1

185 17 16
                                    

كان يمشي بالغابة والاشجار غزيرة التفرع حوله
نظر حوله بفزع من اصوات التي تقاطع سكون الليل
ليلة مظلمة لا ينيرها الا ضوء القمر الخافت
الى ان شق الى مسامعه صوت موسيقى
تعجب في قراره نفسه من سماعها
فكيف يكون في الغابه مثل هذه الاصوات
بدأ بتتبع الصوت و قدميه تتحرك بهدوء
ليندس الى مسمعه صوت اوراق الشجر
التي اصبحت تحت قدميه مع اصوات رياح ديسمبر الباردة
واخيرا وجد ضالته فكانت هناك فتاة
تقف امام بركة الماء و هي تعزف على الكمان
لم يرى وجهها لانها تعطيه ظهرها
استمر في التقدم نحوها
نظر لها بتمعن كانت تمتلك شعرا اسودا طويلا
يجاري في لونه لون ظلام
وقف خلفها تماما
فقال بصوت مرتجف :
-من انتِِ  ِ

التفت له ليتراجع خطوتين للوراء
كان شعرها الاسود يغطي وجهها
حتى انه لم يظهر من ملامحها له
مد يديه ليزيح شعرها
امالت برأسها الى اليمين
فأعاد يده الى مكانه
وفجائه تحول الكمان
الذي كان بيدها الى طفل رضيع ليبدأ بالبكاء.

نظر لها بخوف ليكرر سؤاله :
من انتِِ  ؟ِ

قالت بصوت ناعم كاد ان يجزم ان سمعه من قبل :
اعرف بنفسك. 

امتثل لأمرها ليزيح خصلات شعرها السوداء
التي تغطي وجهها لتظهر له امرأه رائعة الجمال
ببشرة ناصعة البياض و عينين زرقاوتين كـ لون البحر
همس ببصدمة :
-جـ جوانا.

وفجائه تحول وجهها ناصع البياض الى اللون الاسود الفحمي
وعينيها الزرقاوتين الى اللون الاحمر دموي
وبدأت الدماء تسيل من جبينها
واصبحت التجاعيد تملئ وجهها المحروق و هي تضحك :
-هههههههه هل اعتقدت انني سأتركك
لقد عدت وسأنتقم منكم جميعا. 

ابتعد عنها بخوف ليبدأ بالركض بعيدا
لتتعالى صوت ضحكتها و هي تقول بصوت عالي وصل له :
- اهرب اهرب فأينما ستذهب ستجدني امامك.

زادت سرعته بالركض لعله يفلت من مخالبها
ولكن الحظ لم يحالفه اذ تعثر بجذع شجرة
ليسقط على وجهه بدأت الدماء تسيل على وجنته
تلمس موضع الدماء ليبدأ بالصراخ بصوت عالي
ليستيقظ من كابوسه المزعج. 

نظر حوله بخوف ليجد ان بمنزله
مسح قطرات العرق التي تناثرت على جبينه
وضع يده المرتجفة على عنقه
وكأنه يتأكد من وجودها
اغمض عينيه لثواني ليتسلل حلمه الى ناظريه مجددا. 

فتح عينيه على وسعهما بعدما ادرك حقيقة كابوسة
هز رأسه لعله بزيح هذه الافكار من رأسه
انزل قدميه على الارض ليقشعر جسده
من بروده الارضية.

سار بخطى بطيئه الى الحمام ليغسل وجهه
وقف امام المغسلة ليفتحها
انتظر ثانية ثانيتان ولكن لم تنزل ولا قطرة ماء
ضرب الصنبور بغضب ليبدأ الماء بالتسرب منه
غسل وجهه عده مرات عله يهدأ من توتره
اقفل الصنبور لينظر بالمرأة
ليجد نفس المرأة التي كانت بحلمه ولكن
هذه المره كان وجهها نصف ابيض و بعينين زرقاوتين
والنصف الاخر اسود محروق بعينين حمراوتين.

عاد للخلف بفزع فرك عينيه لعله يتاكد ان كان هذا حقيقيا
ام انه فقط من نسج الخيال
فتح عينيه بتروي لينظر للمرأه مرة اخرى فلم يجد شيئا
اقنع نفسه انه تخيلات فقط من ضغط العمل
عاد الى سريره مرة اخرى ولكن ابى النوم ان يزور جفونه.

امسك هاتفه ليجري اتصالا
احتاج الامر بضعه ثواني حتى يجيب الطرف الاخر.

قالت بسعادة بالغة و هي ترى اتصالة :
-هاي جوش.

ابتلع ريقة و هو يقول بصوته الاجش :
-انا بحاجة اليك. 

عقدت حاجببها بتعجب لتقول بستفهام :
-ماذا هناك ؟

همس بتعب :
- سيلا لست بوضع يسمح لي بالحديث الان.

قالت بقلق :
- دقائق وستجدني عندك.

مرت ربع ساعة فسمع صوت جرس الباب يقرع
نهض بتثاقل و قدميه يتخبطان ببعض
فتح الباب لتلقي سيلا نفسها بين ذراعيه
عانقها بهدوء ليدخلوا سويا.

كانت تنام على سريره و هو نام على قدميها لتعبث
بشعر فقالت بحنان :
-ما بك جوش إلا تنوي اخباري !

اغمض عينيه وفتحها مجددا ليهمس بشرود
و هو ينظر الى نقطة وهميه امامه :
-لقد كان كابوس ، شعرت وكأن اجلي
قد اقترب ، و كنت اول من يخطر ببالي.

قالت و هي ماتزال تعبث بشعره :
-هل تريد اخباري بما حلمت وما هو
الذي يزعجك.

قص عليها كل ما رآه احتظتته
بحنان ، بحتواء ، بعطف ، قالت مطمئنه :
-كل شيئ سيكون بخير انت تتخيل فقط
انها مجرد ضغوطات من العمل خذ اجازة ليومين
ورتح بهما و سترى كيف ان كل هذا كان مجرد خيال.

اومئ بصمت لتقترب منه بحب
بينما كان هناك من يتابعهم بسخرية
لوت شفتها لتهمس بسخرية :

- مرة اخرى وعلى فراشي

♥♠♦♣♥♠♦♣

رأيكم ؟؟
توقعاتكم ؟
جوانا وسبب انتقامها ؟؟
جوش و سيلا وعلاقتهم ب جوانا ؟؟

vote & comment

لعنة جواناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن