نِصفُ شَبح.✔

C H A P T E R |1

نِصفُ شَبح: مَا وراء الغَابة.

• • •

" نَتظاهرُ بِالحَياة وأرواحَنا مُتعَبة. "

• • •

مُؤلِم أن تُغمِضَ عَينَيك يوماً على حُلمٍ جَميل، وتَستيقِظُ فَجأةً دُونَ مُقدِمات على وَاقعٍ لا تُريدُه

تُحصي عددَ اِنتِكسَاتِك، فتَعجزُ عنِ العَد، تَتجِه لإحدى زَوايا الحَياة الهَالِكة لِتَجلِسَ وحِيداً بِقلبٍٍ مُحَطم، كُلما تَفعلهُ هو تَمني عَودةَ زَمنٍ جَميل، وأنتَ تَعلمُ جَيداً أنّهُ لن يَعود

لا تَستطيعَ الإفصاحَ عن أسبَابِ بؤسِكَ، وتَكتفِي بِقَول "أشعرُ بِالضِيق، لا أعلمُ ما السَبب"، وأنتَ تَعلمُ يَقيناً ما سَبب هذا الحُزن، ولكنّهُ لا يُحكى

القِناعُ ذو المَلامِح المُبتسِمة الذي تُخفي بهِ الوَجه الشَاحِب، جَعل مِن حَالتِها الداخلية تَزدادُ تَأزّماً

اِستَولى على المُحيطِ الوَحدةُ والكَآبة، سَيطرتْ عليّها رَغبةٌ جَامِحة فِي الإنزِواء، والخُروجِ مِن أعماقِها المُمزِقة

بِلا شُعور، تَجِد دُموعٌ سَاخِنة تَحرِقُ وجنتَيها، فتُغمِضُ عَينَيها بِقُوة، لا تُريدُ دُموعاً أكَثر، أمسى البُكاء مُبتَذلاً، فَلن تَرأفَ الأيامُ لِمُجرد دَمعةٍ تَكادُ تُرى

- أُمي تُخبِرُني ألّا أبكي وقتَ الغُروبِ، لأنّ الدُموعَ سَتمنعُني مِن رؤيةِ النُجوم.

صَوت عَميق تَرددَ بِسلاسةٍ عَبّر مسامِعها، فرَفعتْ رأسَها صَوبَ صَاحِبه، وأزالتْ السَمّاعة مِن أُذنَيها، لِتُسهب النَظر للأشَقر صاحِب الوَجهِ البَشوش

ظَهرتْ ابتِسامة صَغِيرة على شَفتَيها أشبه بِالمُنكَسِرة، والدُموعُ تُترقرقُ فِي عَينَيها

- سَيمي، أهو والِدُكِ مُجدداً؟

سَألَ، نَاظِراً صَوب عَينَيها البَاكِية، لِتنهضَ مِن مَقعد الحَديقةِ الرَث مُتعجِلة، تَحمِلُ كُتبها بِيديها

- أسِفة تَايهيونغ، لَدي العَديد مِن الواجِبات، سأذهَب لِلمكتَبة لِأدرُس.

أخرَجتْ الكَلِمات مِن شَفتَيها الباهِتة بِصَوتٍ مُنهك

هِي لا تُريدُ التَحدُثَ في الأمرِ مُجدداً، مُجرد التَفكيرِ فِي الأمر، يُؤلمها، ويَعُود بِها إلى دَاومة الحُزن