في اليوم التالي بدأت أقرأ رواية الشفق وأعجبني أسلوب ستيفاني ماير ، كان اليوم يوم عطلة لم أخرج مع بابا إلى النزهة حيث كان يشاهد مباراة كرة
القدم ، أخرجت مذكرتي وبدأت أكتب فيها ، أبي مات وأمي كذلك ماتت ، لم يبق لي سوى عمي جاك فهو كل حياتي ، إنه لا يجعلني أحس بالوحدة ،
وحده يلاعبني ويشتري لي كل ما أحب أنا لا أريد العودة لأمريكا لكنه أخبرني بأن نفسيتي ستتغير كلما تحدثوا عن الإسلام ، في مدينتا
الصغيرة تطوان الملقبة بالحمامة البيضاء والتي تسمى أيضا تطاون ، هي إحدى المدن المغربية التي يطغى عليها الطابع الأندلسي ، جميلة إلى حد
الدهشة والروعة ، توجد على مقربة من محطات بحرية كثيرة ، وكنت أحب الذهاب إلى مرتيل ليلا ، نتجول فأجد الكثير من الناس يتجولون في
الكورنيش مع عائلاتهم حيث كنت اذهب أنا وبابا جاك . وفي الصباح يذهب إلى بحر واد لا و أو أمسا ، ما أجمل تلك الطبيعة الخلابة ، كنا نفترش
منديلا ونحضر الطعام ونجلس حينا ونلعب حينا آخر، عندما انتهت مقابلة كرة القدم جاء عندي بابا جاك وقال لي ماذا تكتبين يا أميرة، نظرت إليه بعينين
مغرورقتين بالدموع وقلت خافضة صوتي : اكتب شيئا عن مدينة تطوان ، لاحظ حزني وجلس قربي وقال لي : ولماذا البكاء أورورا ؟
- لا أريد الذهاب إلى انجلترا
- لكنه موطنك
- لا ، موطني هنا
- حسنا ، لنخرج ، اتركي المذكرة وكتب الفلسفة ، لم أرد أن أخرج فقام بإزالتهم من بين يدي وقال لي يجب أن أشتري لك ملابس جديدة فسوف تزورنا
عائلة تريد أن تتبناك، هذه العائلة من بين العائلات المقيمة بانجلترا والتي تحافظ على تمسكها بالدين الإسلامي الحنيف ، سوف ترعاك هذه العائلة
المسلمة ولن تجدي إحراجا بين ما تربيت عليه وما ستعيشين عليه ، أكرر عليك يا أورورا إنها عائلة مسلمة سترعاك حق الرعاية وستجدين في تلك
العائلة الأم الحنون والأب العطوف ، ثقي بي يا إبنتي.
- ماذا تقول ، لا لن أذهب
- ليس باليد حيلة ، هكذا حكمت المحكمة وهذا ما قرره القاضي، أعطى الحق للعائلة
سقطت دموعها وقالت : ماذا تقول ؟ هل ستودعني ، لا لن تفعل بي هذا ، أريد أن أبقى في مدينة والدتي
- ستذهبين مع الأسف أميرتي ، إنني مضطر أن أتركك
في الطريق حملني على أعلى كتفيه وبين ذراعيه وقال لي : أخبريني عن الفلسفة يا أورورا ، لم أجبه ولكنه كرر السؤال ولم أحب أن أخدش قلبه