قصتي وفيليب #1

106 6 15
                                    

كثيرة الارواح من حولنا وقليلة هي من تفهمنا
لربما لسنا بحاجة لارواح بقدر حاجتنا للمشاعر
....وليس للمشاعر حاجة ان كان اغلى ما ملكته انثى ضائع...انا لم اكن يوما ميتة القلب لاسعد سعادة الساقطات ولا شريفة لاسعد بعيش الشريفات....تهت في الفراغ ولم اجد روحي بينهما
ايها المجتمع الزائف اتابى اعادة ذاك  الرداء من الشرف الذي سلبته مني اشد الايباء؟
________________________________________
بدأ كل شيء بخسارتي لوالداي ، ثم  خالتي ،لكن  لو ان للزمن ان يعود لرضيت بعيش الذل عند تلك العجوز البائسة لاكلت رغيفا فاسدا وشربت ماء النهر المقدسة .....
*ساقص عليك دفتري بقية  قصتي الى حيث وقفنا فكن لي خير سامع  *
~~~~
لامست خيوط الشمس اطرافي في يوم ساده الهدوء
*القيت سحنتي على الوسادة من جديد *
"انهظي ايتها الكسول ، لدينا عمل كثير"
استيقظت بهدوء دون ان ارمق المراة العجوز بنظرة واحدة واخذت امسح الدموع واحكم ربط شعري الذي تموج لتململي الصامت ليلا
لتكمل العجوز متابعة : اولا خذي الجرة لملاها ماءا من النهر
اخذته دون تردد وبخطوات ثقيلة خرجت من الباب للنهر الذي استغرق وصوله سبعين خطوة كنت اعدها للمرة العشرين  منذ قدومي لهذا المكان الذي فرق زقاقين عن منزل خالتي القديم ، فبعد ان ماتت اقمت بصفتي خادمة عند هذه العجوز البائسة
ولم تكن العجوز في حاجة للمياه النهرية في مجتمع ساده التحضر كفرنسا فالماء يتدفق على كل بيت تدفقا ، لكن عجوزا كهذه اعتادت عن الحياة البسيطة الهادئة فضلت الاكتفاء بفكرها الساذج بان مياه النهر مقدسة ! ، لطالما ظننت اعتقادها سخيفا!" *لربما ساصدقه اليوم واؤمن بانه مقدس نظرا لنجاستي *
-
-
-
القيت نظرة هادئة على الماء الذي بدا ساكنا كما لو ان طبقة من الجليد قد رست سطحه فعز علي ان اكسر سكونها  فألقيت بجرتي في النهر  فلمحت خيال احدهم فهلعت لوهلة لكنني سرعان ما هدات بهدوء سطح الماء  فهدأ انعكاس الخيال واستقرت ملامحه ، فاشحت نظري عن النهر لانظر اليه لثوان بعد ان كسر الصمت الذي بيننا  : "آنستي... ااساعدك؟"
_لا بأس باستطاعتي حملها"
_لكنني مصر
اخذ الجرة من يدي بنبل و بابتسامة منه نال مني فاستغرقنا في السير سوية في صمت لكنني كسرت الصمت بختمام خطواتنا "ها قد وصلنا"

فمد يده مسلما لي الجرة فقلت في ابتسام "شكرا لك سيدي"
ليقول مودعا "لا داعي للشكر "
لكنه التفت وكانه يتذكر امرا  لينطق بشيء من الفضول " اخبريني ماسمك "
_انانا....انانا  هو اسمي ، ماسمك انت؟
مد يده لمصافحتي _انانا اسم جميل ،انا ادعى فيليب
*انه لرجل نبيل،.....فيليب هااه؟ *ابتسمت لافكاري ليلا وقد وجدت شيئا لاملأ به فراغي  فاستغرقت قليلا اتذكر ملامح وجهه لاغط في نوم عميق بعدها
****اليوم التالي***
استيقظت  على صوت العجوز وجرتها فانتفضت لحملها فاستغربت العجوز لحماسي لملأ الجرة على غير العادة !
.
.
.

لقد وصلت للنهر بالفعل لكنه لم ياتي بعد ، ففكرت في الاستلقاء على العشب لاتنهد تذمرا "لا بأس بالانتظار لبعض الوقت" ، فما لبثت حتى سمعت همسا خفيفا في اذناي التهمته نسمات الهواء ، لكنني التقطته...
"استيقظي ايتها الحسناء النائمة"
فتحت عيناي لاراه ، **انه لرجل وسيم حقا ذي لحية خفيفة واعين بلون عسلي ٍ جميل ، لربما كان لجاذبيته تأثيرا في روحي منذ البارحة **
قاطعت افكاري ...لاساله "اراك هنا اليوم ايضا؟"
فاجاب مفسرا مشيرا لمنزل ليس ببعيد من هنا "اعيش في ذاك المنزل "
_انه لمنزل جميل حقاا!" لا انه اشبه بقلعة!!
فضحك ساخرا "انه منزلنا الصيفي"
_اذا لن تقيم هنا لوقت طويل ؟
_بلى ، لكنني افضل هذا المكان على منزلنا ، ولان طبيعة عمل والدي تعتمد على السفر فلم استطع الاستقرار بمكان حتى الان ،لكنني ادرس هندسة زراعية وساحول هذا المكان الى الجنة!
_انه لهدف نبيل حقاا
ليضيف مجاملا ،  بامكانك مساعدتي ايضا
فاردفت في حماس "اكييد اكييد سافعل "
"اتودين ان ادعوك للمشي هنا؟"
_بالطبع!! "لكن استاذنك الان الرحيل ، ربما في وقت لاحق"
لكنه لم يكن ليفوّت فرصة مرافقتي حاملا الجرة مرة اخرى لتتوقف خطواته عند وصولنا لمنزل العجوز ، اماء براسه مودعا ، فاذنت له
....كنت قد بدات اعتاد على ملاقاته صباحا والحاحه لرؤيتي مساءا مما جعلني اقصر في خدمة العجوز فاصبحت تتذمر من اقامتي عندها ، ومن لقاءاتنا انا و فيليب
كان فيليب يتسلل لقلبي الى حد الاستيلاء ، كان شغلي ليلي ونهاري
**في يوم سمعت دقا خفيفا على نافذتي فتحت النافذة لاراه
_مالذي اتى بك في وقت كهذا؟
_انانا انا بحاجتك ، هيا اخرجي!"
استغربت لالحاحه رغم احتجاجي بالعجوز لكنني تسللت خارجا اتباعا لرغباته ، كان يمتطي حصانه الجميل "
"هيا اسرعي" مد يده ليركبني الحصان معه
انتهى بي للنهر ....الى حيث اعتدنا ابتداء صباحنا
_ فيليي....ب **كان قد قطع تمتمتي باسمه بتقبيلي**
*كانت قبلتي الاولى*
_انه يوم اكتمال البدر حبيبتي انانا ""
التفت الى البدر بشرود وانا هائمة ' فعلا كان البدر مكتملا'
_اعطيته ما سأل ....وهبته روحي لو صدق _
            ***"*****
استيقظت على وخز اصابعه....._اانا في غرفتك؟
_قدتك الى هنا البارحة الا تذكرين؟
اكتفيت بالصمت كرد موافق شعرت بالارتباك والخوف الشديد...
_لا تخافي حبيبتي ، سنتزوج!!
_اتعدني بهذا؟
اخرج خاتما من الطاولة المحاذية للسرير والبسه لي واخذ يقبل يدي يكاد يلتهمها كنت قد غرقت في صمت اكبت انين العبرات التي سالت دون سبق انذار
يتبع....

The Black Rose"such a beauty in sadness"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن