روح السلام

107 10 2
                                    

كان جالساً وحده مكتئبا في الغرفة لا يريد حتى سماع انفاسه رغم صعوبة وجودها بين ضلوعه حين ظهر ضوء لامع يسطع في العين..يبهرها لكن لايؤذيها.. حاول بصعوبة ادراك مايكاد يراه ومع انه لم يدرك الشكل تماماً لكنه شعر في داخله انها امراة لم يسال من اين اتت او كيف وجدت من العدم ودون سابق انذار.. نورها كان يطغي على صوت عقله.. كل ما حاول التفكير فيه واستطاع نطقه هو :من انتي؟

فاجابت في صوت سماوي واضح وعالي لكنه حنون وله نغمة تحرك عضلات قلبك وتدفئه ؛من انا؟؟!!.. السؤال الصحيح هو ماذا انا؟

حاول تصحيح سؤاله لكن ذهوله منعه..
لاحظت ذلك فارادت ان تعفيه من التوتر

وعادت بصوتها الساحر تكمل: انا روح خفيفة رغم قوتها لن ترى مثيلها.. يوجد من نوعي الكثيرين في هذا الكون لكن مثلي.. لن ترى.. ليس غروراً.. بل على المرء ان يعرف نفسه.. انا اعرف نفسي جيدا واعرف اني نادرة الوجود من بين باقي الارواح.. وانت.. هل تعرف نفسك؟! هل تعرف من انت؟! بل... هل تعرف ماذا انت؟

ترك كل اسألتها وكأنها لم تمر على اذنه قط :لما اتيتي؟ وماذا تريدين مني؟ هل ترين ان لدي ما اقدمه لكي؟؟

لمحت القلق والخوف يتسرب اليه وسمعت دقات قلبه مع انه لا يسمعها فابتسمت لعله يطمئن :لديك الكثير لتقدمه.. ليس لي.. بل لنفسك ولمن حولك... لاتقلق لن اجلس طويلا ان اردت

هرع صوته قبل عقله ليوقفها :لا... لا اريدك ان ترحلي لكن لا تؤذيني.

زادت بسمتها هذه المرة عن السابقة فزاد نورها بريقا وسحرا: ولما قد اؤذيك!! لا اريد الا السلام.. فقط السلام.... هذا ما خُلقت لاجله.... اتي في سلام لاي قلب مريض..ايا من كان.. اووو...ايا "ما" كان...

_وماذا تفعلين؟؟

* رات في قلبه بعض الاطمئنان فعلمت انه يمكنها متابعة ما اتت لاجله.. اخفتت نورها قليلاً وتشكلت في شكل فتاة من عمره ترتدي ما يرتديه اصدقائه وتحدث باسلوبهم

(ايقاع سريع تخرج فيه الكلمات وملامح تعبر عن الملل الدائم وحركات توتر ذهاباً وايابا) :لا شيئ جديد... اعرض عليه السلام.. اجادله قليلاً.. احاول اقناعه.. وان لم يقتنع ارحل في سلام....

ضحك قليلاً مما زادها تفاؤلاً فهذه علامة لاقتراب هدفها
*لكنننن...

_لكن ماذا؟

توقفت ونظرت اليه بثبات وظهرت هالة طاقة حولها تبعث دفئ لكنه مختلف... ليس كالسابق.. انه يدل على قوة.. طاقة قوية يمكنها مفاجئتك في اي لحظة

*لست انا من يحدد ان كنت سارحل في سلام ام لا بل هو..

_عاد التوتر والتردد.. لكن لامفر من السؤال :ك.ك.كيف؟

عادت الى شكل تلك الفتاة ونفس الاسلوب والوجه الملول :ااااه.. اسالتك بدأت تزيد.. لكن لا بأس...
اسلوبه في الجدال.. طريقة الرفض.. عدم الصراحة او الكذب.. نتائج رفضه على الاخرين... ببساطة شديدة لا يمكنني تركه بسلام ان كان سيسلب سلام الاخرين..

اجزاء من الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن