C H A P T E R |5

842 111 95
                                    

• • •

" - لعنةٌ مِن الشمس؟
- حيثُ تَغربُ الشمسُ، وتَرمي بِشُعلتِها الحَارِقة على المَلعون. "

• • •

تَسيرُ وحِيدةً عَبرَ ذلِكَ الحَي الخَالي مِن ألوانِ الحياة، سَماءٌ حَالِكة السَواد، والإنارة بَيضاء خَافِتة، لا ألوانَ أُخرى لِتُزينَ بِجمالِها المكان، وكأنّها تَعيشُ داخِلَ إحدى الأفلامِ الكَلاسِيكية القَديمة

تَنهدتْ بِتَعب لِلمرّة الألف هَذا اليَوم، تِلكَ الكَلمِات لا تَزالُ تتَلاعبُ بِعقلِها، هُناكَ شعوراً مؤلماً جداً يَتغلغلُ داخِلها، قَلبُها ينقبِضُ بِقَوةٍ فِي كُلَ مَرّة تَتذكرُ بِها كَلامَه

" كَيفَ ستُهشمينَ جُمجُمة أحدَهم؟ "

- أيُعقلُ أنّهُ هو!.

تَمتمتْ بِضُعف وسطَ تَرقرُقِ الدُموعَ فِي عَينَيها، لِتمسحَها بِكُمِ معطفِها قَبلَ أن تَتساقط على خدَيها

نُورٌ ساطِع اِخترقَ ظُلماتِ المَكان أعمَى بَصيرتَها، لِتُغمِضَ عَينَيها تَزامُناً مع صَوتِ البُوق المُزعج الذي صَدحَ فِي الحَي، تَوقفتْ عن السَير، قَدماها بَدأتْا بِالاِرتِعاش، لِتجعلَها عَاجِزة عن الوقوفِ بِثباتٍ، والاِلتِفات

لِلحظةٍ قد ظَنتْ أنّها سَتموت، سَتكون كالحُطام، لولا تِلكَ اليدَين التي ضَغطتْ ظَهرها، لِتدفعها بَعيدا، جَاعلِة مِنها تَرتمي على الرَصيف البارِد بِعُنف

- إلهي!، أأنتِ بِخَير صَغيرتي؟.

رَفعتْ رأسَها بِوهن، حِينَ صَدحَ صَوتُ رَجُلٍ بدا فِي السِتين مِن عُمرِه، أومأتْ مُتبسِمة بِتزييف، ونَهضتْ بِمُساعدة مِنه، لِتنحني لهُ شاكِرة

- شُكراً لإنقاذِكَ حَياتي، سَيدي.

- إنقاذُكِ؟.

نَطق بِحاجِبانِ معقُودان، مُميلاً رأسَه، لِتَنظُرَ نَحوه بِتعابيرَ فَارِغة

- ألم تَدفعني بَعيداً عن تِلكَ السَيارة المُسرعة؟.

سألتْ بِخَوفٍ يَلتمِسُ صَوتها، ليُومئ الأخرُ نَافياً تَزامُناً مع كلامِه

- وَجدتكِ مَلقية على الأرض، ظَننتُكِ قد سَقطتِ.

أومأتْ مُتفهِمة لِتهُمَ راحِلة بِوجهٍ مُتعرِق، قَلبٍ مُضطرب، وتنفُسٍ ضَيق، هِي مُتأكِدة أنّ هُناكَ من دَفعها بَعيداً

نِصفُ شَبح.✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن