رسالة الي السماء

204 1 1
                                    

إلي السماء:

لن أجد من هو أقرب مني إليك يا خالقي....فأنت أعلم أن مشاعري و حبي لم يتخط صدري أبدا وكان كسر ألقيته في بئر مظلمة من الحرمان.

عندما نقر كتفي بهدوء وسألني بصوت رقيق هادئ.."معذرة..هل بإمكانك أدلا لي علي مكتب المدير" فابتسمت بارتباك وأشرت بإصبع مرتجف علي باب المكتب ولم أدري حينها سببا لارتعاشي وبررت ذلك بقوة نبراته ورقي طريقته في المعاملة التي بهرتني وكنت حينها طالبة في سنتي النهائية بكلية الطب وكنت أتمرن بتلك المستشفي وكانت لي عينين ضيقتين ونظارة سميكة الإطار لا تفارق عيني وشفاه غليظة ووجه نحيف وجسد هزيل وشعر طويل في لون الليل الباهت كأنه مغزول من أيام عمري الحزين ..أما هو ..

فعيناه واسعة كأنها بحار من السحر وشعره بني مغزول من خليط من الليل الغامض والنهار الواضح..وملامح وجهه منبسطة وقوامه ممشوق كأنه فارس أخترق احجبة الماضي وأتي ناسيا جواده الأبيض..وسيفه الحاد..وظنت أن إعجابي به سيزول مثل رائحة العطر،ولكن..عندما وصلت لمنزلي الخاوي لم تفارقني صورة شفتاه المنفرجة عن ابتسامة أشبه بزهرة تتفتح لتستقبل رذاذ الماء..و اقبلت علي الطعام بشهية مفتوحة و وكنت دائما ابتلع لقيمات بسيطة لابقي حية اما يومها فشعرت بالحياة ترقص في اوردتي علي الحان نبضات قلبي السعيد..وعندما التقيت به في اليوم التالي بنفس المستشفي التي استلم عمله بها كطبيب متخصص كاد قلبي يطير من بين ضلوعي و سمعت دقاته تعزف علي أوتار الحياة أروع السيمفونيات..فقد كان هو المشرف علي الأطباء الصغار الذين أنا منهم..ولن أصف لك مشاعري عندما وقف يلقي علينا بعض التنبيهات..فقد ارتجفت قدماي..وكادت عيناي تبكي من فرط السعادة..ولم أسمع من كلماته سوى صوته ولم أنتبه ألا بعد انقطاع حديثه..وبعد انتهائه توجه إلي وسألني إن كنت مريضة فأجبت بوهن "نعم لدي بعض التعب"فمنحني ابتسامته الرائعة وهو يقول "إذا استريحي قليلا قبل ممارسة عملك"ورحل وتركني انتفض من الانفعال وقد أصابني بذلك الداء الذي لا علاج له انه "الحب الضائع"لقد أحببت إنسانا لن ينظر لي ولن يفكر بي أبدا فهو من مستوي عائلي رفيع أما أنا فقد حرمتني الحياة من أبوي وأنا مازلت صغيرة عندما انفصلا وتركاني في رعاية جدتي العجوز الفقيرة رحمها الله..مما جعلني انضم لسوق العمل بجانب دراستي لأوفر متطلباتي.. وليس هذا هو السبب الوحيد ..فأنا انسانة هادئة جدا ولست جميلة وكل هذا لن يلفت انتباهه لي..كما انه بالرغم من وسطه الثرى سمعت صديقاتي يتحدثن عن براعته ونبوغه في مهنته..وبالرغم من الحقيقة المرة إلا أنني انزلقت في حبه كقطرة زيت علي منحدر أملس ناعم لا يقف في طريقها الحقائق..حتى ذلك اليوم..بينما كنت أفحص أحد المرضي..وجدت المريض المجاور يصيح هازئا"الله يكون في عونك يا صديقي..فكيف ستشفي وهذه القبيحة هي التي تعالجك..صدمتني الكلمة كأي امرأة ولكن ما صدمني هو صوت ضحكاته التي تعالت خلفي..لقد كان يراقب عملي ويشرف عليه وعندما سمع ذلك الرجل السفيه الذي لا يري في المرأه أي شئ سوي المتعة مثل الاكلة الشهية أو البذلة الأنيقة ولا يرى فيها الإنسان أو المشاعر أو العقل او ان هذه القبيحة قد يجعلها الله سببا في شفائه..لم يعلق أو يوبخ بل ضحك ضحكته العذبة التي سقطت علي مشاعري كأنها سكين حاد مزق فيها ولكنها لم تقف سدا أمام مشاعري ..أو أنها وقفت قليلا لثوان ثم أقتلعها الشلال و أستمر يجري صاخبا قويا هادرا.و في ذلك اليوم تأكدت من أنه لن يفكر بي و لم يفكر بي فلست في نظره الا طالبة قبيحة مذرية ..و بالرغم من انه لم يشعر بروحي المحترقة و كبريائي المحطم..و لهذا قررت أن يظل حبي دفين في صدري لا يعرف به فلو صارحته لنلت من الإهانة ما يفوق احتمالي .ثم كفاني استمتاعي بهذا الحب .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10, 2010 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رسالة الي السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن