"اريدك ملكي " تراقصت اناملها على لوحة الكتابة لتكتب هذه الكلمات البسيطة المختصرة رغم عمق معناها ... كثير الاسئلة تتزاحم في عقلها . ماردة فعله ؟ هل سيتقبل مشاعرها اتجاهه ؟ ثم توقفت انفاسها لثواني او ربما حتى توقفت جميع اعضاء جسمها عن الحركة عند رؤيتها "جاري الكتابة" ادركت ان بعد قليل ستجد الجواب لجميع اسئلتها ... اغمضت عينيها عند سماع اشعار وصول رسالة وبعد اتخاذ القرار فتحتها ببطئ والقت نظرة حذرة عليها لتجدها "بشرط ان تكوني ملكي " مجرد رسالة جعلتها اسعد مخلوق ولكن سعادتها لم تدوم ما ان اكتشفت واقعها ! كل مافي الامر هو انها لا تزال تبتسم كالابله محدقة في رسالتها التي لم ترسل بعد ولن تتجرأ على ذلك من الاصل ... فضلت ان تنام محاولة اخماد مشاعرها .
يوم مشمس اخر واشعة ساطعة تتسلل لغرفة بطلتنا الكسولة التي هاهي الان تستيقظ بصعوبة مثل عادتها فلولا سطوع الضوء على سريرها لنامت دهرا اخر ولتذهب الجامعة للجحيم ... مرت عشر دقائق وهي تارة تتثائب وتارة تمدد ذراعها وتارة تعانق مخدتها حزنا على فراقها واخيرا استسلمت وتوجهت لتجهيز نفسها
-اللعنة انجيلا اخرجي من الحمام ارد الدخول "صرخ اخوها بغضب"
وكما كل صباح يتم تجاهل صراخه لان بطلتنا مشغولة بوضع طن من مواد التجميل على وجهها وتتحول فجأة الى واحدة من شخصيات ديزني
-يالك من مزعج ارحمني ليوم واحد من هذا النهيق الصباحي
تجهز الجميع وتجمعو على طاولة المطبخ لتناول الفطور
-انجيلا تناولي بعض الخضار
-امي توقفي عن دروس الصحة اريد ان اكل ما اريد
#انجيلا
مللت من الروتين اليومي او ربما يكون ليس بملل رغبة في شيئ معين ... رغبة في ان يشاركني شخص في كل شيئ ... نعم هو ذلك الشخص الذي اعتدت مراقبته ، اعرف عنه ما لا يعرفه عن نفسه وماذا يعرف هو سوى حلمه . لطالما رأيت نظراته العاشقة للكرة وياليتها موجهة الي ، وياليته يلاحظني بسهولة مثلما الاحظه ، وياليتني الان امشي بجانبه عوض خلفه ... كان الطريق طويلا ولكني لم اشبع من مراقبة ظهره العريض ومشيته الثقيلة الواثقة وشعره الاسود كان جميلا من الخلف حتى ان افكاري تشككني ان كنت وقعت بحبه بسبب شكله ؟
وهاهي اللحظات التي اكرهها لحظة الوصول للجامعة ، لحظة ابتعاد حبيبي عن ناضري (البنت خلص خلته حبيبها 😂)
قلت بصوت خافت لا يسمع " وداعا " وضلت عدستاي معلقة به وهو يبتعد وكم كانت مرافقه لي ممتعة رغم اننا لا نتحدث والمسافة بيننا ليست بقريبة ...ارتمت تلك الفتاة ذات التصرفات الرجولية على ظهر انجيلا بقوة لتصرخ بتفاجأ
-يااا غبية هل هكذا تلقى التحيات؟ الم يعلموكي بالابتدائية او تريدين ان اعيدك اليها فالشوق واضح عليكي
ضحكت ميرنا بصوت عال جاعلة من حولها يلتفت ، يمكن اعتبار هذا الثنائي هو الثنائي المجنون في الجامعة لا دواء لتصرفاتهما اللا عقلانية فيها هذا ما قاله احد الطلاب المثرثرين للطالب الجديد
-وماذا يفعلان ؟
-لن تصدقني! مرة احضرو كلاب متشردة جعلوها تركض خلف الاستاذ المكروه في الجامعة وكاد ان يتم فصلهم لولا المسرحية المأساوية التي قامو بها للمدير
-اخرس ايها المذياع من سمح لك بسرد مغامراتنا "قالت ميرنا بغضب مصطنع ... ليهمس الثرثار للجديد
-ونسيت ان اخبرك ان السنتهم طويلة لا انصحك بالتقرب منهما او محاولة كسب صداقتهما . وما ان انهى كلامه حتى انصدم بالحوار بين ثلاثتهم
-اخبرنا اذن اي جامعة كنت فيها و لماذا انتقلت ايها الوسيم "تحدثت انجيلا بابتسامة ساحرة
-لا اجد اجواء ممتعه فيها فقط الملل
صرخت ميرنا بحماس
- رائع انت تحب الاستمتاع فلتنضم الينا .
ذهب ثلاثتهم وهم يلقون النكات ويتضاحكون ليقول الثرثار وهو يقف لوحده
-مهلا ،اكنت تستمع الي ياهذا
-اذن اخبرنا ماهو اسمك
-اسمي جاك وانتما
- انا انجيلا وهذه ميرنا ، اي قسم ستنضم
- التصميم طبعا
- اذن صمم لي ملابس " قالت ميرنا باستغلال
-فكرة لكن احرص ان تكون رجالية فهي تناسبها اكثر "سخرت انجيلا"
*في مكان اخر من الجامعة *
تعالى صراخ المشجعين او بالاحرى المشجعات ووجوههم مملوءة بالاعجاب لذلك الشاب الوسيم الذي يسدد الكرة باحترافية ويسجل هدفا صاعق فماذا تنتظرون من شخص لعب الكرة القدم من طفولته ... ورغم فرحة اعضاء فريقه البادية عليهم الا انه كان هادئا يمكنك ان تشعر بفرحته الداخلية الهادئة .. امتلأت عدستاه العسلية بنظرات الفخر ليقف شامخا امام قائد الفريق الاخر ويلقي التحية .
دخل الفريق لغرفة التبديل وكان احدهم يضحك بصوت مزعج ساخرا من الفريق المنافس
-الم ترو كيف يسددون الكرة لا اعلم كيف اصبحو لاعبين مكانهم في ...
انتفض الجميع برعب من هول سقوط الكرسي بقوة لا احد يجرأ على رفع عينيه من على الكرسي المسكين الذي تم ركله بواسطة سام وهاهي موجة غضبه قد حضرت وكم يتمنو اخمادها باي وسيلة ، لكنهم يفضلون مشاهدة الكرسي على عدساتهم الخائفة اليه ... تقدم بصدره العريض وعضلاته البارزة وسط الهدوء القاتل ولا حتى الانفاس يمكن سماعها
- اتدري ان صوتك يعيقني على ارتداء ملابسي ؟ ثم هل تسخر من لاعبين حاولو الفوز بجد ولا تسخر من نفسك التي لا تعرف اخلاق الروح الرياضية !
- اسف
ومن يناقش القائد حين نوبة غضبه ... خرج سام بعد دقائق ليقول احدهم
-الا تعرف ان سام يكره هذه التصرفات كيف سمحت لنفسك بذلك الهراء كدنا نموت .
مشى ذلك الغاضب غير مدركا ان الهواء الخفيف الذي اصدره بسبب سرعته قد جعل شعرها يتراقص ، هي توقفت ولكنه لم يفعل وكيف لا توقفه رائحة عطره وكم احبتها
-لماذا توقفتي انجيلا
- لاشيئ لاحظت ان السماء جميلة اليوم
#انجيلا
تبا لما لا اخبرها بانني احبه ما مشكلتي ليس من عادتي هذا التردد فلاخبرها وليحدث ما يحدث
-هل تمزحين ! من بين جميع الاولاد اشهرهم في الجامعة ! انتي اصلا لم تقعي في حبه هذا مجرد اعجاب لشدة جماله .
ضربت خديها الوردية بكفيها للتوقف عن التخيل
-نعم نعم هذا ما ستقوله اذا اخبرتها ساضل صامته
ثم قالت بصوت عال
- اجل اجل
-انجيلا ما خطبك اليوم هل نمتي جيدا ؟
-لا اعتقد ذلك لقد ظهرتي في حلمي
- لا اعلم ما الذي جعلني صديقة لقاسية مثلك
- حبك العظيم لي هو الذي جعلك
- مع انني كنت اكرهكي
وصلتا متأخرتان ليقول الاستاذ
- ماذا حدث هذه المرة؟ عجوز مسكينة احتاجت مساعدة او رجل مخيف اراد اختطافكما
- لن تصدق اليوم ماذا حصل لنا ! حدث سطو على الحافلة التي ...
- انجيلا اصمتي واذهبا اجلسا
تقدمتا وهما تسمعان لاصوات الضحك الخفيفة لتهمس ميرنا
- لسنا مهرجتنان ليضحكو ... اختارتا مقعد خلفي وجلستا
- اتعلمين ميرنا انا ايضا كنت لا احبك لكن ليس لدرجة الكره لا تروقينني فقط
-حسنا لا بأس هذه مجرد مشاعر قديمة منذ 4 اسنوات
-كم احبك حبيبتي
طبعت ميرنا بخفة قبلة على خد انجيلا ومن بعدها تعالى صوت الاستاذ
-فلتكملا تقبيل بعضكما في الخارج
-تبا استاذ من سيعوض درسك الممتع لطالما كنت من محبين تاريخ الموسيقى هيا اكمل ماذا فعل نيوتن بعد ذلك
- قلت الى الخارج
خرجتا متصنعتان الحزن وما ان اغلقتا الباب حتى قفزتا فرحا وعانقتا بعضهما
-تخلصنا من حصته المملة اخيرا لكن ارأيتي تعبيراته حين قلتي نيوتن
- حسنا من قال اننا نريد سماع قصة حياة بيتهوفن هذا مزعج
#في مكان اخر
- هل تريد تجربة القمار انه ممتع وسيربحنا الكثير من المال
- لكنني اكره هذه الاشياء كلمة اخرى وستجد رأسك لوحده في قاعة القمار
تأفف كاي بخيبة امل فلطالما اراد تجربته مع صديقه لكن سام لم يسمح له
- اخبرني لما لا تريد تجربة الاشياء المشوقة لا الرقص لا الخمر ترفضها كلها
- حسنا انتهيت !!؟ انا فعلا لا اريد الحديث عن هذا
- تبا متى ستوقف عن هذا الانغلاق حتى مع صديقك
- لا اعلم... الان توقف عن الاسئلة ساعود لانام انا متعب
-انتظر ، انت لم تدفع بعد ! هل سادفع بنفسي لقد اكلت نصف المطعم .وسط ذلك الازدحام تحركت ارجلهم ببطئ ، ارجل العديد من الاشخاص الذين يتضمنهم سام وانجيلا ، المسافة بينهم قصيرة لكن الاشخاص المعترضي طريقهم عددهم كبير ... هكذا تكون شوارع باريس حركة بدون انقطاع . كان كل منهما يستمع لموسيقاه المفضلة ، كل منهما له نفس الوجهة وهو العودة للبيت .
قطع تلك السلسة من المارة شجار ولد وفتاة
- الا تعرف شيئا من الاخلاق ايها المتحرش يا قليل الادب
- من حضرتكي لتصرخي علي
اقترب المتحرش ليضرب الفتاة ليجد حقيبة طائرة تضرب وجهه بقوة وتصرخ احداهن باعلى صوتها
-ايها القبيح فلتبتعد عنها
ما العمل مع شخص متسرع يسمح لغضبه بالتحكم به ليقوم تلقائيا باول شيئ يخطر على باله فتصادفه مشكلة بعد ذلك ... فبعد القاء الحقيبة وقول ما ارادته لم تعرف ماذا تفعل بعد ان توجهت جميع الانظار اليها ارتبكت وبدأت خطواتها تتراجع حين رأت الفتى يقترب اليها بشر ... صرخ احدهم " الشرطة هنا " تغيرت سرعة تنفس انجيلا ليس بسبب هروب الفتى بل عندما اكتشفت ان من انقذها توا هو سام ، يمكنها الان ان تعتبرها بطلها .. لم تصدق ما حدث ولم تصدق انه تحدث معها ، اقترب منها ببطئ
- انتي شجاعه لكن اتعلمين ! غبية كذالك
#انجيلا
ماذا قال ؟ انا غبية !! لقد وصفني بالغبية كم انا سعيدة لقد ضل يفكر بي يمكنني عد الثواني التي كنت بها بعقله ليستنتج اني غبية ... لكن لماذا ذهب بسرعه اردت ان اشكرهرن الهاتف بعد دقائق معدودة
- انجيلا يجب ان اخبرك شيئا كان يجب ان اخبرك به
- لا تقلقيني ميرنا ماذا حدث ؟
أنت تقرأ
اريده ملكي
Romanceمريضة بفرط انتباهي على كل تفاصيله الصغيرة ، انا التي لا انتبه كثيرا وانا اجتاز الشارع وماذنبي ان وقعت بحبه بانانية دون انظر حولي ... ربما اكون فعلا مستعدة للتخلي عن كل شيئ لاجله لدرجة ان تتمثل احلامي في اخطاء انا بصدد اقترافها دون ندم