الفصل الاول(بدايه هروب)

1.2K 8 1
                                    

وقفت في  ضوء القمر الذي ينير عتمه الليل بنقائه ورائحت المطر المنعشة مع صوت البحر الذي يعم علي اطراف شوارع مدينه الاسكندرية.
كانت تقف في نافذه الغرفه  .. تغلق  جفونها ببطئ وهي تشعر  بالنسيم البارد الذي يلمس وجنتيها بهدوء .. وشعرها الأسود الطويل الذي يتطاير حولها بسبب الهواء.
شاردة  في ما حدث لها منذ 8اشهر قبل هروبها من منزلها وحياتها بالكامل.
.......

قبل هروبها من المنزل
تسير في الشوارع المبللة بالمطر .. تحت النور الخافت  من اعمدة النور وضوء القمر ،  تلتفت حولها بخوف  وهي
تحاول اخفاء وجهها لكي لا يراها  احد و يعلم اهلها بمكانها فيعيدوها إلى منزلها  الذي هربت منه .
وصلت إلى محطة القطار وهي تري اول قطار وقعت عيناها عليه  بدأ بالتحرك فركضت بسرعة حتى ركبت به وهي تتنفس بسرعه ، اراحت قدميها جالسة على مقعد القطار وقامت بإخراج هاتفها المحمول من حقيبتها الصغيره لتكتب رساله نصيه تحتوي على ....
""  ..انا هربت من البيت ومش عارفه اعمل ايه او اروح فين؟؟! ومش معايا فلوس كافيه ...كلمني اول ماتشوف المسج دي..ارجوك!! ""
تنهدت بحزن وهي تتابع الطريق عبر نافذه القطار وهي تتذكر ماحدث معها سابقا جعلها تهرب .
.........

كانت تدرس في عامها الثاني في كليتها وتعمل كمراسلة تلفزيونية لاحد البرامج الخيرية لحسن موهبتها واحتياجها للعمل كي يتوفر معها بعض المال من أجل دراستها.

وقفت امام مقر عملها بمدينتها دمياط  برفقه زميلتها بالعمل ساره وهي تنظر علي المبني الذي يكون امامهم بلهفة لتقترب منها ساره وهي تضع يدها علي كتف اسيا عندما رأت ماتنظر اليه صديقتها قائله: خرجتي من مكتبك ليه ! في حاجه ضايقتك جوه في الشغل ولا ايه؟
اجابتها أسيا وهي مازلت تنظر أمامها علي تلك النقطه المحدده او بالاصح علي ذلك الشخص الذي يعمل في المبني الذي امامهم أيضا لتقول لها وهي تتنهد :  انتي عارفه انا خرجت ليه.....اصلا مبقتش حابه الشغل ده الا عشان بشوفه كل يوم
استدارت بجسدها مقابل صديقتها لتكمل حديثها: تعرفي اليوم اللي مش بيجي فيه الشغل ...انا بكره الشغل هنا وببقي عاوزه اروح بااي طريقه....انتي عارفه اني بحبه من زمان ومش عارفه اشغل نفسي بحاجه غيره ...كل مااروح مكان بشوفه....هنساه ازاي بقا عرفيني؟

اجابتها ساره بشفقه علي حالها وهي تقول : بس يااسيا انتي متعرفيش عنه حاجه غير انه صاحب اخوكي ....ومتعرفيش اذا كان بيحبك زي مابتحبيه او لا ...او اصلا حاسس بيكي او لا ...

تنهدت اسيا بحزن لتقول لها وهي تدفعها برفق نحو الداخل : طيب يلا يااختي بدل مامستر يطردنا من الشغل او يخصم من مرتبنا لو شافني كده.
.......

