الزهرة الثانية

50 6 6
                                    

*قبل خمس سنوات *

"لافندر.. افتحي الباب يجب أن نتحدث"

"استمعي لكلام والدتك.. توقفي عن العناد"

"إلهي.!انها تتجاهلنا"

"لندعها الآن تولاي.. سنتحدث معها غدآ صباحا, هذا لن يجدي نفعا الآن"

لما لا يخرج صوتي? هل قطعت حبالي الصوتية فجأة?
مالذي يحدث!?
إنني استغيث واصرخ للمرة المئة دون جدوى
" لا ترحلَوا.. "
"امي.. ابي.. "

" ارجوكم.. "
بصوتٍ باكٍ ترجيت، الظلام دامس، أكاد اختنق
في ذلك الهدوء المريب لا اسمع سوى طقطقات على جدرآن الغرفة، جسدي يرتجف خوفا ولم أعد أعرف أن كانت عيناي مغلقتان ام لآ.
أعلم أني ممدة على سريري، يداي تمسكان بلحافه بقوة، لا أقوى على تركه، قلبي ينبض بجنون
شعرت بثقل على السرير فجأة
تداخلت الذكريات في عقلي

"لا أعلم متى ستتوقفين عن إثارة الشغب"

"لافندر أيتها القبيحة، ابتعدي عن متجري، أنتِ ترعبين الزبائن"

"لا أعلم لما فاشلة مثلك لاتزال على قيد الحياة"

"عديمة الفائدة! لا أعلم لما قبِلتك في مؤسستي"

"انتِ مطرودة"

احس ببرودة تلك القطرات التي تنساب ببطء من على جبهتي
انتفضت بفزع لأجد يدان تثبتان كتفاي وتعيدهم مجددا نحو موضعهم السابق،
ثم قامتا بنزع قطعة القماش المبللة من عليّ. فتحت عيناي ببطء شديد وانا الهث من شدة التعب وأحس بنيران تلهب جسدي

لادرك أن ذلك مآ كان سوى إحدى تلك الكوابيس التي باتت تراودني

نظرت نحو أمي التي احتظنتني فوراً وقالت بصوت أشبه للهمس مع تلك الدموع التي أظنها ما سقطت إلا رعبا من حالتي

"لافندر..لقد استيقظتي اخيرا.."

"مالذي حدث لي.."
تساءلت بنبرة مهزوزة وضعيفة

ابتعدت قليلا عني وهي تمسك يدها بيدي بينما الآخرى امتدت نحو وجنتي المحمرة وقالت وهي تنظر نحوي بشفقة
"لقد اصابتك حمى شديدة، كادت أن تؤدي بحياتك.. لقد ظننت اني ساخسرك"
وانفجرت في آخر كلماتها باكية على حالتي التي يرثى لها.
ما ظننت يومآ أن أمي تهتمي لي بهذا القدر
وما حسبت اصلا ان احدا قد يفعل
كيف أصبت بالحمى? هل يجب عليّ أن أسأل عن أمر كهذا?
كدت أن أموت.

لافندر ¦¦ H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن