🌾1

4.3K 192 16
                                    

* أيها المذنب! ما علمك بتلك المحطة؟! *

أيها المذنب! أما سمعت بذلك الحديث الذي روع أفئدة الصالحين؟! قال رسول الله (: «إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار! وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة»! [رواه مسلم]

وقال (: «.. وإنما الأعمال بالخواتيم».
        [رواه البخاري]

قال ابن رجب: «وفي الجملة فالخواتيم ميراث السوابق، فكل ذلك سبق في الكتاب السابق، ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق»!

قال حاتم الأصم: «من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار، فهو مغتر، فلا يأمن الشقاء! الأول: خطر يوم الميثاق، حين قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي! فلا يعلم في أي الفريقين كان! والثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث، فنودي الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري: أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟! والثالث: ذكر هول المطلع، ولا يدري أيبشر برضا الله أو بسخطه؟! والرابع: يوم يصدر الناس أشتاتًا، فلا يدري: أي الطريقين يسلك به؟!».

وكان سهل بن عبد الله يقول: «خوف الصديقين من سوء الخاتمة؛ عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى، إذ قال: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60].

وعن عطاء الخفاف، قال: «ما لقيت الثوري إلا باكيًا! فقلت: ما شأنك؟! قال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيًا»!

أيها المذنب! تلك هي سوء الخاتمة! وقد رأيت كيف حدها لك العارفون.. فأين منزلك منها؟! تراك من أهل الوجل والخوف منها.. أم من الآمنين؟! فيا للخسران إن كنت من الفريق الثاني! وكيف يأمن من سلك طريقًا يؤدي إلى سوء الخاتمة؟!

إحذر سوء الخاتمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن