يقظةٌ مؤقتة

231 42 66
                                    

◀ إلى رفيقتي ذات الهموم▶

يتساقطُ الثلجُ على رأسي مدغدغًا، آخذًا مني النعاسَ وأحلامَ النعاسِ، حاملًا معهُ رسالةً من السماءِ، من غيمةٍ مهمومةٍ تدعي أنكِ، يا عزيزتي، لستِ في أمان...قلقتُ فاضطربتْ أشجارُ السنديانِ معي، وبدأتْ جذورُها ترتجفُ خوفًا على صديقةٍ لا ترى في الغيمِ سوى لون الليلِ فيه، فلا تنتبِهُ لجمالِ قطراتِ المطر.

غاليتي لورين، أمي الطبيعةُ وأبي شمسُ ربيعٍ خجول، ولأنني ذرةٌ سحريةٌ في هذا الكونِ أشعرُ بكِ مهما حدث، وأينما كنتِ تنتحبين...
لا تخجلي من محادثتي خلال سباتِ الشتاءِ، فالصداقةُ لا يحدُّ مهامّها إيطارُ الزمانِ أو المكان. قلتُ لكِ إنني هنا-دومًا هنا- فأخبريني! رفيقتي ما بكِ؟ماذا هناك؟ وممّ تشكينَ، يا قلبَ روحي الأبيض؟

إذ كانتِ الحياةُ هي السبب، فلا تقطبي حاجبيكِ، لأنّ الحياةَ تصفعُ الأمواتَ فيها علّهم يستيقظون ولعلّ في الأمر خيرا لكِ. أما إذا كان حزنُكِ نابعًا من حماقات البشر فلا تجزعي، اتركيهم واركضي لحضنِ أقرب شجرة سنديان وعانقيها...عانقيني...
لا تستحي البكاءَ في أحضانها فدموعُكٍ غيثٌ رقيقٌ لا يجبُ أن يهطلَ سوى بينَ ذراعي أغنية سنديانةٍ عجوزٍ...

•••

❜الصداقة علاقة أسمى من أن تشوهها مفاهيم البشر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الصداقة علاقة أسمى من أن تشوهها مفاهيم البشر.

-الرسالةُ ما قبل الأخيرة-

عبق السنديان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن