**كيف تصطادين نجمًا **
لم أشعر بنفسي يومها وأنا أنزل الدرجات بعنف من فرط الفزع وصولًا إلى قبو المنزل ، أصابعي كادت تمزق الكتاب الذي أحمله من شدة تمسكي به ، رأسي بالكاد أرفعه ، ساقاي بالكاد تحملاني ، عيناي كادتا تذبلان من فرط البكاء ، قلبي كاد يتمزق من لوعة الألم ، وأنفاسي كادت تنقطع من تولي النبضات .. أمواج من الأنين والألم تنزلق درجات السلم وتتبعني ، أهرب منها فأجدها على بعد خطوات مني .. هربتُ إلى قبو منزلنا لأتمكن من الجلوس وحيدًة، فبعد خيبة اليوم وعدم نجاحي بتجارب الاداء أرغب بالبقاء وحدي أندب حظي،فجأة رن في ذهني الكتيب الذي وجدته خارج منزلي، فأنحنيت عليه أحاول أن تبين الحروف والكلمات من بين كثافة الدموع التي أغمضت عيني ، لكني تفاجأت فقد كتب عليها ** كيف تصطادين نجمًا**
قرأت الصفحة الاولى
*أنهضي . أفتحي الدولاب الحديدي خلفك*
صدمت من المذكور ولكنني نهضت ونفذت المطلوب، ذهلت عيني لما رأيت سلمًا فضيًا ملتويًا يصل الى مالانهاية تسلقت وكلي فضول إلى أن أنهك جسدي تعبًا التقطت انفاسي ودخلت لغرفة صغيرة خالية عدا صندوق خشبي يقبع في احد الزوايا، فتحت الصفحة الثانية من الكتيب ،
*أفتحي الصندوق وأخرجي منشارًا وأقطعي من أرضية الغرفة شكل دائرة… وأحذري مما سترين،**
فعلت ذالك ، ثم كتمت الشهقة التي خرجت بذهول وذعر من داخلي ، ماهذا حبًا بالله!!
وجدت نفسي أنظر فوق السماء والنجوم تعوم تحت قدمي والغيوم تتراقص بخفة ، ونور القمر ينير المكان ، من أروع مارأيت ، فتحت الكتيب بسرعة لأقرأ * خذي الصنارة من الصندوق وأصطادي أكثر النجوم تلألئًا، عيشي حلمك وأمتطيه ، لاتقبعي بالاسفل وتحزني ، لاتنظري تحت قدمك بل تسلقي الاعالي دومًا ، كوني بالقمة لايعلو عليك شئ ، خاطري وأتعبي بأحلامك لتنالي النجوم ، لتصبحي سيدة الكون أجمع **
جلست أصطاد نجمۃ تلو الاخری والسعاده تغمرني، أستعصت علي نجمة لم أتمكن من أصطيادها ، فشددت على صنارتي أكثر حتى أنزلقت ساقي ووقعت… .
أنتفضت وأنا اثب بمكاني فتحت عيني لأری جدران غرفتي الكئيبۃ تحيطني بحثت عن النجوم والغرفۃ المعلقۃ فوق السحاب لكن تبين لي أنه مجرد حلم جميل ومحفز، فنهضت بكل نشاط وعزم متخذة قراري أنني سأذهب وأحارب من أجل حلمي وسأكون بالقمۃ بمكاني الذي يجب أن أكون فيه.