(٢)
صوتُ طرقٍ سريعٍ على بابِ غرفتها هو ما جعلها تستيقظ وهي مذعورة من صوت الطرق ، لفت حجابها ولبست عباءتها على عجل وخرجت لتجد الرواق فارغ فركضت الى الاعلى ، لتجد الجميع عدا القبطان !!كان ذلك الشاب الهادئ يُمسك ورقةً ما وعندما أصبحَ الجميعُ متواجدين قال بهدوءٍ لا يليقُ بالكلام الذي سيقوله : وجدتُ هذه الورقة مثبتة بخنجرٍ غُرِز على باب غرفة القبطان ....
فنظر الجميع إلى بعضهم البعض وقد لمعت عيونهم منهم خوفاً من محتواها ومنهم استغراباً من عدم تواجد القبطان ومنهم متسآئلاً عن ما خط فيها .
فاسترسل قائلاً : محتوى هذه الرسالة كالتالي " أرجوا أن تكتشفوا هذه الرسالة بوقتٍ مبكر حفاظاً على سلامتكم ؛ لأن هذه السفينة سوف تغرق تماماً وكلياً بعد يوم ونصف ، وسيبدأ العدُ التنازلي بعد مغادرتي عند الساعة الرابعة فجراً تماماً ؛ ذلك لأنني أحدثتُ ثقوباً صغيرة في جميع أنحاء السفينة
انقذوا انفسكم بأنفسكم ...
مع عدم حبي : القبطان "تعالَت الشهقات ، وجحَظت العيون ، وفَغِرَت الأفواه ، وظهرت الكثيرُ من علامات الاستفهام فوق رؤوسهم ....
صرخت ذات الشعر الأسود بقوة : لماذا ؟ لماذا ؟
بماذا كان يفكر ذلك المختل عندما قرر تركنا ، ماذا فعلنا له ؟
ثم جلست على الأرض تبكي وتشهق نادبةً حظهانظرت لها الفتاةُ المحجبةُ ثم نقلت نظرها بين الشابينِ أمامها لتقول بحزم : لا وقت لدينا للعويلِ والبكاء ، يجب علينا العمل لإنقاذِ أنفسنا بأنفسنا كما قال ذلك المختل
ثم انزلت نظرها نحو ساعتها لِتُعيدَهُ إليهم وتقول : الساعة الآن السابعة ، بقي لدينا ثلاث وثلاثين ساعة ، أي يوم وتسع ساعات فقط .
قال ذو العيون الناعسة : هل من أفكار ، وأريدُ إعلامَكُم أنَّ جميع أجهزة التحكم معطلة ويستحيل إصلاحها وبحثت عن قارب نجاة لكنني لم أجد ولا يمكننا تحريك السفينة ، لذا هل من أفكار؟ليرد صاحب النظرة الزرقاء بسرعة قائلاً : أنا أستطيعُ صنع شراع قوي من أغطية الأسِرة تستطيع تحريك السفينة حتى تلك الجزيرة ، لكنني أحتاجُ إلى سبع أو تسع ساعات لذا هل أباشر بالعمل أم ماذا ؟
نظر الثلاثة لبعضهم لولهة ثم أجابوا بالإيجاب ، حيث لا أفكار أخرىثم انتقلت أنظارهم الى تلك الصغيرة حيث لم يلحظ أحد استيقاظها وهي تُلوح بيدها التي تُمسِكُ بمنظارٍ صغيرٍ وهي تبتسمُ بمرحٍ وتقول : انظروا إلى الجزيرة عبر هذا
سارع ذو النظرات الناعسة إليها ليَخطِفَه من يديها وينظر ، وتبدأ ابتسامته بالصعود إلى وجهه لتزيده جمالاً فوق جماله وهو يتمتم : رغم أنه صغير جداً إلا أنه مفيدٌ جداً
شرع بخلع قميصه لتفلت من شفتيها شهقة صغيرة ، لم يعرها اهتماماً وغطس متجهاً الى الجزيره سابحاً وهو يصرخ : اجلبي جميع اغراضكم وضعيها بالقرب من الحافة ، وأنتَ باشر عملك وحاول الإسراع ، وتلك دعوها تتوقف عن النحيب وتقف لفعلِ شيءٍ مفيد
أنت تقرأ
ضياع | Lost
Mystery / Thrillerهَلْ جَربتَ يوماً أن تَجِدَ نَفسكَ غَريباً مَع أشخاصٍ غُرباء .... هَلْ جَربتَ يوماً أن تعود إلى حَياة العُصورِ الوُسطى بَعد حَياةِ التَرفِ الحَديثِ والهَناء ..... أمْ جَربتَ أن تَتغير حَياتُكَ في لَيْلةٍ سَتكونُ الليالي التي بَعدها أشدُ قُبحاً مِن...