خيم الظلام على الكون وسكن الجميع مع حلول الليل وهدأت كل المخلوقات ولا زلت وحدي في مقبرة الأشباح مع ضجيج قلبي فرغم الصمت الرهيب الذي يسود المكان وكل هذا الهدوء المخيف من حولي لم أستطع أن أشعر بهذه السكينة فدقات قلبي المتسارعة تشعرني باللإرهاق كما أشعر بالوحدة....كنت جالسة قرب شجرة كبيرة ذات جذع سميك وأغصان متفرعة كثيرة،وكان أحد هذه الأغصان مائلا وإن رأته عيناك ستدركان أنه على وشك السقوط ،ولكن على العكس تماما حيث أنه لا زال يحافظ على توازنه وثباته.....
كنت أجوب ببصري في أرجاء هذا المكان الغريب،ماالذي أفعله هنا؟كيف أصبحت فجأة داخل هذه المقبرة؟أنا لا أذكر حتى كيف إنتقلت إلى هنا،كل ما أذكره هو أني كنت جالسة في غرفتي قرب النافذة أراقب المطر وهي تنهمر بغزارة على الأرض كما تنهمر الدموع من عيني المتعبة...وفي تلك اللحظة التي أغلقت بها عيني وجدتني هنا،في هذا المكان الذي يبدو لي مألوفا بعض الشيء،نعم وكيف لا !!!فهنا قد دفنت كل ذكرياتي...وقفت بسرعة ورحت لأتنقل بين كل هذه القبور ،علني أجد ذكرى سعيدة واحدة فقط علها تنسيني هذا الألم القاتل،ولكن مع الأسف أنا لا أملك ذكريات سعيدة...كيف أنسى أمرا كهذا؟؟
فكل ذكرياتي حتى وإن كانت بداياتها جميلة ومشعة تبث في قلبك الأمل وتوهمك أنها الأفضل إلا أن نهاياتها تكون مخيبة للآمال وتنتهي بدمعة لا تكفي لتصف حجم تلك المأساة....
أنت تقرأ
اسيرة الماضي
Paranormalحين تشعر أنك وحيد ومحاصر بذكريات الماضي...حين يأسرك الألم،الحنين،وإشتياقك إلى الماضي،حين تصغي إلى قلبك الجريح،ذلك الطريح على مضجع الوحدة دون أن تجد من يصغي إليك أو يشعر بألمك...فأنت تنتقل لتعيش داخل ذكرياتك حتى وإن كانت حزينة لأنها كل ما تملك.... مك...