بداية الحكايه

392 14 7
                                    

قارب اليوم علي نهايته تشير الساعه الرقميه الي الخامسه مساءا يتخذ شاهين قراره ان يغادر مقر عمله الذي لم يمضي عليه فيه اكثر من اسبوع لملم اغراضه ودلف الى الممر متجهاً الى حيث يكون الخروج.
توقف لبرهه ضبط إيقاع خطواته تاكد انه لم ينسي شيئا ثم مع ثالث خطواته سمع صوت ضحكةٍ لم يسمع !مثلها من قبل كانت الضحكه عابره وسط حديث متقطع بين سيدتين لم يتبين مصدر الصوت او مصدر الضحكات فقد كان الصوت قادما من الطرف ألاخر من الممر خلف الحواجزا لمكتبيه
تسلل الي اقرب الحواجز المكتبيه الذي ظن ان
الصوت يأتي من خلفها كان محظوظاً اذ لم يكن
خلفه أحد استوقف عقله و أنصت مسترقاً السمع شغفا ً مسلوب الإراده( علي غير عادته )
لم يدرك معاني الكلمات او دلاله الجمل رغم ان الحديث بينهما كان بالعربيه لقد غابت مدركات الفهم عنده و أصبحت أذنه مستقبلات موسيقيه فقط تسجل الحان تلك الضحكات وتحفظها لقادم الايام .
بدأت السيدتان في التحرك و بدا الصوت يبتعد بعض الشيء الا أن الضحكات التي استوقفته و اهتز لها وجدانه كانت قريبةً وذات جاذبيةٍ قويه جعلته يحلق بروحه في إثرها قبل ان يتحرك بخطواته على الارض.

تابع المسير حتى نهايه الممر بلهفه وشغف و فضول كبير يريد ان يعرف من هي صاحبه هذه الضحكات ثم وصلت السيدتان وكانت لحظه فارقه.!
تقدمت ألأكثر حسنا وكأن القدر يدفعها دفعاً الي حيث يجب أن تكون (الأولي) و قبل الجميع و دون أي اعتراض أو إمتعاض من اي من الواقفين حضورها و هيبتها و رقتها فرضت علي الجميع قبولاً و كأنه إقرار أن هذا مكانها وفي المقدمةِ مكانتها و هذا ما تستحقه مثلها إن كان لها مثيل ليس فقط بين الحاضرين بل حتي بين كل الغائبين .
رمقت ساعة الحائط الكلاسيكية ذات العقارب بنظرة ساحرة ناعمة خاطفه توقف عندها الوقت من أسر الحسن و تجمد العقرب من جلال المشهد و شهد صاحبته...
أمسكت القلم بيد من مرمر ناعمه كيد طفله تمسك بودره أكاد أجزم أن هذا القلم قد تبدي علي غيره كطاوس و ناشد الناس من بعدها أن اتركوني مغلفاً بعطر يديها و رقيق ملمسها و بسكرة أن خطت بي منحنيات اسمها و بساتين حروفه و لا تفسدو حالتي و تغيروا حالي.
وضعت توقيعها واخذت خطواتها الناعمه الراقصه بدون إيقاع تغادر منطقه الإستقبال و تترك علي الأرض في كل موضع زهره و في كل فراغ شجرة حياه.
تأخرت وعدت بعض خطوات الى الخلف متدثراً بمعطفى و متواريا عن الأنظار و لكني كنت اشعر ان العالم كله قد شهد اندفاعي نحوها وانشغالي بها و أن نبتت الحب مجازاً التي زرعت في قلبي ساعتها اصبحت ظاهره للعيان و الكل لاحظها واشتم ياسمينها.
ثم تسللت الى حيث النافذه العلويه في بهو الإستقبال وبدات مراقبه خطواتها و مسيرها في موقف السيارات كانت ترتدي معطف ابيض اللون يتناسب مع ذوقها الملكي البادي من أول لحظه وكان هناك حوار رقيق بين نسمات الشتاء التي هدأت احتراماً لها وبين شعرها الحريري الداكن في بهاء لون البن و دفءه .
هذه الأنوثة الراقيه الشهيه الدبقه التي غيرت في عقلي و أفكاري مقايس الجمال و الأناقة و اضافة قياسات معنويه و حسية و جسدية جديدة تماما.
وفي هذه اللحظات التي كانت طويلة بسرعة الضوء و قصيرة كقرن من الزمان كانت خارج حدود الوقت و التوقيت لا أرعرف كيف أصفها أو أُُوصفها لحظات جديده في كل شيء و بكل معني لحظات تري فيها الحياة تمشي علي قدمين امامك تتراقص الأنوار من حولها تأخذك كلك تستحوذ عيلك تحبك بدون كلمه تعشقها بألف كلمه و دون صوت تتمني قربها و انت بعيد تبعدك وانت بها لصيق تنفرج في معيتها حالة الضيق تتمني منها قبيلة من البنين والبنات تريد أن تحكي عنها لكل ماراٍ و ات.
تحتار كيف ترضيها علي بساطتها الظاهره و قناعتها الباديه هي صورة ومثال لأنثي خاصه و سيده فريده و بنت جديده يبدو عليها الإحترام البسيط و الثقه العميقه التي تترفع عن المنافسه و تتنزه عن المقارنة و لكنها مغلقه علي نفسها رغم انفتاحها كما حجر الالماس و الياقوت غني عميق قديم تحتاج الجهد و تستحق التعب لتصل اليها.
دار حديث في راسي بيني وبين هذا المعطف حسدته و تمنيت انني هو لست ادري من اين جائتني تلك الجراه علي الفكره في حد ذاتها وهي لا تتفق مع طبيعه الحال .
إمرأه مررت بها منذ برهه يصل بي التعلق والاندفاع نحوها الي هذه الدرجه وجالت في نفسه افكار بين متى واين وكيف وربما 100 سؤال و100 جواب لا يتفقوا
فأنا لا اعرف عنها اي شيء و اجهل كل شيء و كيف يمكن أن يكون هذا هو حالي من لا شيء
حاله إستثنائيه و رغبه عارمه و اندفاع شديد و تعلق ظاهر و اختيار و قرار ثم عقيده فاعتقاد ان هذه المراءه ستكون يوم ما امراتي و ان هذه المراه لن تكون حياتي بعد ان التقيتها كما كانت فهي مبعث .
البهجه المتوقعه و مدخل و السعاده الغاءبه و عنوان الفرح الذي ضاع و الحب الذي لم يُعرّف و العشق الذي فقط كان يُقراء والفهم المعمق والشغف الذي يدفع و يحفز و الشجن الذي يلف كل غياب و الألم قرين الإبتعاد ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 23, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بداية الحكايه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن