C H A P T E R 1

542 33 12
                                    

"إذا الوداع...لا تبكين و إبتسمي .. سأرسل كل هذه الأوقات بعيدا.. التي كان بها قلبي باردا.. إذا وداعا ..فأنا وحيد في الظلام ..." رسالة جونغ هيون من الماضي للمستقبل
.
.

لقد كان له تأثير في حياتي ... لكنه مات... فهل سيبقى له تأثير.....
.
.
.
.
على أنغام أغنيةlet me out أجلس وحيدة بين أربع جدران ... جدران تكسوها صوره ... ذلك الشخص الذي لاطلما تمنيته... لاطلما تخيلت نفسي معه .... نعم إنه كيم جونغ هيون ... الدموع تنهمر من عينيا ... وأنا أسمع صوته الذي لاطلما عشقته .... و أنا أسمع كلمات أغنيته التي تدفعني للإنتحار... و أنفاسه الثقيلة مع الأغنية تحرق قلبي ...
مازلت أتذكر أول مرة أسمع صوته فيها ... كنت فتاة يائسة من الحياة لكنه أعاد لي حياتي .. كان هدفي الوحيد هو لقائي به ...لكنه غادر الحياة .. وها أنا مازلت أبكي وكأنه سيعود ....
روحي .. عقلي ... جسدي ...تفكيري... حياتي كلها كانت متعلقة به ... تبين لي أنني كنت أعيش في الخيال ..

.
.
بعد بكاء طويل و شهقات كثيرة وحسرة على موت جونغهيون تقوم تلك الفتاة التي إعتادت على البكاء في تلك الغرفة من مكانها و تتوجه أمام إحدى الصور ... صور جونغهيون و تبدأ أغنية let me out من جديد .. تنطق تلك اليائسة و في حلقها غصة و الدموع أخدت مجراها :
لماذا ..لماذا تركتني وحيدة؟؟ كنت أحبك من صميم قلبي .. كرست حياتي كلها للقائك .. (صراخ بكاء) لماذا ذهبت و تركتني في هذا العالم وحيدة؟؟ أنت كل ما أملك! أنت لا تعرف حتى من أنا ؟! لماذا إنتحرت ..لقد أعدتني للحياة ..!! لماذا تركتني أعود وذهبت أنت؟؟ ...
بعد كل تلك الكلمات أمسح دموعي و أخرج من تلك الغرفة المظلمة .. تلك الغرفة التي تخفي أسرار و ذكريات ..
يبدو أنه يوم ممطر لم ألحظ ذلك ... أمسكت حقيبتي .. و أخذت سماعات أذني و أنا أنصت بتمعن مرة أخرى لجونغ هيون - lonely-
أعرف على نفسي أولا أنا جاسمين 22 سنة .. قررت أن أنهي دراستي في كوريا لكن .. ليس هذا هو مبتغاي ..كنت أريد لقاء كيم جونغهيون .. و أن أقول له الكثير من الكلمات التي سكنت قلبي ...
كنت أعمل جاهدة لسنتين لكي أحضر حفلات شايني .. حضرت لحفلاتهم مرات عديدة ... لكن اليوم الذي رسخ في ذاكرتي هو ذلك اليوم .. نعم ذلك اليوم الذي دار بيني و بين جونغ هيون تواصل بصري ..لم أكن كباقي المعجبات أصرخ و أهتف بل كنت أقف و أعيني مدمعة وهذا تعبير كاف للألم الذي بداخلي .. كانت نظرات جونغ هيون مع أعين مدمعة هو الآخر و كأنها تقول لي أنقذيني من هذا العالم .. تعالي إلي ...أخذت الدموع مجرى أعيننا كلينا..لكن وحدنا من يفهم معناها ... كلينا نعاني من نفس المعاناة .. معاناة لن يفهمها الكل إلا القليل ....معاناة بدون سبب وكأنك لا تجد شخصا ما بجانبك.. لكن في نفس الوقت هناك أشخاص عدة بجانبك.. وكأنك تنتظر شخصا موعود لكنه لم يأتي ..كأنك تبحث عن شيء ما لكن هذا الشيء يتضح لك في الأخير أنه لاشيء..يعني أن حياتك لا معنى لها رغم أنك حققت العديد من الأشياء ... كأنك تريد شيئا ما بشدة لكن لا تعرف ماهو ...
كنت على الأقل قد وجدت شخصا ما يشبهني
..إنني في طبعي أضحك مع الناس لكن مع نفسي شخصية أخرى ...
.
.خرجت من المنزل و أنا مكتئبة لا أعلم ما هذا الشعور فجأة .. و كأنني لست وحيدة ..
ركبت تلك الحافلة المتجهة نحو الجامعة ... و أنتم تعلمون أن حافلات كوريا تسرع في الطريق
كنت جالسة في أحد الكراسي الخلفية و أنا أضع سماعات الأذن مازلت أنصت لأغنية lonely كنت شاردة الذهن غارقة في أفكاري .... هبت ريح خفيفة .. لكن فجأة ما هذا .. يا إلهي لوهلة رأيت جونغ هيون في حافة الطريق يلبس لباسا أبيض ينظر لي ...لا غير معقول .... ذهبت مسرعة نحو السائق
جاسمين: من فضلك قف حالا هنا من فضلك
السائق: حسنا
أوقف السائق الحافلة و نزلت بسرعة نحو المكان الذي كان يقف فيه جونغ .. لم أجد أي شيء... يبدو أنني بدأت أفقد صوابي ... إلتفتت يميناً يسارا .. كنت أبدو كالمجنونة و أنا أنادي بإسمه في ذلك الشارع :
جونغ هيون أين أنت؟ هل أنت هنا ؟!رد علي! كفى لعبا إخرج ؟لقد رأيتك.. هيا ضع حدا لهذه المهزلة..ههه الكل صدق أنك متت ... لوهلة صدقت أنك متت أيضا ..جونغهيوني ؟؟ أوبا؟
كل الناس يحدقون بي ... و فجأة علمت أنني أصيح كالمجنونة وتابعت سيرا للجامعة ... لا أعلم كيف وصلت للجامعة ...لأنني كنت أمشي شاردة الذهن
دخلت الجامعة بخطوات ثقيلة تدل على حزني و إكتئابي ومازلت أضع سماعات الأذن ..
دخلت تلك المحاضرة لأنزع سماعات الأذن و أتوجه نحو المقاعد الخلفية ..أخرجت دفتري لأفتحه ... وأجد صورته أمامي ..علت وجهي إبتسامة خفيفة و تلك الإبتسامة تحمل معها كل أنواع الألم .... مرت ساعتان وحان وقت الغذاء توجهت نحو الكافيتيريا لأجد أصدقائي جلست بجانبهم بكل برود
بارك تايون : هذه هي حالتها منذ موت جونغ
كيم أنجي: يا إلهي أنظر إلى خديها كيف هما متورمان من شدة البكاء
.. يتكلمون علي في حضوري ... نطقت ببضع كلمات و إستقمت من مكاني و خرجت وقلت لهم : لم أفقد صوابي بعد..... إنني أسمعكم ....
ذهبت وراء الجامعة لأخرج تلك الصورة .. صورة جونغ هيون وضللت أتأملها ..
إلى أن جاء أحد طلاب الجامعة رفعت رأسي لأجده واقفا أمامي و يرمقني بنظرات منحرفة
مسحت دموعي .. أبعدت الشعر عن وجهي كنت على وشك أن أقوم لكنه منعني
جاسمين بكل برود: هل يمكنك تركي
الطالب( لي كيم) : هييه يا جميلة .. لماذا كل هذا البكاء ... هل هجركي حبيبك .مارأيكي في ليلة معي
حاولت إبعاده لكن بدون جدوى إستمريت في الصراخ ... مع أنه كان يحاول تقبيل رقبتي ...
فجأت كأن شخصا دفع ذلك الطالب كنت مغمضة العينين و الدموع أخذت مجراها
فتحت أعيني لأجد ذلك الطالب يرمقني بنظرات خوف
لي كيم: ك.. كي..كيف هذا ؟
جاسمين : إبتعد عني ياااااه!
ذهب الطالب يجري وهو يرتجف لا يعلم مابه لأسمع صوتا من ورائي يقول : هذا جزاءه
إستدرت و لم أجد أي شخص لا بد أنني أصبحت أهلوس
سرت متجهتا إلى الكافيتيريا و أنا أمسح دموعي
كيم أنجي: ما بك جاسمين لماذا تبكين هل أنتي بخير( و بقيت تتحسس في وجهي بيديها)
جاسمين: أنا بخير ... إلا أنني كنت سأتعرض للإعتداء
فجأة ظهر ذلك الطالب أمامي مع أصدقائه و بدأ يشير إلي و يقول: إنها هي تلك الفتاة المسكونة... لقد كان بجانبها شخص لا يظهر ..إنه دفعني
..كنت متفاجئة من كلامه و مصدومة ...
جاسمين: ماذا تخرف أنت؟؟
و خرجت و في بالي العديد من الأسئلة ..
"ماذا يقول هذا المغفل؟ ..هل هو بكامل قواه العقلية؟... هل يريد أن يجعل مني أضحوكة لأنني رفضته..؟ )
...بعد إنتهاء الدوام الدراسي خرجت بدون توديعي أصدقائي متجهتا نحو الحافلة لأركبها و أنا أضع سماعات الأذن ككل يوم
ذهبت للمنزل ..فتحت الباب ...أغلقته...رميت حقيبتي... وتوجهت نحو مشغل الموسيقى .. ضغطت الزر لأدخل في أحزاني مرة أخرى على أنغام تلك الأغنية التي سكنت قلبي ....
ظللت أحدق في صوره طوال الليل ...
كنت أتساءل مع نفسي ما هو هدفي من هذه الحياة .. من كنت أعيش لأقابله قد توفي ... فلماذا لا أنتحر أنا أيضا ...
قمت من مكاني حدقت مطولا في تلك الصورة التي بجانب الباب
جاسمين: إلى لقاء قريب جونغ هيون انا قادمة إليك أوبا إنتظرني
أغلقت باب الشقة لآخد سيارة أجرة نحوى نهر الهان
السائق : إلى أين آنستي
جاسمين: نهر الهان
كنت أطل من زجاج النافذة و أنا أحاول أن أرسخ في ذهني هذه اللحظات الأخيرة يقطع تفكيري فجأة صوت سائق سيارة الأجرة وهو يقول: آنسة وصلنا إلى وجهتك
جاسمين: حسنا شكرا
أعطيته كل النقود التي كانت معي لأتركه في حيرة من أمره ..... مشيت نحو جسر قريب ....كانت هناك ريح خفيفة تهز شعري ....أحسست بأني أصبحت حرة ....لأول مرة في حياتي ....
لم أستطع التحمل وبديت بالبكاء ...ليس ذلك البكاء بالشهقات و الصراخ ...لا بل ذلك البكاء الصامت الذي يحمل معه الألم .... وعلى أنغام أغنية stay .-exo ..كنت أقف على حافة الجسر ..... وصور جونغ هيون تتبادر أمام ذهني ..أتذكر تلك اللحظة التي إلتقت أعيننا معا..تلك اللحظة التي أرى الجماهير و المعجبات يقتربون منه لكنني أبقى في الخلف أشاهد في صمت و الألم يفتك بقلبي .... أول مرة أمسك فيها تلك العصا المضيئة .أفكر في الناس الذين سيحزنون على فراقي...لابد أنهم سيحزنون قليلا لكن مع الوقت سأنسى و سأصبح ذكرى من الماضي...بدأت أقترب من خط الحافة أكثر فأكثر...إنه لشعور رائع .....شعرت بنفسي لست وحيدة مع تلك الريح الخفيفة ...كنت على وشك السقوط بعدما إنتهت تلك الأغنية
فجأة تراجعت قليلا بعدما سمعت ذلك الصوت الذي سمعته قبلا في الجامعة
الصوت: لا تفعلي هذا... من فضلك! ...
جاسمين : هييه من هناك؟
إستدرت لأبحث عن مصدر ذلك الصوت الذي بدا لي أنني أعرفه
الصوت: هل لهذه الدرجة تحبينه ؟
جاسمين : إظهر ياااااااه ... إبتعد عني يا من كنت ... لا شأن لك ....إنني تعبت من الحياة ( بكاء )
الصوت: أنا آسف .. أنا آسف حقا .. لقد تعبت مثلك من الحياة ..لأنني لا أجد شخصا يفهمني ... لكن يبدو أنني وجدت شخصا مثلي بعد فوات الأوان..
تراجعت أكثر فأكثر على أنغام أغنية fall - EXO
جاسمين : لقد بدأت أخرف حقا...
الصوت : لا ...انتي لا تخرفين
جاسمين بدموع تتساقط على خديها :.. جون..جونغهيون..
الصوت: نعم جونغهيون
نهضت مسرعة من مكاني ظننت لوهلة انني أفقد صوابي ركضت و ركضت و أنا أبكي ..
لا ...لا يمكنه أن يكون جونغهيون إنه مات ... لا ليس جونغ لا ....إنني أخرف.. فقدت عقلي
بعد طريق طويلة .. وصلت للشقة.. فتحتها ..و أنا أشهق كانت النفس تنقطع مني أغلقت الباب جيدا و أنا اتنفس بصعوبة
الصوت: لماذا خفتي كثيرا؟ هل يخيفكي صوتي الذي لاطلما عشقتيه
جاسمين بفزع وهي تغلق أذنيها بيدها ..: لا ..جونغهيون قد مات... لا يمكن ..إنني مجنونة و أهلوس
فجأة ظهر ذلك الشخص من العدم ...إنه جونغ هيون بشحمه و لحمه ...
جاسمين تقف من مكانها و هي ترتجف : جونغ هل هذا انت؟
جونغهيون: نعم إنه أنا ...
إقتربت منه وهي تبكي و تحتضنه ...
جاسمين : جونغهيون لماذا ..لماذا تركتني ...
جونغهيون:لكنكي أعدتيني الآن ... حبك ... بكائكي علي كل ليلة ...أعادني .... أنا آسف...
جاسمين ببكاء : إذن أنت حقيقة لم تمت
جونغهيون وهو مازال محتضنا جاسمين: لا ...للأسف ...لقد مت.. إنني هنا من أجلك فقط ..لا يستطيع أي شخص أن يراني من غيرك... لقد أعدتيني للحياة بسبب حبكي المجنون لي ....
أمسكت جونغهيون بشدة و أنا أحتضنه ... أخاف أن يكون كل شيء حلم .... لم أصدق ...ظننت أنني دخلت في دوامة مرض نفسي تجعلني اتخيله... لكن إن كان هذا حلم أو تخيل أو مرض نفسي فهذا أفضل من واقعي ....بقيت على تلك الوضعية حتى غفيت ...و أول مرة سأنام في راحة بال...
إستيقظت لأجد نفسي في غرفتي و في سريري..... إستقمت بسرعة ... لكنني لم أجده ... إنه حلم
جاسمين بصوت مسموع مع البكاء : إنه حلم ....حلم جميل يا ليته كان حقيقة ...
يدخل جونغهيون إلى غرفتها: يبدو أن أميرتنا قد إستيقظت
جاسمين ترفع رأسها بفزع: يا إلهي ليس حلما ... جونغ هيون حقيقة
.
.
.
إنتهى البارت إنتظرو البارت 2

⏮ he back to me.. لقد عاد لي ⏮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن