المنزل

73 4 6
                                    

* عادت من الخارج الى المكان الذي يسمونه "المنزل"بعد يوماً طويل مرهق مع صديقتها تتسمران وتضحكان وتتشاركان ذكريات قد مرت بالمؤلم والمبهج فيها يحاولون قضاء وقتاً ممتعاً لعلهم يتخلصون مما تحمله نفوسهم من ارهاق، بدلت ملابسها من قميصا و بنطال اخضرين اللون بملابس منزلية مريحة ثم جلست على سريرها تضع سماعاتها وتدندن وتتمايل سعيدة مع الاغاني الراقصة وتضحك فرحة لاستطاعتها سرقة يوم اخر جيد من هذه الدنيا وكل الفضل لوجود صديقتها بذلك اليوم..
ثم تغيرت تعابير وجهها فجأة دون مبرر واضح وبدأت عيناها تذرفان دموعا تجهل كيف اتت كغيمة باكية في وضح نهار يوم صيفي مشمس وبدأت تتحدث *
= لا اعلم ماذا بي؟! لما لا ازال حزينة؟! ما اعلمه هو انه عندما يكون المرء حزيناً يشارك همومه مع صديق او ياخد عطلة ويسافر الي مكان ما او يبكي او حتى يمارس نشاط ما ويعود الي وضعه الطبيعي لكني جربت كل هذه الاقتراحات واكثر ولم تجدي نفعاً جربتها مراراً وتكراراً واحيانا افعلها جميعاً في نفس اليوم ورغم ذلك مازلت اسير بروحي المكسورة كما انا بحالي المذرية!! دائماً ما اشعر بان هناك شيئاً مريع حدث لكن تم محوه من ذاكرتي.. ومع اني انساه الا اني لازلت اشعر بكل آثره في نفسي..ما زلت اشعر بالتهاب تمزق قلبي، لا يزال الم انشقاق صدري موجود بنفس القدر وانفاسي لازالت ثقيلة، مع كل مرة اعود فيها لغرفتي يعود كل هذا كما لو اني اخذت حبة مسكنة وانتهى مفعولها، تلك الحبة التي قد تناولتها كثيراً حتى وصل الامر بي الى الادمان. مهما تطلب الامر انفذه لاحصل عليها، اوفر لها المال والمجهود واضعها فوق اولوياتي ولا اعلم من اين آتي لها بالوقت والمكان لكن لم يعد بامكاني تحمل يوم واحد كامل بدونها لا اطيق الجلوس يوم واحد كامل في المنزل.
حين اكون في الخارج افعل ما افعله ويقترب موعد الذهاب فقط اشعر باني مسجون انتهى وقت زيارته وسيعود لسجنه وسجانه والمسجونين معه، بمجرد رؤيتي لباب المنزل والدخول الي هذا المكان الذي احفظ تفاصيله اشعر بنفسي قد اختنق وصدري وضع عليه حجر ثقيل وكأن ذاك المنزل تسكنه روح شريرة كقبضة قلبك ما ان تمر بمكان مهجور او عبوس وجهك حين ترى المقابر.. لكني حتى لا اشعر هكذا في المقابر..
*هنا بدأت تبتسم وتكمل*
انا احب الذهاب للمقابر انها مكان هادئ وجميل حيث الجميع صامتون وتطوف الارواح في سلام و نتحدث سويا في صمت تام، اتعلم؟! انا دائماً ما اشعر بالاطمئنان هناك، اتحدث مع الجميع ونجلس سويا نلعب ونضحك ونشجع بعضنا على الاستمرار

_لحظة! التحدث مع من؟! والاستمرار في ماذا؟!

=ممم؟..ماذا ؟! اااه التحدث مع اصدقائي الذين تسكن اجسادهم التراب.. ونشجع بعضنا على الاستمرار في عوالمنا.

_هلا شرحتي لي اكثر من فضلك؟! اسف لكن يصعب علي ان افهم

=لا عليك لا تعطي بالا لذلك ومنذ متى هناك من يفهمني.. كل منا انا واصدقائي يعاني من الانتظار في عالمه الفرق اني لازلت في عالم الاحياء وهم في عالم الموتى لذا نشجع بعضنا على تحمل الانتظار.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 17, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اجزاء من الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن