتسامته شيء من الخوف و القلل بدون كلمات حمد و لا شكر و في حضنه طفلة مصفرة اللون غائبة عن الوعي ككل مرة  ، و الاكثر غرابة أنه أمرهما بأخد الطفلة إلى غرفتها و تركها لوحدها ليلة كاملة دون لمسحها و لا الإطمئنان على حالها مع وعد منه أنها ستقيظهما بصرخها و شغبها صباحا فتعود الزهرة الدابلة للحياة ، طبعا بدون تردد فعالا كما أٌمِرا و في الساعات الاولى من صباح اليوم الموالي إستيقظا و كلهما أمل و إنتظار ، مرت الساعات دون جدى فقررا أن يكسرا القاعدة للإطمئنان على فلدة كبدهما ، فتحا الغرفة معاً و القلق بادي عليها ، توجها إلى سريرها بدت كأنها لم تحرك ساكنا منذ البارحة ، أول ملاحظة كانت للأب في وجود سائل أبيض يغطي شفتيها الزرقاء و هي مغمضة العينين بيضاء الوجه، تحولت البسمة على وجهه لفزع لا يطاق دقات قلبه كانت كرصاصات  للأم التي تراجعت خطوة للوراء ، لتترك له ذلك الحِمل الثقيل في إكتشاف أن عناء 16سنة منها 10 سنوات إنتظارا لشفاء الأم من العقم و 6سنوات من السهر و الخوف بعد انجابهما لها ذهبت هباءً منثورا و ما هي الآن إلا جثة هامدة أزهقت روحها العذبة بعد جرعة زائدة من منوم  الشيخ البيدوفيل

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 11, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الطفلة و الشيخ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن