انا جيون جونغكوك في العشرين من عمري ، طالب جامعي لم اعرف ابي يوماً وفقدت امي في صغري ، جراء مرضها . كما اني عشت حياتي في كنف زوج امي اللذي كان كما الاب بالنسبة لي .
لو سمعت قصتي فستؤمن بأن القدر سيأتي يوماً ما ويعيد لك طعم الحياة ، سيأتي يوم حين يضاء الظلام وتجد ظالتك فجأةً
وهذه القصة تبدأ :سرت في الشارع اركل علبة مشروبٍ غازيٍ فارغة ادحرجها بين قدمي ، قاصداً في وجهتي تلك الحديقة التي لم ازرها منذ ثلاثة سنين والتي لطالما دعوتها بجنتي ...
كنت في صغري اذهب اليها برفقة والدتي و الآن لم يعد هناك من يذهب معي ...
في اليوم الذي ذهبت فيه والدتي الى الجنة كما اخبروني ، أصبحت ادعو تلك الحديقة بجنتي لأنها لطالما كانت المكان الذي يخفي تعصبي .
فيما سبق كانت واسعة وضخمة وتحوي اراجيح كثيرة ، العشب الذي افترشها كسجادة كنا نجلس عليها ، كذلك الاولاد الذين يلعبون هنا وهناك يضفون السعادة للمكان .
أما الآن فقد أصبحت قبيحة وجافة ، أرضها متشققة العشب قد كسح تماماً منها لم تعد هناك أي علامة للحياة عليها ، كما أن ملامحها قد اختفت لم يعد هناك سوى بعض الالعاب الصدئة التي غدى وجودها مخيفاً . لون الصدأ الطاغي عليها يشعرك بأنك تستعمل أغراض شخصٍ ميت .
هذا ما رأيتها عليه قبل ثلاثة سنوات أما في هذه اللحظة فأنا لا اعلم ما ستراه عيني .
اسود العالم بوجهي حين وصلت لمقصدي
"ما هذا "
مذهولاً خرجت مني ... لم يكن هناك سوى بناءٍ شاهق الارتفاع ، نعم لقد دمرت جنتي تماماً لم يبقى منها اثر !!* الدنيا ظالمة *
هذا ما خالجني في تلك اللحظة ، هل يا ترى العالم يستهدفني ؟! أ يسلط علي الأقدار لتقتص مني على ذنبٍ لم ارتكبه !؟استقمت حاملاً معي كل ما في العالم من إحباطٍ وههن لأجر خطواتي من حيث جئت ، نظرت مرةً اخيرة ناحية جنتي وودعتها دافناً اجمل ذكرى في حياتي القبيحة و عدت ادراجي .
في اثناء سيري في الحي بينما اقطع الشوارع ، الشارع تلو الشارع متعمداً اطالت الطريق على نفسي كي لا اعود مجدداً لذلك البيت البارد الذي لم يعرف اسم الدفئ يوماً ، انزلقت عيني خطئاً لتجد شارعاً لم اسلكه من قبل .
" حسناً الغروب ليس بالقريب ؟! "
قلت معطياً لنفسي الاذن لأسير في ذلك الزقاق الصغير ، استكشف ما فاتني لعشرين عاماً .كنت اسير فيه واحادث نفسي كيف اني لم اره قبلاً ولدت هنا ولم انته له كل تلك السنين غير الآن مع اني أمر من هنا كثيراً .