في الطرف الآخر عند ذلك الشخص الذي يعمل امامهم يقف ايضا بجوار صديقه وابن صاحب عمله اسلام ليتنهد بحزن عندما رأها تدخل الي مكان عملها وتختفي من امام انظاره ليقول له اسلام باانزعاج علي حال صديقه: عاجبك حالك كده ...هتفضل واقفلي قصدها طول اليوم وسايب شغلك ومصلحتك يعني.....
كلمها وارتاح ...عشان تعرف اذا هي كمان بتبادلك نفس االشعور او لا
هشام : وهوصلها ازاي بس ...ماانت شايف اخرنا نظرات علي بعض في الراحه والجاية!!
ابتسم صديقه اسلام بخفوت ليقول له بثبات : اكيد هتكلمها ع الفيسبوك بتاعها ...ومتقوليش هلقيها ازاي ..عشان هقولك انها اكيد في الفريند عن صاحب الشغل بتاعها ..
ابتسم صديقه بسعاده ليقول له وهو يتجه نحو سياره العمل الخاصه به : طيب انا رايح اوصل الطلبيه دي ...مش هتاخر سلااام.
.........

عادت للواقع حينما شعرت بيده التي تلتف حول خصرها بتملك وهو يقربها اليه، التفتت له بهدوء و قالت بعتاب :اتأخرت النهارده ...انت هتفضل كده تخرج وتتاخر وتحبسني لوحدي هنا .
قال وهو يبتعد ويجلس على السرير  كنت بخلص شغل مهم
اقتربت منه لتقول له بترجي : الله يخليك ...تعالي معايا ورجعني لاهلي ..انا مبقتش مستحمله الوضع ده.
نهض و إتجه للخزانة متجاهلا اياها ، فتنهدت بضيق و هي تنظر له و هو يخرج حقييته الصغيره ليضع فيها بعض الملابس الذي يرتديها كلما ذهب لمدينه المنصوره عند عائلته كما اعتادا
أن يظل  يومين مختفي من اهله معها بحجه العمل  في مدينه الاسكندريه وبعد ذلك يتركها ويرجع الي بلدته مره اخري ويتركها وحيده حبيسه بشقته بعد أن يغلق الباب عليها بالمفتاح.
التفت لها بحدة عندما قالت : طيب اجي معاك ...مش انا قولت هتعرفني بااهلك.
- ايوه قولتلك كده بس في حاله واحده  هاخدك عند اهلي وانتي عرفاها كويس ...

قاطعتة بااستعطاف تجنبا من غضبه عليها
- انا زهقت من الحبسه دي ، قاعدة في الشقه و مش بخرج ، بقالي 3شهور على الحال ده ، عايزة اخرج من بين الأربع حيطان دي و اشوف الناس تاني ...صدقني مش ههرب .
قال بجمود قبل ان يلتفت ليتجه لباب الغرفة: ده وضعنا و انتي قبلتي بيه من الأول.
وقفت امامه بحزن وقالت:انا  الوضع ...
قاطعها بصرامة وهو يضع يده علي قبضة الباب  و ينظر لها وهو يقول: انتهى الموضوع مش عايز نقاش تاني يا أسيا.
و اغلق الباب خلفه وغادر ، فتنهدت بحزن و عادت بجسدها لطرف الفراش و اراحت جسدها عليه
لتغمض عينيها وعادت بها ذاكرتها مرة آخرى لقبل 8اشهر.

************،،،،************

نزلت من القطار وسارت في شوارع  مدينة الاسكندرية، كانت الشوارع  مبلله ببالمطر ولكن يوجد بها الكثير من العابرين ، بعد ان سارت مسافة طويله...شعرت بالتعب فجلست على احد المقاعد العامه لكي تستريح ، صدح صوت هاتفه بنغمه الاتصال الخاصه بها لترفعه بلهفه وهي تجيب : الوو ... ايوه انا دلوقت في اسكندريه ...معرفش انا ركبت اول قطر وسالت واحده كانت معايا في القطر قالت انه رايح اسكندرية... انا دلوقت قاعده في مكان قريب من البحر ...هتجي بجد!!
بس انا هفضل في الشارع كده الجو برد جداا...تمام انا عند فندق اسمه(........) تمام هستني صاحبك ده ....متتاخرش عليا ....سلام.
انهت اتصالها لتجلس وهي تحتضن جسدها بيدها محاوله في بث الدفئ به من شدة البرد التي تشعر به حولها.

بعد مرور نصف ساعه في هذا المكان لمحت شاب  يخطو في اتجاهها وكأنه يعرفها فدب الرعب في قلبها لتتمسك في حقيبتها بشده حتي توقف امامها وقال : مساء الخير!  انتي اسمك أسيا؟!
اومأت براسها دليل علي صحه كلامه ليقول لها بااطمئنان وهو يشاهد بوضوح القلق الظاهر علي قسمات وجهها : متخافيش ...انا اسمي جواد ...صاحب عمار وهو بعتني اوصلك الشقة واعطيلك المفتاح وهو ان شاء الله نص ساعة وهيكون هنا. 
قالت بشيء من القلق وهي تسير خلفه في اتجاه سيارته : حضرتك متاكد انه جاي دلوقت ؟! ، انا جاية من محافظة تانيه و معرفش حد هنا .
صمت الشاب لدقائق وهو يركب سيارته  من ثم اومأ برأسه وهو يقول: اركبي بس يلا الجو بارد جدا واطمني هو خرج من البيت وجاي في الطريق كمان.
رأى نظرة التردد و الخوف في عينيها فقال ليطمأنها: اطمني انا عمري ماابص لحاجه تخص صاحبي وانتي امانه معايا هوصلك الشقه واعطيلك المفتاح وهمشي.
اومأت برأسها ببعض من الراحة و جلست بجواره في المقعد الامامي  وهي تشكره .

************،،،،،،***********

توقفت السيارة امام ذلك المبني الحديث في احد المناطق الراقيه بالإسكندرية.. ترجل جواد من السيارة و التف حولها
ليقف امام الباب الامامي بجواره و فتحه ، لتنزل هي قدمها من السياره وتقف بجواره وهي تلتفت حولها بقلق لتقول بصوت اقرب للهمس يشوبه بعض من التوتر وهي تحمل حقيبتها وتضمها الي صدرها: ده المكان اللي فيه شقه عمار!
اومأ براسه دليلا على صحه أمامها ليقول لها وهو يتقدم نحو مدخل البنايه : هوصلك لحد باب الشقه واعطيلك المفتاح وهمشي علي طول .
اكملت هي سيرها خلفه حتي وصلت امام باب الشقه المراده ليخرج لها مفتاح صغير من بين مفاتيح سيارته ليضعها في الباب ،ثم ابتعد بعض الخطوات واستئذن منها وغادر .

دخلت الشقه وهي تتنهد بتعب لتغلق الباب خلفها بااحكام ثم اراحت قدامها علي الارض جالسه  لتستند بظهرها علي الحائط بتعب ، اغلقت عينيها بحزن وعادت بذاكرتها الي ماحدث قبل هروبها.
......

ركضت نحو صديقتها ساره بعد عودتها من جامعتها بالمنصوره  وهي تفتح باب مكتبها بسعاده لتقول لها وهي تقفز في مكانها بطفولها لشعورها بالسعاده : سو   انا فرحانه اوووي. مش قادره اوصفلك السعاده اللي حاسه بيها.
ضحكت ساره بسعاده وهي تنهض من مقعدها امام مكتبها لتقف امام صديقتها وتقول لها بااستفهام: ربنا يفرحك ياحبيبتي    بس في اي حصل     فرحيني معاكي .
أسيا وهي تجلس علي الاريكه الجلديه في غرفه مكتبها تنهدت بهيام  لتقول بنبره هادئه: هشاام ..بعتلي رساله علي الفيسبوك وعرفت انه بيحبني .!

نظرت لها ساره بعدم تصديق لتقول لها بفرحه : ياااه اخيرا....طيب وبعدين قالك اي بقا سي روميو!
اراحت اسيا راسها علي الاريكه وهي جالسه لتغمض عينيها براحه وقالت : مش عارفه...بس هو قالي انه هيكلم اخويا عشان يخطبني منه ....
وقفت من جلستها بجديه لتكمل قائله: قومي كده أو كده هنشوفه واحنا مروحين من الشغل ، المهم مستر قالي اننا هنسافر بكره (اطفيح) نعمل 10تقارير وهنرجع انا وانتي ومستر عادل.
ساره بجديه وهي تقول بنبره منزعجه: ييييه تاني (اطفيح) هو مفيش مكان تاني في مصر محتاج مساعدات غيرهم .
اسيا بجديه غاضبه: انتي معندكيش دم يابت ...نسيتي شكل الناس هناك ..وازاي عايشين ...عموما الحمدلله علي كل حال ...يلا كملي شغل ..وانا هروح اتمم علي الكاميرات .
.....

في جانب اخر
عادت إلى منزلها بعد يوم طويل قضته في جامعتها لتخطو داخل المنزل بخطوات متعبه ثم جلست علي اقرب اريكه في طريقها وهي تغمض عينيها باارهاق  ، انتفضت في جلستها واقفه بفزع بعد ان شعرت بيد احدهم  توضع علي كتفها لتقف امامه وهي تحاول ضبط انفاسها عندما وقعت عيناها عليه لتقول له بعتاب : حرام عليك ياعمار خضتني !!
جلس علي الاريكه وهو يدفعها بجواره ليقول لها وهو يحتضنها بحنان : سلامتك يا حبيبتي...مالك انتي تعبانه ولا ايه؟!
تسنيم باارهاق: لا انا الحمدلله مرهقه شويه من الجامعه ...كان عندنا 4محضرات انهارده وحاجه تخنق .
التفتت حولها بااستغراب لتكمل سائله : بابا مش موجود ولا اي ؟
عمار بضحكه ساخره : لا مش موجود هو اصلا مش جاي ...اتصل وقال عنده شغل ولغي اجازته الشهر ده.
اومات براسها بملل وهي تقوم من جلستها لتقول له : هقوم اغير هدومي وانزل نتغدي سوه.
تحركت بعض الخطوات نحو الدرج لتتوقف امامه قبل ان تصعده والتفتت نحو اخيها لتقول له وهي تضرب وجنتها بمرح : ياااه نسيت حاجه مهمه ...اسيا بتسلم عليك وزعلت انك مجتش الجامعه النهارده ...كانت عاوزه تتكلم معاك ..
ثم اكملت صاعده لتتركه يبتسم بحب عندما تذكر لقائته بااسيا عندما يذهب إلي الجامعه من اجل اخته تسنيم.

************،،،،،،************

عادت إلي منزلها الساعه 6ليلا بعد ان انهت عملها وهي تشعر بالسعاده التي تحاول اخفائها حتي لا يشك بها احدا من اهلها .
القت السلام علي والدتها ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها بااحكام لتسرع نحو فراشها وهي تخرج علبه الشوكلاته التي اعطاها هشام لها بالمواصلات العامه دون ان يراهم احد بطريقه مضحكه .
وضعتها في احد الادراج بجوارها بسرعه عندما سمعت نداء والدتها بااسمها ، اقتربت من باب الغرفه ووضعت يدها علي مقبضه لتفتحه بهدوء ، وقفت امام والدتها في شرفه منزلها لتقول لها بااستفهام وهي تجلس امامها : ايوه ياماما ...في حاجه ولا ايه؟!
رفعت والدته كوب القهوه لتحتسي منه رشفه ثم نظرت لها من اعلي كتفيها لتقول لها بااستغراب : انتي لسه مغيرتيش !
اومال كنتي بتعملي ايه ؟!
اجابتها اسيا ببعض التوتر لتقول لها في سرعه: كنت بستريح شويه ...انتي عاوزه حاجه ولا ايه؟
وقفت والدتها من جلستها لتقترب وتجلس بجوارها وهي تنظر لها بسعاده قبل ان تحتضنها: الف مبروك يااحبيبتي ...المتر اللي اسمه احمد اتقدم ليكي وابوكي حدد معاه معاد الخطوبه.
انتفضت اسيا من جلستها بصدمة لتقول لها بصراخ بعد صمت دام لدقائق وهي تحاول استيعاب ماتفوهت به والدتها الان : نععععم ...خطوبه مين !! مستحيل اوافق علي حاجه زي دي !
نظرت لها والدتها بغضب لتقف امامها وتقول بصوت عالي اخافها : صوتك ميعلاش اظاهر اني دلعتك ...ابوكي لو سمعك هيولع فيكي ...وخلاص الخطوبه اتحددت الخميس الجاي فجهزي نفسك علي كده.....اه ومتنسيش تجيبي مرتبك عشان اجيب طلبات الخطوبه والحاجه اللي هنحتاجها.
ثم  غادرت الي داخل المنزل لتتركها وحدها تبكي بصمت ، خرت بجسدها ارضا باانهيار وهي تري امام عيناها جميع احلامها التي انهارت بعد حديث والدتها.

رواية زوج بالإجبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن