بعد ولادة البنت الشريرة

144 4 0
                                    

بعد مرور خمسة اشهر من اكل الام لكبد السعلوة ودخولها في الشهر التاسع للحمل حان موعد الولادة المرتقب.
كان حسن ينتظر بفارغ الصبر قدوم المولود الجديد لانه وحيد وبدون اخ.
لما وضعت الام مولودها كانت بنتا ففرحت الاسرة فرحا كبيرا بها في بادئ الامر كانت طفلة عادية وكان حسن يلاعبها ويداعبها كثير وكان يحملها ويجوب بها ضفاف النهر المجاور لهم .
بعد ان بلغت الطفلة عمر السنة وبدأت بالمشي قامت تتصرف تصرفات غريبة التي لم يلاحظها احد سوى حسن  فكانت كثيرا ما تختفي ويجدونها قرب الاغنام وكانت تمسك الدجاجات وتخنقهن الى حد الموت وفي احدى المرات انتبه حسن الى عدم وجودها فبحث عنها ولم يجدها فسمع  صوت الاغنام تصيح فذهب مسرعا فوجد اثار دماء ووجد احدى الاغنام ميتة ومشقوقة بطنها ووجد اخته تاكل من اعضائها الداخلية . فحملها وابعدها وذهب واخبر والداه بما حصل لكنهما لم يصدقاه واتهماه بانه الفاعل .

بعد مرور فترة من الزمن حصلت مشاكل كثيرة في الاسرة كان سببها ان حسن كان يحذر والداه من اخته وافعالها مخبرا اياهم ان كبد السعلوة الذي اكلته امه اثناء حملها قد اثر على اخته. لكن احدا لم يصدق حسن وفي نهاية المطاف طرد الاب ابنه حسن من البيت طالبا منه بعدم العودة الى البيت مطلقا .كان عمر حسن حينها 13 سنة فجمع حسن متاعه واخذ كلبته الوفية "صيني" وذهب والحزن يملأ قلبه لفراقه اسرته وبدأ يتجول من قرية لقرية باحثا عن مستقر ومكان يعيش فيه .
الى ان وجد رجل طيب عنده مزرعة والكثير من الاغنام فوافق ان يسكنه عنده على ان يرعى الاغنام له فوافق حسن على ذلك وبدأ يرعى الاغنام ويساعد الرجل الطيب في مزرعته وكان هذا الرجل يكرم حسن كثير .
وكانت كلبة حسن "صيني" ترافق حسن وتلازمه في حله وترحاله وبعد فترة ولدت 3 جراء صغيرة فاعتنى حسن بها جيدا وعلمها الكثير من الامور وكان من اي مكان يناديها تاتيه مسرعة مع امهن "صيني"  وكبرت هذه الجراء واصبحت شرسة مثل "صيني"
.
احب اهل القرية حسن واصبح لديه الكثير من الاصدقاء الذين كان يعتبرهم مثل اخوته وكان يذهب ليلعب معهم عند الانتهاء من عمله .
بعد مرور 3 سنوات لبقائه في هذه القرية اشتاق حسن كثيرا واراد معرفة اخبارهم وماذا حل بهم متناسيا طردهم اياه وتفضيل اخته الغريبة عليه .
فاخبر الرجل الذي يعمل عنده بنيته التوجه لبيت اهله فوافق واعطاه بضعة دنانير لتعينه على الطريق
قرر حسن عدم احضار كلابه معه في سفره وربطها مع امهن "صيني"
توجه حسن وحده لبيته وكان كلما مر بقرية يستريح بها وينام ثم يتابع مسيره في اليوم التالي الى ان وصل بيته في الجبال فلاحظ عدم وجود اي من حيواناته قربه فلم يرى اي دجاجة او نعجة في اماكهن وسمع صوت غريب داخل البيت فتوجه ببطئ الى الشباك ونظر فاذا باخته قد قتلت والديه وقطعتهم وكانت تلعب برأس امه وساق ابيه وكانت تدحرج راس امه كالكرة فارتعب حسن ولم يدري ماذا يفعل وبدأ يبتعد ببطئ عن البيت وهو يحدق بالباب وفجأة فتح الباب وخرجت اخته وشاهدته ولم تدري انه ؤأى ما فعلت بابويه فنادته "تعال يا اخي انني اشتقت اليك وامي وابي بالداخل ينتظرونك" فعرف حسن انه خدعة وانه لا مفر له منها فهرب ولحقت اخته به وكانت اسرع منه الى ان امسكت بقدميه باسنانها  وعضته عضة شديدة وسقط حسن.
وكانت الدماء تنزف من قدمه واخته تهم بقتله فنادى باعلى صوته "صيني صيني حلي المرابط والحقيني"
انتشر هذا النداء في الاجواء ووصل اذان كلبته وابنائها فقطعت حباله وانطلقت باتجاه الصوت
سحبت البنت حسن الى داخل البيت وربطته على ان تاكله في اليوم التالي وبدأت تلعب براس امه وابيه امامه وهو يبكي وعند اليوم الثاني وعندما همت بقتله دخلت كلاب حسن البيت وانقضت على اخته الشريرة واكلتها وانقذت حسن من الموت .
ففرح حسن كثيرا ثم دفن بقايا ابويه ورجع هو وكلابه الى الرجل الطيب واخبره بما جرى فقال له " لا تحزن انا بمثابة ابيك" واعتبره كابنه وبعد فترة زوجه بابنته الوحيدة واعاشوا حياة سعيدة ...

الراعي حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن