4 النهاية

3.8K 121 10
                                    



-4-

"أنت رائعة..." قال لها غريغ بصوت هامس و أمسك يدها بحنان ، و بنفس اللحظة لمع بريق الفلاش من جديد ، و عاد إليها وعيها من جديد.
"ماذا ستقول روزا إذا رأت هذه الصور؟" فهز كتفيه .
"لا تتكلمي عنها كل الوقت ".
"يجب أن يسعدك ذلك ".
"على العكس هذا يزعجني".
"مع إنك...".
و سكتت و تناست كل وعودها التي قطعتها لنفسها ، و كانت على وشك أن تكلمه عن زواجه القريب من روزا.
و عاد الرقص و أثمل الحب و الشمبانيا الفتاة ، فأسندت نفسها على صدر غريغ ، و لم يقولا أية كلمة ، و أغمضت الفتاة عينيها، و تبعت خطوات غريغ على أنغام الموسيقى بينما فلاشات الكاميرات لا تزال تتوالى ... و عندما أبدت فرجينا نفاذ صبرها ، ضمها إليه أكثر .
"لا تهتمي ، يا عزيزتي ، لا يجب أن يفسد ذلك هدوء اللحظات الرائعة".
فتساءلت الفتاة إذا كان غريغ وعد روزا حقا بالزواج ، هل كان سيتصرف هكذا ؟ يبدو لها هذا مستحيل ، و تذكرت الأمنية التي تمنتها و هي تشرب أول كأس شمبانيا هذا المساء.
أكانت روزا تكذب ؟ هل ذلك المقال كان كله مجرد خداع؟ يجب أن تفهم ، و لكنها لم تكن تجروء على طرح السؤال على غريغ بطريقة مباشرة.
و عادا إلى طاولتهما و تناولا الحلوى بصمت .
"غريغ...".
"نعم يا عزيزتي ؟" و تأملها باعجاب كبير "أنت أجمل بكثير من قبل" و كان صوته في سحر هذه اللحظات و لكن يجب أن تعلم .
"غريغ...".
"نعم يا عزيزتي ؟" كرر بهدوء دون أن يبعد نظراته عنها .
"هل صحيح أن الكاريب أوتيل سينضم لسلسة فنادق الفايف ستارز؟".
ابتسم غريغ "كيف عرفت ذلك؟".
"يقال...".
ظل غريغ صامتا ، و ألحت فرجينا.
"إذا؟ هل هذا صحيح أم لا؟".
لكنه لم يجبها بطريقة مباشرة.
"لا يوجد دخان بدون نار" اكتفى بهذا الجواب .
"هذا يعني أن...".
"أن الكاريب أوتيل سيصبح قريبا من ضمن سلسلة الفايف ستارز".
إذا لا يوجد أي شك ، و رغبت الفتاة أن ترمي رأسها على الطاولة ، و تجهش بالبكاء على حبها المحطم ، أي حماقة تدعي أن الأمنيات تتحقق ، روزا لم تكن تكذب ، ستتزوج من غريغ و ستقدم له الكاريب أوتيل.
"ما بك يا عزيزتي ؟".
"رأسي يؤلمني أريد العودة" لم يحاول غريغ إخفاء خيبته .
"كم كنت أتمنى أن تطول هذه السهرة ... " ثم سكت قليلا و أضاف "كنت أتمنى أن أصطحبك إلى شقتي لنشرب كأسا أخيرة معا ، بإمكاننا أن نحلم تحت سماء أكابولكو...".
رغم كل الشمبانيا الذي جعلها تشربه ، إلا أنها كانت لا تزال واعية ، و قادرة على التفكير ، لا لن تقع في الفخ .
تمددت فرجينا على سريرها تتأمل سقف الغرفة ، و ظلت عيونها جافة ، كم حبست دموعها ، للأسف ، لم تشعر بالراحة...
سيتزوج غريغ من روزا ، و هو لا يحبها ، أتعجبه فقط ؟
لا ، قد يكون الكاريب أوتيل فقط هو الذي يهمه...
و النساء في حياته ؟ فقط من أجل المتعة لا أكثر و لا وجود لعلاقة جدية ، لو لم تكن تملك الشجاعة لتركه هذا المساء ، أين كانت ستجد نفسها ؟ في الطابق الأخير من الأكابولكو؟ في احضانه...
"أوه ! لن تندمي الآن ؟" صرخت بصوت مرتفع ، ما الجديد في الأمر ؟ كنت تعرفين سمعته حتى قبل أن تلتقي به ، و الآن لا يجب أن تشتكي ، أكنت تؤمنين بالمعجزات؟ أيتها الغبية المسكينة .
و شدت على قبضة يدها ، و كان باب الشرفة نصف مفتوح ، فدخل نسيم حرك الستائر ، و ضجة الشارع كانت تصل إليها ، أنها الساعة الثانية صباحا ، و لا يزال الناس ساهرون في أكابولكو... ماذا ستفعل الآن ؟ أتبقى؟ سيكون ذلك لمواجهة إغراء غريغ من جديد ، هل ستصمد طويلا أمامه ؟ لا ، لا تعتقد ذلك و روزا ، قد تأتي في أية لحظة...
"لن أتحمل مثل هذا الذل " و إذا طلبت العودة إلى كيرنفاكا؟ فكرت و هي تغمض عينيها ، بالتأكيد هذا احتمال... و لكن إذا عادت إلى البوسادا فإن الشائعات ستنتشر أيضا، و بدأت تتخيل الأنتقادات الساخرة ، و خاصة إنتقادات جونثان ، و فضول كورال المرحة ... و نظرات السيد مارتينيز.
"لقد اكتفيت من المكسيك ، و من فنادق الفايف ستارز الفاخرة " الحل الوحيد الممكن لمع فجأة في رأسها .
"سأرحل" قررت بصوت مرتفع "سأعود إلى نيويورك ".
و التمرين ؟ التمرين الذي يتطلب منها البقاء لمدة شهرين أيضا ؟ "لا يهمني لماذا لا أفعل كما يفعل جونثان ؟ مع شهادتي بإمكاني إيجاد عمل في أي مكان آخ...".
و لكن فكرة العمل في مدينة ويدل ويب في مطاعم صغيرة أو فنادق رخيصة لم تكن تثير حماسها .
"المهم أن أفكر الآن بالرحيل ، و فيما بعد ابحث عن عمل لائق ". المهم أن تتجنب الوقوع في مغامرة فاشلة ، لن تنضم إلى لائحة الفتيات اللواتي كن ضحيات لغريغ دوننغ ، و اللواتي تخلى عنهن بسرعة ... و لكن متى ستغادر أكابولكو ؟ غدا ، أنه أفضل حل .
عندما أخذت هذا القرار ، شعرت ببعض الراحة و استطاعت النوم ، و لكنه كان نوما مليئا بالكوابيس ، غريغ و روزا يحيطان بها و يسخران من سذاجتها ...
في صباح اليوم التالي ، طلبت فطورها في الغرفة ، و حضرت حقائبها ، لم تأخذ هذه العملية كثيرا من وقتها ، لأنها بالكاد أفرغت نصف محتوياتها ، ثم أخذت دوشا ، و بهذا الوقت احضروا لها الفطور ، لم تشعر الفتاة بشهية للطعام ، و اكتفت بنصف كوب العصير ،و بفنجان القهوة .
لا بد أن المحلات فتحت الآن ، فنزلت فورا نحو مكتب السفر الخاص بالفندق ، استقبلتها فتاة ترتدي زي مضيفات الجو بابتسامة عريضة .
"صباح الخير سنيوريتا".
"صباح الخير ، أريد تذكرة طائرة إلى نيويورك ، ذهاب فقط ".
"أتفضلين السفر على متن الخطوط الأميريكية أو المكسيكية ؟".
"ليس مهما ، المهم بالنسبة لي أن أسافر بأسرع وقت ممكن ".
ضغطت الموظفة على أزرار الكومبيوتر الذي أمامها ، و انتظرت ظهور الجواب على الشاشة .
"بإمكانك السفر على متن الطائرة المكسيكية التي تقلع في الساعة الحادية عشرة ، و التي تتوقف قليلا في مكسيكو".
"أيوجد أماكن ؟".
"نعم، بإمكاني أن اؤكد لك على بطاقة السفر الآن ، و بالكاد تستطيعين الوصول إلى المطار ، يجب أن تتجهي إليه بدون أي تأخير".
"لا مشكلة في ذلك".
"حسنا ، سأعد لك تذكرة في الدرجة الأولى ، أليس كذلك ؟".
"ما هذه الفكرة بل بالدرجة السياحية ".
دهشت الموظفة و ترددت قليلا .
"و لكن ... السيد دوننغ يسافر دائما في الدرجة الأولى ، عندما لا يستعمل طائرته الخاصة ، كنت أظن أن... ".
"أنا لست السيد دوننغ " قاطعتها فرجينا بجفاف .
الجميع يعتقدون أنهم يعرفون من تكون ، يعتقدون أنها عشيقة المدير الأول...
"سأدفع الحساب بنفسي أيضا" و أخرجت بطاقة إعتمادها .
بعد كل هذا الانفاق ، سيقترب حساب توفيرها في البنك من الصفر .
فور عودتها إلى نيويورك يجب أن تبدأ بالبحث عن عمل ، لأنها لا ترغب في أن تطلب من إدارة فنادق فايف ستارز أن تدفع لها أجرها عن مدة تمرينها التي لم تنتهي .
يبدو أن الموظفة المكسيكية اصيبت بالذهول ، كانت تعتقد أن فرجينا ستسغل الفرصة و تسافر بالدرجة الأولى ، و على نفقة السيد دوننغ طبعا .
بعد عشرة دقائق خرجت فرجينا من مكتب السفر ، و هي تحمل التذكرة بيدها ، الآن ، لا يجب أن تضيع وقتها إذا ارادت الوصول إلى المطار قبل اقلاع الطائرة .
"روزا" نادتها عمة غريغ .
ارتبكت فرجينا روزا، و لماذا تكون روزا غريرو ؟ و خافت فرجينا أن تكون روزا تقف خلفها ، فالتفتت و تهيأت لتجد نفسها أمامها ، لكن لم يكن هناك أحد خلفها...
"روزا".
بدهشة كبيرة ، فهمت فرجينا أن العمة نانسي تناديها هي ، المسكينة بالفعل هي مجنونة...
و كانت تضع العطر و المكياج الباهر ، و اتجهت نحوها ، و كانت هذا الصباح ، ترتدي بنطلون أصفر و قميص أزرق ، و تضع حزاما أسود على خصرها ، و ما أن اقتربت منها حتى رفعت نظارتها و تأملت تذكرة السفر في يد الفتاة .
"آه سترحلين؟".
"كما ترين سيدتي".
"أنت متعقلة ، يا صغيرتي روزا ، قرارك مصيب " ثم ربتت على يدها " سترين هذا القرار سيجلب لك السعادة ".
"آمل ذلك " اجابتها فرجينا و هي تهز كتفيها .
"الوداع يا صغيرتي روزا ، حظا موفقا".
روزا حقا ، لم تحاول فرجينا أن تقول للعمة أنها ليست روزا ، على كل حال ، ليس لديها الوقت لكي تضيعه بالثرثرة ، و ركضت نحو أحد المصاعد و صعدت إلى غرفتها .
ألم تنسي شيئا ؟ لا... بعد القاء نظرة أخيرة على على الشاطئ و هي تجتاز البهو ، مع أنها لم تدفع حساب إقامتها ، تركت ذلك لغريغ دوننغ ، أنه يستحق ذلك ، بعد كل شيء هو الذي طلب منها المجيء إلى أكابولكو فايف ستارز.
ركبت أول سيارة تاكسي ، لن تشاهد الكاديلاك السوداء و لا الميني موك بعد اليوم ، كل شيء انتهى .
و لم تكن قد كتبت كلمة وداع لغريغ ، ما نفع ذلك ؟
الأفضل أن تختفي دون ترك أي أثر خلفها ، سيجد غريغ العزاء بين ذراعي روزا أو بين ذراعي أية فتاة أخرى ، و الأخريات كثيرات ... و لشدة ارتباكها نسيت أن تدفع للسائق ، فرجعت و حاسبته و ركضت متجهة نحو صالة المطار ، كل ما تريده هو الرحيل...
كان جميع الركاب قد سبقوها إلى الطائرة ، فاستطاعت أن تصل بآخر لحظة ، و ببطء أخذت الطائرة تسير باتجاه مدرج الإقلاع ، ثم قامت بنصف دورة و عادت إلى مكانها و مرت الدقائق و الطائرة لم تقلع بعد...
"لقد مضت نصف ساعة ، كان يجب أن نكون في السماء" قالت فرجينا لنفسها "ماذا يجري؟" و فجأة ارتفع صوت المضيفة في مكبر الصوت .
"لأسباب خارجة عن إرادتنا ، تأخر إقلاع الطائرة ، نرجو منكم أن تعذرونا ، ستقلع الطائرة بعد عشرة دقائق" و بهذه اللحظة فتح باب الطائرة و أسرعت المضيفة لاستقبال أحد المتأخرين ، لكنه لم يكن سوى... غريغ دوننغ ، غريغ الفاتن المثير ببدلته البيضاء و قميصه الأزرق ، ثم أغلق الباب من جديد ، و اتجهت الطائرة نحو مدرج الإقلاع .
بنظرة سريعة تأمل غريغ كل الركاب ، و فورا رأى فرجينا التي تبدو صغيرة جدا في مقعدها ، و بخطوات قليلة انضم إليها .
"تعالي".
"و لكن...".
دون أن يستمع إعتراضاتها ، أمسك يدها و جذبها نحو مقصورة الدرجة الأولى ، و بالرغم من أن الدرجة السياحية كانت مليئة بالركاب لم يكن يوجد في الدرجة الأولى سوى رجل مسن نائم ، اسرعت المضيفة نحوها .
"أرجوكما ، اجلسا و شدا الأحزمة ،؟ ستقلع الطائرة الآن"
و أشارت إلى مقعدين واسعين ، فجلسا ، و كأن الطائرة كانت تنتظر إشارة منهما ، انطلقت بنفس اللحظة.
"لماذا ترحلين؟" سألها غريغ بحدة .
فاغمضت عينيها و كانت متعبة بعد ليلة لم تذق فيها طعم النوم جيدا ، و بعد القلق الذي كانت تعيشه ، ففضلت أن لا تجيبه .
"لماذا ترحلين؟" ألح غريغ.
"لكي أهرب منك".
"تهربين مني؟ لماذا؟".
"لأنني أحبك" أعترفت أخيرا و ادارت وجهها.
"فرجينا ، أنت تحبينني؟" و هز كتفيها ، و ارغمها على النظر إليه .
"أنت تحبينني ؟ هل أنا أسمع جيدا؟". فهزت كتفيها .
"نعم أنت تسمع جيدا ، و الآن دعني بسلام ، لقد تسببت لي بما يكفي من الأذى...".
"و لكن يا عزيزتي ... ".
"أنا أرفض المناقشة... " قاطعته بحدة.
"و لكن يجب ذلك ، هذا غير عادل ، أنا... ".
"لقد سبق أن قلت لك عدة مرات بالنسبة لي ، لا مجال للمغامرات العابرة " قاطعته من جديد .
"و من كلمك عن مغامرة عابرة ؟ أريدها مغامرة تدوم مدى العمر ، نعم... " و امسك يديهابين يديه .
"أرجوك غريغ ، كفاك لعبا بالألفاظ " و أغمضت عينيها كي لا تنظر إليه ، و اضافت .
"أنا أعلم بأنك ستتزوج من روزا ، و بالنتيجة ماذا ستقدم لي ؟ بضع ساعات من وقتك ؟ أو بضعة أيام...؟" تقطع صوتها بمرارة ، "و لكن ما أن تصل روزا ، حتى تنسى أنك تعرفني ".
"ماذا تروين ؟".
"لقد فهمت كل شيء " و تنهدت بأسى "و أفضل وسيلة هي الهرب" فترك يديها و أخذ رأسه بين يديه .
"ما هذه القصة الغريبة أنا لن أتزوج روزا أبدا".
هذا كثير ، أنه يجروء على النكران ، فكتفت يديها و نظرت إليه بجفاف .
"اسمع ، روزا نفسها هي التي أخبرتني عن زواجكما القريب ، لقد جاءت البوسادا و هي تتباهى بالخاتم الألماس الذي قدمته أنت لها".
"لا بد أن احدا آخر قدمه لها أو أنها استعارته من والدتها ، لكن أنا ، لم اقدم لها أبدا خاتما من الألماس".
"كاذب" رغبت الفتاة في الصراخ في وجهه.
لكن غريغ أضاف بهدوء.
"الشيء الوحيد الذي قدمته لإمرأة هو عقد ، عقد بسيط جدا مشبوك بالذهب و الفضة ، و هو جميل جدا في عنقها ، إلا أنها لا تريد أن تضعه".
فرفعت يدها إلى عنقها ، و ارتعشت ، هذا الصباح بالفعل لم تضع عقد غريغ ، لقد خبأته في حقيبتها تحت الملابس.
"أرجوك ، فرجينا صدقيني أنا أتزوج من روزا؟ هل أنا مجنون لهذه الدرجة؟".
"و ذلك المقال في صحيفة النيوز ؟ أهو عبارة عن أكاذيب ؟ لا تقل لي أن صحيفة مثل هذه تنشر أية معلومات ".
"آه ، نعم ذلك المقال... " و هز كتفيه "أنهم ينشرون حماقات كثيرة عني ، و لكن لن يدهشني أن تكون هذه السطور كتبت بطلب و تشجيع من روزا نفسها " جحظت عيون الفتاة.
"و دون أن يحاول الصحفيون التأكد من الحقيقة ؟".
"إذا ذهبت روزا إلى مكاتب الصحيفة ، و هذا ما أعتقده ، فأنهم سيصدقونها بسرعة ، و كيف لا يثقون بروزا غريرو ؟".
"و لكن لماذا تكذب بهذا الشكل ؟".
"لكي تبعد غريمتها التي تجدها تشكل خطرا عليها" ثم هز رأسه.
"روزا المسكينة ، لم تقبل بعدم اهتمامي بها ، فاغتنمت هذه الفرصة ، أنها تثير الشفقة فعلا... ".
تفسير غريغ ، بدا ممكنا ، و الأمنية التي تمنتها فرجينا و هي تشرب الشمبانيا الفرنسية تحققت ، و لكنها لا تجروء على تصديق ذلك...
"نعم ، أنها روزا بالتأكيد و لقد استغلت الصورة التي التقطت لنا مؤخرا...".
"مؤخرا في أكابولكو ، أليس كذلك؟".
"هذا صحيح ، و لكن والديها كانا معنا".
"لم يظهروا في تلك الصورة".
"المصورون بارعون في مهنتهم أنت تعلمين...".
"إذا كان هذا المقال أزعجك كثيرا لماذا لم تكذبه".
"أنا لا أحمل نفسي عناء تكذيب كل الأكاذيب التي تدور عني" ثم ابتسم و امسك يديها بحنان ، و قال لها متوسلا .
"قولي أنك لن ترحلي".
"و لكننا راحلان ، ألا ترى ذلك؟" و أشارت إلى النافذة و كانت الطائرة تحلق عاليا في السماء.
"فرجينا...".
كان لا يزال لديها أسئلة تطرحها عليه .
"عندما كنا معا في حدائق البوسادا و عندما نادتك روزا ، لما تركتني بسرعة و ركضت نحوها" قالت له معاتبة .
"هذا فقط لأنني لم أكن أريد أن ترانامعا ، شعرت أن ذلك يلوث حبنا...".
حبنا؟ هل سمعت جيدا؟ أم أن هذا فخ جديد ؟.
"حسب ما يقول مقال النيوز ، الكاريب أوتيل هو هدية روزا ؟".
"ما هذا المزاح السخيف ، لا تعتمدي كثيرا على هذا المقال كله أكاذيب باطلة ".
"و لكنك قلت بنفسك أن الكاريب أوتيل سيكون من ضمن الدوننغ فايف ستارز" ضحك غريغ و تأملها قليلا.
"ألان روزا قدمته لي ، يا معبودتي الغبية؟".
"إذا؟".
"هذا لأنني اشتريته من السيد غريرو والدها ، و كان هذا سبب اجتماعنا على العشاء في ذلك اليوم ، كان عشاء عمل ، و ليس عشاء لإعلان الخطوبة".
"ماذا؟".
"كيف يمكن إقناعك يا حبيبتي ؟ أنك من أحب ، و أنت من أريد الزواج منها ، لا مكان لروزا في حياتي ليس لها وجود إلا في خيالك".
احست الفتاة أن كل شيء يدور حولها ، غريغ اعترف لها بحبه ، و يريد الزواج منها ، بعد أن لامست اليأس ، عاد الأمل من جديد و هي في السماء السابعة ، و لم تجروء على تصديق سعادتها ، فهمست.
"الا أن عمتك... ".
"عمتي نانسي؟ ما دخلها في كل هذه القصة ؟".
"لقد قالت لي بأنك لأول مرة في حياتك تقع في الحب ، و انك تريد أن تتزوج و تأسيس عائلة... و بأنه ليس لدي أمل "
"عمتي نانسي قالت ذلك؟" سألها بدهشة.
"نعم للحقيقة اعتقدت أنها مجنونة ، و هذا الصباح نادتني روزا".
"آه الآن فهمت".
"ماذا إذا؟".
"عمتي نانسي ليست مجنونة تماما ، و لكنها ظنتك روزا ، هذا هو التفسير الوحيد ، لقد قلت لها أنني احب فتاة أسمها فرجينا ، و أتمنى أن تقبل بالزواج بي ، و هي اعتقدت أنها تقدم لي خدمة ، بابعاد روزا عني... ".
"أوه هكذا إذن ؟".
"عزيزتي... " همس غريغ.
"نعم؟" أجابته بخجل و ازدادت دقات قلبها .
"أنا أحبك كيف أقنعك بذلك ؟".
فرفعت رأسها نحوه ، و تأملها بشوق و حنان ، و كانت نظراته تدل على حب لا حدود له .
"غريغ...".
و فهمت أخيرا أنها تركت نفسها بالمظاهر ، غريغ لم يكن مغامر يتسلى بتحطيم قلوب الفتيات كما كانت تدعي الصحف ، أنه رجل يمكنها الوثوق به ثقة كبيرة...
أنحنت المضيفة و قدمت لهما كأسين من الشمبانيا و هي تبتسم .
"أيضا البريت الفرنسي " قالت فرجينا بدهشة .
"على متن الطيران المكسيكي كلهم يعرفون ذوقي ".
"أنت معوف جدا" قالت له ممازحة "الطائرات تنتظرك ثم الشمبانيا الفرنسي".
"أنت تحبين الشمبانيا؟".
"بالتأكيد ".
و أحمر وجهها و ارتجفت شفاهها و هي تلامس السائل المنعش ، و تذكرت الأمنية التي تمنتها بالأمس ، لقد تحققت ، لم تكن تؤمن بمثل هذه المعجزات...
"هل الرجل اللاهي مستعد للاستقرار؟".
"الرجل اللاهي ، لا وجود له ، يوجد رجل ككل الرجال ، رجل يملك حبا للسعادة و للاستقرار " و ابتسم
"رجل عاشق ... عاشق مجنون".
"كيف علمت بأنني راحلة؟".
"كان هذا سهل جدا ، علمت من مكتب السفر في الفندق ، فاتصلت بالمطار بسرعة و طلبت تأخير الطائرة".
"تأخير الطائرة ، أهذا سهل لهذه الدرجة؟".
"في هذا البلد ، كل شيء يصبح سهلا عندما ننفق المال و نبسط النفوذ " فأسندت رأسها على كنفه.
"أريد أن أصبح زوجة رجل صاحب نفوذ".
"فرجينا ، تبدين الآن تشبهين جونثان".
"لا تكن غيورا من جونثان".
"و أنت لا تكوني غيورة من روزا " و ابتسم و اضاف " و لكن هذا صحيح ، لقد اشتريت خاتم خطوبة ، ها هو... ".
و أخرج من جيبه علبة من الجلد الأحمر ، فذهلت الفتاة عندما رأت قطعة من الزمرد تحيط بها حبات من الألماس البراقة تعلو خاتما ذهبيا .
"أوه".
"هذا الخاتم كان في جيبي مساء أمس ، لكن إصرارك على العودة باكرا منعني من تقديمه لك... " و وضع الخاتم في اصبعها .
"حاولت أن أتخيل اصبعك و أنا أشتريه ، إنه أصغر مما كنت اعتقد ، عندما نصل إلى نيويورك سأجعل أحد الصاغةيضيقه لك... ".
"أأنت ذاهب أيضا إلى نيويورك ؟".
"نحن ذاهبان معا إلى نيويورك ، و فور وصولنا سنتزوج بأقل من أربع و عشرين ساعة "
احست فرجينا أنها تعيش حلما ، حلما رائعا... و لكن فجأة عادت إليها الشكوك .
"إذا أصبحت زوجتك ، غريغ ، فهذا يعني أنني سأعيش عاطلة عن العمل ؟ أنا لا أتصور نفسي بدون عمل من الصباح إلى المساء... " ضحك غريغ و ضمها إليه.
"أتعتقدين بأنه لن يكون لك عمل في الفايف ستارز ؟ كم أنت مخطئة ".
و طبع قبلة على اصابع يدها ، فدار الخاتم العريض في اصبعها ...
"يا عزيزتي ، إذا اخترت الزواج من تلميذة في معهد الكورنيل ، فذلك لأنني بحاجة لزميلة من مستوى ممتاز ".
تركته فرجينا يقبل يدها ، و كانت الطائرة تحلق في سماء صافية لا أثر للغيوم فيها ، و كانت الشمبانيا تتلألأ في الكأسين .
الحياة جميلة ، جميلة جدا .


تمت

زهرة لفرجينا لـ ديانا كلاركWhere stories live. Discover now