"Café"
أُحِب العبور في مقاهي بلدتي و أتذوق من كل مقهى رُبع كوب.. أُحِب اللحظات المتعلقة في جُدرانها و أُحِب رائِحة البُنّ و ضياع عطور الزائرين بين رائِحة القهوة .
...
" في حبه شيءٌ من الجنون . "
كيف ؟
" أمام مرأتي ، بين كتبي ، في حقيبتي ، في خزانتي ، في رائحة عطري . "
ماذا في كل هذا يا سيدي ؟
" أراه ، أجده ، أضع صوره ، أخبئه ، أشتم رائحته ."
محظوظٌ هو .
" بل مُتالم أنا . "
في حَديث عابر مع غريب، في مقهى بعيد، أتذكر جيداً رائِحة القهوة
ممزوج بعبير مرور إحداهن.. مع رائِحة المطر، لا أتذكر ملامح من كان يُحدثني جيداً ولا تفاصيل المَكان..
ولكن أذكر أخر حديثنا حين قال :
الحُب الذي لم نُخطط لمجيئه، لا ينفع معه موعد نِهائي.موسيقى فرنسية، قهوة ذات رائِحة لذيذة، مقهى هادىء جداً وأحاديث الغُرباء في هذا المقهى وصوته الذي باغتني حين هَربت منه في مامضى، لأجده يُلقي التَحية ويقدم القهوة ويجلِس أمامي، مُجددًا.
" إذًا.. لقد مَر وقت طويل، ماهي أحوالك؟ "
إرتشف كوب قَهوته لترتسِم إبتسامة طفيفه على وجهه
" لا بأس.. بخير، رُبما. "" ما رأيك بالقهوة؟ "
" سوداء ثقيلة مُرّه لا يوجد بِهَا سُكر، كما في السابِق.. "
أغمض عَينيه مُحاولاً التذكر.. لتعود بِه الذاكره تدريجيًا قبل سنة تحديدًا.فقط ٢٤ ساعة قطعت بين أمل اللقاء وحقيقة وجوده
اليوم أعود لأتحسس الطرقات .. كُل الطرقات التي قطعناها سويًا، لكني اليوم أقطعها وحيدًا، أدقق في زوايا الطُرقات محاولًا تذكّر أطراف أي حديثٍ بيننا .. كعادتي لا تسعفني الذاكرة !
سعيدٌ بالإطمئنان .. وأشتاقك.كُنت أراقِب المقهى مِن الأعلى، كان مُمتلىء بضجيج الغُرباء..
لفت نَظري فتى عشريني ذُو شَعر مُبعثر وقميص غير مُزرر وعَينين ناعستين ، يديه معّقُودتان خلّف رأسه في وضعيه المُستلقي ، ويراقب العالم بالمقلوب .
تقدمت إليه بِبُطء.. أنزلت رأسي ليُقابل وجهه، حرك حدقة عينيه لتستقِر أمام عيني
" أنت مَالِك المقهى.. صحيح؟ "
أومأت برأسي بِنعم.. إستقام بِسُرعه ووقف أمامي، كان مُبتهج جدًا
" أنتظَرت هُنَا طوال الظهيره مِن أجل التحدُث معك! "
" مِن أجل العَمَل صحيح،لنتحدَث في ذلك بِمكتبي "
صَعدت السُلم وأنا أسير خَلف مالك المقهى.. في ذلك المقهى الفاخر تعجبت كثيراً من تصميمه الباهِر وجدرانه المُزخرفة وقهوته الأصيلة، لكن وجدت نفسي تحنُ للبساطة في مقهى سوق شعبي حيث أجلس على كُرسي متهالك وطاولة عليها أبريق شاي تفوح منه رائحة النعناع.. ترفع رأسك عالياً حيث السماء والهواء.
قاطع حبل أفكاري صوت المالِك.. " لا تبدو مُباليًا "
" أنا حقًا في الحاجه للعَمل بدوام جُزئي "
" سأُسلمك الوظيفه لكِن بشرط.. إصنع لي القهوة ومذاقُها هو من سيُحدد "
سَحب نَفسًا عميقًا قَبل أن يُجيب.. خلل أصابِعه بين خُصلات شعره وأعاد نظره إليّ " لستُ واثقًا.. لكن سأبذل جُهدي "
كُنت أراقبه بهدوء وهو يصنَع حبوب القهوة.. يضعها في وِعاء ثُم يقوم بطحنها.. يقترب بِبُطء ليشتم رائِحتها
إرتسمت على شفتيه إبتسامه هادِئه، بالرُغم مِن بساطة مَظهره كان وسيمًا جدًا..
لون شعره البُني كـَ لون القهوة.. كان جذابًا.
قَطع حبل أفكاري شيئاً ما لفت انتباهي عندما شاهدت عملية تحضير قهوة الإسبريسو أمامي ..
لقد أثارني هذا القدر البالِغ من الشغف الذي أبداه تايهيونق عند إعداد مشروبه بمهارة بالغة، فقد ترك مذاق القهوة الرائِعة لديه انطباعاً لا يُنسى.
جلسوا على طاولة مُتقابلين.. كان ينظُر إليه بتوتُر وهو يُقرب الكأس مِن ثغرة ليتذوق القَهوة التي أعدها، أرتشف قليلاً مِنها وأبتلعها
" هل هِي جيدة؟ "
أغمض جونغكوك عيناه مُتلذذًا بِمذاق القهوة، زَفر تايهيونق بإرتياح عِندما رأى إبتسامه أرتَسمت على وجه جونغكوك تدُل على إعجابة بِما صَنعه ..
" إذًا؟ "
وضع جونغكوك الكأس على الطاوِلة أمامّه وتحدَث. " كانت كقطعَةِ حلوى تذُوبُ فِي فمِي، ولكِن مُرّه.. كما أُحبها تمامًا..
فجأة تلتقي العين مع صاحِب المقهى. على ما يبدو أن التَعبير أثناء التعرُق على جَبهته كان جذابًا
صَمت لثواني.. ثُم أشعل سيجارتهُ وأكمل، " ستبدأ من الغَد،كُن مستعدًّا."
________________
إنتهى.
Have fun guys.
أنت تقرأ
Café. Waiting. Love | VKOOK.
Romanceبِكل تفاصيلك المَنحوتة، أهدابُك التي تُجمّل عيناك فيخجل الجمال أمامَك .. وعيناك هي غابتي التي تُهت بِها فَلا مسارَ لعودتي. رُدني إليك أو رُدني إليّ .. فحِينها، لأن تسألُني عن اسمِي سأقول لَك. " كوبُ قَهوه" __________