أفاق جيهون من نومه ليجده يتأمّل وجهه.
كانت نظرته تشعّ دفئاً وحناناً، غير أن العينين اللتين كانتا تحدقان إليها لم تكونا غريبتين عليه، بل كان يعرفهما كما يعرف عينيه؛ فهي يعرف ذلك اللون الأزرق الفاتح الذي تخلله مسحة من الجليد والماء والسماء والنور. كانت تانك العينان تبتسمان في تلك اللحظة، بالرغم من أن نظرتهما كانت ثابتة وراسخة، ثم امتدت يد لتمسح على شعره. لم يدرِ جيهون إن كان على ما يرام؛ بالرغم من الدوار الذي اعتراه. وخلال لحظة، أصبح مستعد، فهو يثق بأنه لن يقوم بأي شيء قد يؤذيه. فكل منهما يريد الخير للآخر، ولن يقبل أي منهما بما هو دون ذلك.
وفجأة، وفي ظل هذه الأجواء اللطيفة والناعمة فتح عينيه،فابتعد الشخص قليلاً. نظر جيهون إلى عينيه؛ إذ وجد أمامه عينين بنيتين تظهر فيهما آثار السعادة الممزوجة بالمودة.
كانتا عيني سونيونق الذي هتف "صباح الخير أيتها الجميلة النائمة" فتمتم جيهون وهو يمد ذراعيه لأنه أحسس بالخدر فيهما "كم مضى من الوقت على هذه الدعابة؟"
أخذ جيهون ينظر إلى ظهر سونيونق وهو يقوم بإعداد القهوة السريعة في الوعاء المخصص لذلك أثناء جلوسه إلى طاولة المطبخ،كما أخذ يراقب الماء المغلي المخصص للكاكاو الذي يعده لنفسه في وعاء آخر. كان ظهر سونيونق مشدود العضلات بشكل يوحي بالثقة بالنفس.
كان شعر سونيونق البني ، وكان يترنم بأغنية بقيت فرقته تتدرب عليها في ذلك الحين. كان يعزف الموسيقى الشعبية الحديثة؛ حيث كان عازف الكمان في تلك الفرقة، والوحيد الذي يحق له أن يرتجل بشكل منفرد.
كان جيهون قد حضر حفلتين من حفلات تلك الفرقة خلال الأجتماعات المدرسية، ولن تكن الموسيقى التي تعزفها الفرقة من النوع الذي تحبه بالضبط، إلا أن الإيقاع كان سريعاً ومفعماً بالسعادة والحيوية، بل كانت أغاني الفرقة مناسبة تماماً ضمن النمط الذي اختاره لنفسه.
إنه كانون الأول، وها هي قطرات المطر تضرب زجاج نوافذ المطبخ، مما دفع جيهون إلى رفع قدميه فوق كرسيه، ثم لف ذراعيه حولهما ووضع ذقنه فوق ركبتيه، وأخذ يفكر: منذ متى أصبح أمراً عادياً بالنسبة إليه إن يتجول شاب وسيم في مطبخ شقته الصغيرة الحزينة كل صباح؟
اعتقد أن الأمر بدأ مع بداية فصل الخريف الدراسي؛ أي منذ منتصف شهر آب. أو لعل ذلك لم يبدأ مع بداية ذلك الفصل بالضبط.
وفي أحد الأيام، أتى سونيونق وجلس بجانب جيهون في المقصف، وكان قد جاء ليتحدث إليه قبل بدء الحصة، ثم سار معه أثناء عودته إلى البيت، فوصلا معاً إلى الساحة الموجودة وسط المدينة. وقد قام هو بذلك وكأن الأمر أكثر من طبيعي.
وهكذا، لم يضغط سونيونق عليه أو يقحم نفسه في حياته، كما أنه لم يحاول أن يتوسع في الحديث كلما أدرك أن الحُوار العادي قد وصل إلى نهايته الطبيعية، كما أنه لم يكن يشعر أن صده جيهون بفظاظة من حين إلى آخر.
كان سونيونق يتحدث إليه فقط، ويراقبه بنظراته الودودة المنفتحة. كان يتواجد بالقرب منه، ولكنه يعرف متى يغادر قبل أن تنقلب الأجواء ويصبح الأحراج سيد الموقف.
كان كل تصرف يبديه يعبر عنه؛ وكأنه يقول «لا أتوقع أي شيء منك، ولا أحلم بالوصول إلى إي شيء معك، ولن أطلب أي شيء منك. لذا، بوسعك أن تبقى على سجيتك؛ لأنني أشعر بالسعادة حينما أمضي وقتي بصحبتك. كما أن أحترامي لذاتي لا يتوقف على ابتسامة تمنحني إياها، ولكنني لن أمانع ذلك الشرف»
شيئاً فشيئاً، وجد جيهون نفسه يتوق ويتشوق للقاء سونيونق، حيث أخذ يشعر بالدفء حينما يجلس إلى جانبه وينظر إلى عينيه مباشرة بكل إخلاص وسعادة. كما كان يشعر بتشنج طفيف في معدته حينما كانت يد سونيونق تلمس يده.
ولكن، ها هو سونيونق يقف في مطبخه الآن، ويقوم بإعداد القهوة وهو يدندن بطريقة تشعر بالغبظة.
هذه حياته، وهي جميلة
لذلك، لم تكن لتهتم بتلك القطرات الباردة التي أخذت تضرب زجاج النافذة بقوة، والتي كان صوتها أشبه بصوت أظفار أحدهم وهو يحاول أن يخدش الزجاج ليدخل البيت.
أنت تقرأ
Please save me, are you an Angel?, give me hope again. || soonhoon
Action"لم أفكر في حل آخر سوى الموت" فتى يكره حياته البائسة، لديه مشاكل ومصاعب كثيرة؛ المتنمرون في مدرسته، الفقر، ترك والداه المنزل.. وكل يوم مشكلة جديدة تظهر في حياته. جاء اليوم الذي فقد فيه الأمل ولم يعد يتحمل اكثر من هذا، فقرر القفز من اعلى مدرسته. لكن...