الجزء الاول

65 6 5
                                    

كانت ليله مظلمه.. كانت حالكة السواد... كادت تطفي شمعي الذي اشعلته من حبها.. من ثم اصبحت غائمه حتي هطل المطر ودوي الرعد يعلن أنها ذهبت إلي حيث تنتمي...

قبلها بعام.. كنت اجتاز في شوارع هامبورج وكانت المياه تهطل بغزاره.. لا يهم فقد كان جوي المفضل.. لا أعلم لما لا يحبون الناس المطر، هذا أجمل نسيم يمكنك ان تشمه امرأه عجوز السن ترتدي معطف من الفرو وفوق رأسها مظله من البيلاستك ورغم ذلك تجري مسرعه هائمه علي وجهها، يمكنك النظر الي أوجه الاطفال الفرحين الذي يملأ الشغف اوجههم... كنت أسير عائدا إلي البيت في هذا الوقت كانت جامعتي قريبه من المنزل حتي....... اصدمت بفتاه كانت بيضاء كالثلج، وحبات النمش يغطي خديها، وشعرها الأحمر المتسرسل، كانت تشبه الروسيات كثيرا !!
_اعتذر منك!!
=لا يهمك.. أانتِ بخير؟
_نعم!!
ثم تركتني وذهبت.... كانت كنسمه طائره وسط نسمات تعد بالآلاف..كانت رائعه!!
رجعت المنزل ثم.. أديت واجباتي وجآتني رساله من برلين صديقي هانز يعيش هناك.. وهو دائما ما يرسل لي رسائل يعلمني بها أخباره.. كانت الرسالة مختلفه هذه المره كان يحكي لي عن فتاة قابلها اليوم ويصفها بشكل مذهل جعلني متشوق أن آراها!!
عموما لن استطيع ان اسافر فعطلة نهايه السنه قد اقتربت ويمكنني الذهاب....
استيقظت اليوم التالي وذهبت الي الجامعه.. وهناك جلست علي الدرج منتظرين البروفيسور... اما هذه المره فقد دخل ومعه شخص!! كنا جميعا متلهفين لمعرفته... ثم قام البروفيسور قائلا:معنا اليوم طالب جديد يدعي بيتر نيثان....
لا تصدقوا فقد اصبح افضل صديق لي... كان اذكي واجمل شاب بالجامعة... اصبحنا اكثر من اصدقاء.. وبعد شهرين من صداقتنا دعاني لمنزله وقد سررت بالدعوه ووافقت
عندما دخلت البيت كان هادئا جداا كان بسيط لكنه رائع إلي أن ظهرت والدته السيدة لورين نيثان... كانت امرأه رائعه اظن انني وقعت باعجابها.. لا تضحكون فهي امرأه جميله فعلا.. دخلت غرفة بيتر واعجبتني كثيراا.. بيتر رسام موهوب.. جذبني في غرفته آلة عود.. ثم سألته علي ما إن كان يعزف عليه.. كان رد بيتر انه ليس ملكه وانه ملك اخته ڨيونا ونصحني بألا اعبث بها لأنها صديق ڨيونا المقرب!!
كن نتحدث ثم سمعت صوت عراك في الخارج وكلما اقتربت كان الصوت يقوي مما كان قبل... ثم خرجت فوجدت السيدة لورين والسيد نيثان كان صوتهما عالي وكل منهما يلوم الاخر محذرا اياه.. بالفعل كرهت هذا البيت فكان العراك او التشابكات عدوي بالنسبة لي في الحياه فأنا لا اؤمن بهذا المنطق ابداا...
ثم استئذنت من بيتر وقلت بأنني سأزوره عندما تهدأ الاوضاع...
رجعت البيت و تمنيت ألا يتعارك آل نيثان مرة أخري...
قابلت بيتر في اليوم التالي.. وفتح الموضوع أمامي بأن كان لديه أخ ولكنه أصيب بفيروس خبيث أودي بحياته ومن هذا الوقت و علاقات الاسره مضطربه.. اثر فيّ ذاك الموقف كثيرا واحزنني  اكثر.. وليهرب بيتر من فوضي عائلته كان يأتي معي الي منزلي..
_صديقي سيمون هل وقعت في الحب يوما ما؟
=هههههه ما هذا السؤال!؟ ومن منا لم يقع في الحب يا بيتر.. كانت مراهقتي حافلة بمثل هذة القصص
_هل أنت جاد!! وبالنسبة لك هذا ما تسميه الحب؟!
=لا أفهم! هل من توضيح؟
_غدا يمكن للأيام أن توضح ذاك لك!!
لم أنسي هذا الحوار أبدا قد تسرسب الي عروقي ودخل في جوف عقلي متمنيا أن يتضح ليّ ذاك المفهوم الغامض!!
كنت جالسا بمفردي يوما ما علي درج الجامعه لم أذهب الي الراحه الجامعيه... ثم رأيت ظرف يريد أحدهم ان يدخله عبر النافذه.. ظننته في البداية انه احدي رسائل الشباب لحبيباتهم حتي رأيت تلك النسمة نفسها التي رأيتها تحت قطرات المطر.. نهضت مسرعا نحو الظرف وفتحته فكانت رسالة غريبه جداا...
"انا اغرق يا بيتر انقذني... لا اريد ان اعود الي المنزل"
جعلت أسئلة الكون كلها تتجمع داخل رأسي.. هل لها علاقة ببيتر؟ هل تريد منه شيئا؟ هل هي طالبه في هذة الجامعه وانا لا اعرف أم ماذا؟.... لا اعرف لما كنت مهتما كثيرا بهذا الموضوع ولكنني أسرعت الي بيتر حتي يزيل الغطاء عن أسئلتي المبهمه...

نسمة ضائعة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن