الحلقه (الرابعة والعشرون )

32.4K 1.2K 37
                                    

الحلقه (24) .." جميلتي الصهباء ".
--------
في تدابير الخالق لـ خلقه، زوال كرب.. لا تتيقن بأن مـا تمُر به أسوأ فترات حياتك فيأتيك الله بما ظننت ...
--------
انتصب آسر واقفًا ما أن مال جسد مُصطفى إلى شِقه الأيمن ..أطلق قهقهة خفيفة حيث أنه يصدر سيمفونية تليق بحجم جسده وتكدس الطعام على أنفاسه ومــا أن إقترب منه حتى أردف بنبرة خافتة وهو يضرب خدهُ برفق :

_ مُصطفى يا حبيبي؟! .. يالا نام في الأوضة بتاعتك عندك كيلاس بُكرا ؟!! .. دا باين عليه مغيبب ؟
فداء بخضة وهي تشهق عاليًا بنبرة مُشفقة :
_ ليكون الأكل كتم على نفسه ومات ؟؟

ضيق آسر عينيه في نفاذ صبرٍ ليردف بنبرة هادئة :
_ وبالنسبة للشخير دا،ما لفتش إنتباهك خالص

ومن ثم استأنف متوجهًا بحديثه إلى يامن :
_ تعالى يا عم شيل معايــا الكائن الشتوي دا !

جحظت عيناي يامن وهو يجوب ببصره بين الإثنين وبنبرة مشدوهة أردف :
_ أشيل مين ؟؟ .. ما تصلي على النبي وتغزي الشيطان كدا !!

آسر بإبتسامة عريضة :
_ إنت هتشيل رجل وإيد وانا رجل وإيد وندخله جوا ..وعلشان بردو الحمولة ما تبقاش تقيله .
رمقــهُ يامن بنظرة ثاقبة ومن ثم تحول ببصره إلى مُصطفى الذي غط في سُبات عميق وسقط من بينهم فجأة ودون سابق إنذار ليردف على مضض :
_ أستر يارب .. دا انا لسه ما دخلتش دُنيا .

إنصاع يامن لـ رغبة "آسر " في حمله ليتجه بخُطوات مُذبذبة إليهما .. قام برفع ذراع مُصطفى الأيمن وكذلك قدمه ليفعل آسر نفس الشيء وهنا أردف يامن وهو يهتف بنبرة مُتحشرجة بالكاد تخرج تفاصيلها من حلقه :

_ أيه يا عم كُل الفخدة دي ، دا ناقص له كيلو كمان ويبقى شبه التِنين المُجنح .

ضاق آسر ذرعًا في هذه اللحظة .. رمقتهُ فداء بقلقٍ وفزعٍ وهي تجد لون وجهه قد استحال إلى الإحمرار القانٍ لتهتف هلعًا :
_ آسر ، إنت كويس ؟؟
آسر وهو يردف بنبرة مكروبة : تقريبًا كدا جالي شد عضل .
ومـــا أن أنهى جُملته حتى سمعوا صوت مُصطفى الذي فتح عينيه واسعـًا وراح يقول بسعادة لا مثيل لها :
_ حلوة جوي المُرچيحة ديه ، دا الواحد فرحان ولا مرچيح المولد .

تبــادل الأربعة نظرات مصدومة ، لم تتحمل بيسان رؤية ملامحهم الحانقة عليه أكثر من هذا لتُطلق قهقهة عالية أُنثوية .. إحتقن وجه يامن بالدمـــاء ليتبادل هو وآسر نظرات ذات مغزى وفجأة تركوه لسيقط أرضًا مُجددًا ، لم ينتبها لكفيه القابضتين على تلابيبهما ليختل توازنهمــا ومن ثم يسقطا إلى جواره على الفور ،،،
مُصطفى بفرحة عارمة وهو يُصفق بكفيه :
_ إنتوا وجعتوا !! ، يالا أهي شدة وتزول .

إنفرطت أسارير وجه الفتيات ضحكًا،ليضع آسر كفه أسفل فقرات ظهره مُرددًا بتأوه مكتوم :
_ الله يخربيت معرفتك يا مُصطفى ، عضمي إتدشدش .

فرد يامن جسده كاملًا على الأرض ليرمي ذراعيه جانبًا وبدأ يتنفس بصعوبة قائلًا :
_ أنا بقيت مُنتهي الصلاحية خلاص ، أنا دكتور عظام وبقيت عاجــز ومحتاج اللي يعالجني ، باب النجار مخلع .. دا مش مخلع دا مُنهااااار .

رواية "جميلتي الصهباء "... علياء شعبان .Where stories live. Discover now