قبل ولادة الطفلة الشريرة

170 5 1
                                    

كان هناك بيت بين سلسلة من الجبال ويمر بقربه نهر وحوله غابة كثيفة .
يسكن هذا البيت اسرة سعيدة تعيش على رعي الاغنام وكان عدد افرادها ثلاثة هم حسن الذي يبلغ من العمر عشر سنين وابوه وامه .
كان حسن يخرج كل صباح الى الغابة المجاورة ليرعى الاغنام ويجمع الخشب الذي يحضره معه في المساء للبيت لتشعله الاسرة وتتدفئ عليه .
كان لحسن كلبة شرسة لكنها وفية له وتذهب معه الى اي مكان يقصده لتحميه وتحمي اغنامه وكان اسمها "صيني".

في احد الايام خرج حسن كعادته ليرعى في الغابة وبعد ان وصل لمكان بعيد عن بيته اخذ بجمع الحطب ولما فرغ من عمله ارهقه التعب فجلس تحت ظل شجرة وكان يحدق بالاغنام وهي ترعى ويشاهد الخراف كيف تسلو مع امهاتها فاخذه النعاس الى ان نام وكانت كلبته "صيني" تجلس بجواره.

بعد مضي ساعتين من نومه استيقظ على صوت نباح قوي من كلبته واذ بكلبته تتصارع مع كائن غريب وكبير اسمه "السعلوة" كان هذا الكائن معروف في اساطير اهل تلك المنطقة ولم يره احد من قرابة ال100 سنة الاخيرة . كانت السعلوة تحاول اكل احدى الخراف قبل ان تهاجمها "صيني" وتتعارك معها فلما رأى حسن هذا اخذ عصته التي كانت جنبه وانطلق لمساعدة "صيني" كلبته في قتالها للسعلوة وعندما وصلها ضربها بعصته فلما رأته السعلوة خافت وهربت باتجه الجبل المجاور واثار دمائها خلفها.

تتبع حسن وكلبته اثار الدماء الى ان وصلوا كهف مظلم تنتهي عنده الدماء فعرف حسن ان هذا الكهف هو مأوى السعلوة فقرر ان لا يدخل ويخاطر بنفسه وكلبته خوفا من وجود اكثر من واحدة في الداخل بعدها رجع الى اغنامه وساقها متوجها الى بيته والتفكير بأمر هذه السعلوة التي شاهدها لاول مرة يشغل باله .
عندما وصل البيت اخبر والداه بما حصل فانبهروا وحمدو الله على سلامته.
كانت ام حسن حامل بالشهر الرابع وكانت تتوحم .
وبعد سماعها بقصة السعلوة اشتهت على غير العادة ان تاكل كبد تلك السعلوة فاخبرت ابا حسن بما تريده فوافق على مضض لكن حسن لم يكن موافقا واخبرهم انها خطرة اي السعلوة والشر يملأ دمائها لكن امه اصرت على ما تريد .
في اليوم التالي ذهب الاب وحسن الى ذلك الكهف وقررو ان لا يدخلو لكن ينصبوا فخا عند باب الكهف ليصطادوا هذه السعلوة.
صعد الاب وحسن فوق المنحدر المطل على باب الكهف ووضعوا صخرة كبيرة وانتظروا خروجها ليلقوا عليها الصخرة لكنها لم تخرج انتظر الاثنان الى المساء وعند غروب الشمس سمع الاثنان صوت اقدام تتوجه من داخل الكهف باتجاه الباب فهرع الاثنان الى الصخرة وعندما رأوا شيئا كبيرا اسود اللون يخرج من الكهف عرفوا انها السعلوة فالقوا الصخرة عليها فسقطت على رأسها فاغمي عليها ونزل الاثنان اليها وكان الاب يحمل رمحا حادا بيده فغرسه بقلبها وقتلها .
بعدها فتحوا بطنها واستخرجوا كبدها ووضعوه بكيس وانطلقو به الى البيت .
كانت الام تنتظرهم بفارغ الصبر وكانت خائفة ان يحدث لهم مكروه وبقيت تنتظرهم الى الفجر فرأتهم من بعيد ففرحت كثيرا واسرعت لاستقبالهم.
بعد ان وصلوا اخذت الام الكبد واعدت منه طعاما لكن حسن والاب لم يتناولاه واكلت هي وحدها منه.
بعدها عادت حياتهم طبيعية ...

الراعي حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن