هل بعد الانتظار خيبة؟

7 1 2
                                    

هل يمكن للشخص ان يكبر بهذه السرعة!  كيف يتوقعها ان تنتقل من كونها صغيرته المدللة الى فتاة ناضجة تقف على قدميها بمفردها الى امرأة بقلب مكسور ثم زوجة تقف امام النافذة بانتظار زوجها،و بالرغم من ان الجميع يخبرها انه لن يعود،انه احب غيرها و نسيها الى انها تعلم ان قلبه معها... و من يستطيع العيش بدون قلب،لكنها نسيت ان قلبها معه ايضا. كيف يمكنه ان يكون بهذه القسوة!! ان يحرم صغيرته طفولتها معه لتصبح بين ليلة و ضحاها عجوزا فاقدة للامل ترى الحياة رمادية بعده, جعل منها غيابه منافقة خائنة كاذبة ،منافقة حين تبتسم رغم الحروب التي تدور داخلها ، خائنة حين يسعدها شيء غيره للحظات فتتذكره لتعود لحزنها المعتاد و كاذبة حين تقول انها بخير ،كانت على يقين انه سيعود،هو يعرف الطريق الى وطنه،الى قلبها الذي لطالما احتواه بكل رحابة و تحمل عبثه اليومي به،لكن كل لحظة غياب تمر كانت و بكل انانية عدو  تأخذ بضع سنين من عمرها الذي لم يهمها فقدانه فهي لن تسعد فيه بدونه. لم تترك وقت فراغ لنفسها لكن الفراغ الذي خلفه ابتعاده عنها ترك اثرا بالغا عليها،كيف فقدت ذلك البريق الذي في عينيها ،نفس العينين الخاويتين اللتان ما انفكتا تنظران الى الهاتف بين الحين و الاخر في انتظار الشيء الوحيد الذي قد يخرجها من هذا الواد المظلم الموحش،لم يعد زوجها من رحلته الطويلة بعد و قد لا يعود يوما، لطالما تساءلت ان كان بخير لا تفارق الابتسامة شفتاه اللتان اذابتا قلبها عشقا و لا يحرم من حوله من ضحكته التي لها القدرة على اخراجها من اشد الضيق الى اوسع طريق، تلك الضحكة التي حرمها ثغره منها اياما طويلة فباتت كالصائم سنينا دون افطار يكفر عن ذنب لم يرتكبه ،ام كان حاله كحالها ،جثة هامدة بدون روح يقتله الشوق لمسافة الكتفين التي جعلا منها وطنا يحويهما وحدهما بعد ان خلفا وراءهما كل ما اهتما به يوما بعد كلمة احبك . في لحظة غضب و شوق شديدين تمنت له الموت ثم سحبت كلامها لتتمنى له المرض لتسحبه مجددا و تتمناه لنفسها, حتى في غضبها كان اولى بالحياة منها،  ان كان من المرجح ان تتحق امنيتها  فكل ما تريد هو ان تمر بباله مرور عابر سبيل يرمقه بنظرة ذنب و لوم،نظرة تجعله يتذكرها و انها تموت في كل دقيقة هو بعيد عنها،نظرة تشعره بحجم خطأه الذي يأبى الاعتراف به ولو لولهة قصيرة، ثم تعود بعد كل هذا تسأل نفسها السؤال الذي آنس وحدتها و داعب فكرها طيلة فترة الغياب تلك، هل سيعود زوجها! هل سيتأخر فيعود ليجدها رمادية فاقدة للامل و يائسة!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 26, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

متى تعود؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن