0:9

1K 84 20
                                    

Enjoy Reading
__________________

" أنت غريب!"

قال جونغكوك للفتى الذي يَقف امامه يحاول اشعال المدفئة الحمراء التي تأبى ان تشفق على الكوخ الصغير و تنفث نيرانها.

ادار رأسه ناحية الرجل الذي أستند بضهره على الجدار المصفر و عينيه تنظر بعمق الى الفتى الذي ابتسم له.

" الغرابة ! اعتقد انها صفة مشتركة بيننا سيدي "

ترك المدفئة و تقدم ليجاور الرجل بمجلسه ، شَد على معطفه الاخضر بعد أن لاحظ نظرات الاخر له بدى و كأنه يحصي ثقوب معطفه البالي لشدة تركيزه به .

" أحقاً انتَ لقيط؟ "

سؤاله كان مباشراً و لم يرحم بهِ البائع الصغير الذي لم يكن يشعر بمرارة هذه الكلمة قبل ان ينطقها هو بهذه الطريقة.

لم يعترف يوماً بوجود الوالدين و لم يتأثر كونه لقيط لم يبكي على حنان ام او دفئ اب .

لما باتت هذه الكلمة مؤذية الان بعد ان نطقها هو ؟ .

عكس التساؤلات التي تضج بها دواخله ابتسم بوهن و زاد الشد على معطفه حتى أبيضت اطرافه.

" نعم انا لقيط "

بهدوء نطق و كان تأكيداً لنفسه قبل أن يكون رداً على جواب الرجل الذي رفع حاجبيه بتعجب من هدوء الاخر لقد توقع رداً عنيفاً .

" أأنت متصالح مع هذا ؟ "

تسائل مرة اخرى و لم يهمه شيء عندها اكثر من اشباع فضوله و البحث عن اجابات ترضي الاسئله التي تسبح بفضاء افكاره.

ليرد الاخر بهدوء و رزانة على كلمات الرجل الفضولي.

" جداً ، لا أعقد أن عدم وجود والدين شيء يستدعي أن احزن عليه أو ان افني عمري اندب حظي و اشتم من انجباني و تركاني وسط  فوضى الحياة..

الجميع معرض لليتم و لا يوجد انسان يتمتع بصفة الخلود ، كوني لقيط اختصر علي وجع محتوم كنت سأعيشه لو كان لي والدين "

كلماته كانت صادمة للرجل الذي أستمع لكلامه بحواسه الخمسة حاول معرفة كيف يفكر الاخر و من اي زاوية يرى الحياة لكنه عجز ببساطة.

رجل عاش واحد و ثلاثين عاماً من عمره عاصر البؤس الشديد و السعادة المفرطة وصف بكونه رجل رزن قوي لا تأثر به دموع ولا تكسره فاجعة يرقص على احزانه و يستخف بها و يجعل من دموعه نبيذاً يرفعه نخباً للحياة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

PURPLE || TAEKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن