// الفصل الاول //

32 3 0
                                    

" الروايات ليست مجرد أفكار تطبع بحروف ليقرأها القارء .. بل شيء أعمق بكثير ، هي أفكار وضعها صانعها بكل فخر طامحا للسما بحروفها واضعا كل ما يملك فيها معتزا بها و فخورا ، الروايات هي مهرب لكل الكُتاب من كل الأصقاع .. يضع فيها لا أفكاره فقط ، بل مشاعره كذلك و يحبها و يعتبر كل شخصية يصنعها كإبن له .. و كل لحضة كأنه يعيشها "

" و بالمقابل ، القارء لا يقرأ لأنه يريد ان يمر الوقت فقط .. بل لأنه يجد بالروايات الكوميديا ، الحزن ، الدراما ، الفرح ، الموت ، الحياة و الحب و الكره .. يتفاعل مع كل لحضة و كأنه شخصية من القصة نفسها .. و يريد معرفة ما سيحدث تاليا و ما المغامرة التي تنتضره ؟"

" إن العلاقة بين القارء و الكاتب و كأنها مقايضة روحية .. يدعم القارء الكاتب و يعطي الكاتب كل ما يملك لكي لا يخدل القارء "

" و علاقة الكاتب بكتابه ، كعلاقة الأم بطفلها .. يصونه و يرعاه و يبدع كي يصبح كتابا محبوبا للكل ، و إن فشل فسيبقى فخورا به .. اما علاقة القارء بالكتاب فهي كعلاقة التلميذ بمعلمه ، يعلمه دروسا و يريحه و يجعله شخصا أفضل ريما "

// أتمنى لكم قراءة ممتعة //
.
.
.
.
.
.
.
.
//البداية//

في مكان ما لربما ليس من هذا العالم .. منطقة منخفضة تماما و محاطة بالجبال ، ما يجعلها مختلفة و ليست من هذا العالم هو لون عشبها ، شجرها ، ماءها ، وردها القرمزي ..

و في منتصفها كهف ليس ككل الكهوف .. يبدوا و كأنه مكتبة قديمة للغاية ، لكتبٍ حمراء و أخرى دهبية و بعضها قرمزية و من بقي سوداء و نادرة هي البيضاء ..

و في منتصف كل هذه الكتب .. كان هناك كتاب احمر يشع و قد سقط فاتحا صفحة بيضاء فيه و ما كتب فيها لهو كلمة

" بداية "

بذلك الخط الكبير
.
.
.
.
و في ذلك الخريف المعتدل اللطيف .. الطرق مفروشة بزربية حمراء ، صفراء و بنية و في ذلك المقهى التي كلما فتحت الباب ضرب ذلك الصوت الصغير الأدن .. و صوت النادل و هو يقول " مرحبا بك " للداخلين ، بلباسهم الأبيض و الأسود ، و الطاولات الخشبية مع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة يعطي طابع العصور الوسطى الهادئة ..

و بين كل تلك الطاولات .. أرجع شعراته السوداء رافعا إياها عن حاجبيه لتضهر عينيه البنية التي تخفي تحتها شامة مغرية للغاية .. ممسكا كتابا بيده و و رفع كوب القهوة بيده الثانية ليحتسي البعض و ينضر للنافدة بنضراته الباردة التي تخلوا من أي تعابير ، هذا الفتى يدعى بسراج الدين براد ..

و من الجهة الأخرى .. فتحت الباب بلطف و أرجعت بعض شعرات الشقراء للخلف بعدما نزعت الشاش المغطي رقبتها .. و نضرت بتلك العينين العسليتين نحو النادل مبتسمة ، و قالت " المعتاد لو سمحت " .. ثم إتجهت نحو تلك الطاولة .. صحيح لم نعرفكم بها ، إنها بطلة القصة نرجس مقطوف ..

Red Book And Lovers // النسخة المعدلة //حيث تعيش القصص. اكتشف الآن