One Shot

1.5K 126 62
                                    

       عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، حصلت على هاتف جديد، لم يكن فاخرا جدا، بل مجرد تلفون عادي،  كانت يومض بضوء احمر كلما تلقيت اتصالا ، او رسالة
      بمجرد ان فتحته وصلتني رسالة لم اعرها اهتماما كبيرا
هو: أحبك
انا: اظن انك حصلت على رقم خاطئ، لول
هو: لا، أحبك
أنا: حقا؟.... اذا من أنت؟
هو: حبكي الحقيقي

      أريت الرسالة لصديقيْ مينا وتاو نحن كنا اصدقاءا منذ الصغر، سخروا مني وبدأوا بتأليف قصص لإخافتي
        تجاهلت رسالة ذلك الرجل الغامض، ونسيت امره، ضننت ان هذا الشخص تودد الى فتاة ،عندها اعطته رقما خاطئا حتى تتخلص منه...

           عندما اصبحت في سن السابعة عشر، اشتريت هاتفا جديدا، من نوع بلاكبيري *BlackBerry* وايضا اصبح لدي حبيب انه تاو ...

          في يوم من الأيام كنت في وسط الحصة، حتى اهتز هاتفي لوجود رسالة، انتظرت حتى استدارت الأستاذة لأقرأ محتواه
هو: أين كنتي كل هذه المدة؟!
انا:من معي؟
هو:اشتقت اليكي حبيبتي ، هل اشتقتي إلي؟
انا: اسفة رقم خاطئ
هو:لا تلعبي معي حبيبتي
انا: هل تمزح معي!... هذا رقم خاطئ ألا تفهم ، و ايضا عندي حبيب
لم احصل على رد منه ... بعد يومين تلقيت رسالة منه
هو: يونا؟
         لقد عرف اسمي لكن كيف؟! اريت الرسالة لحبيبي تاو
والذي اخذ مني الهاتف ليجيب بغضب

تاو: اسمع صديقي، هذا هاتف حبيبتي ، هي لا تعرفك ولا تريد حتى ان تعرفك ، لقد حصلت على رقم خاطئ وان لم تتوقف عن العبث سنخبر الشرطة

      ضننت ان تاو اخافه، لأن الرجل الغامض لم يراسلني بعد ذلك، هذا ما كان يبدو...

****
  عندما بلغت الثامنة عشرة ، حصلت على آيفون جديد، هو لم يراسلني ابدا، وايضا انفصلت انا وتاو، بعد ايام قليلة من انفصالي عنه عادت الرسائل مجددا لازعاجي
هو: اشتقت اليكي كثيرا
فزعت قليلا...يستحيل ان يكون نفس الشخص أليس كذلك؟ ربما كان تاو فقط يحاول اخافتي ، لذا اتصلت به وطلبت منه ان يكف عن ألاعيبه، لكن صوته كان كمن استيقظ للتو من النوم، ونفى امر ارساله للرسالة، ثم انني امتلك رقم هاتفه، ااااه عجزت عن التفكير
اجبت على رسالة ذلك الغريب بانفعال
انا: من معي؟!
هو: انتي تعلمين من أكون، يسرني انكي انفصلتي عنه
انا: من؟!
هو: الوضيع الذي تدعينه بحبيبي، قولك انكي حبيبة يجعلني غاضبا جدا
انا: اسمع يا غريب الأطوار، لا اعلم من تكون ، واذا كانت هذه نوع من المقالب توقف عن ذلك فأنت كبير
هو: اسمعي ايتها العاهرة ، ان رأيتكي مع احد ما سأقتله، انتي ملكي، لكن أتصدقين، رؤيتكي في الليل عندما تفتحين الستائر تجعلني سعيدا جدا، انكي تبدين جميلة جدا
         كنت فوق سريري عندما قال ذلك ، نظرت للستائر المفتوحة لأهرع مباشرة نحو النافذة، لا يوجد اي شخص في الخارج سوى الارضية العشبية، اي احد في على الخارج على الرصيف يستطيع ان يرى غرفتي لكن لا احد موجود!، بلمح البصر اغلقت النافذة واسدلت الستائر لأتصل مباشرة بصديقتي مينا، لم تقصر وجاءت إلي مباشرة ، وشجعتني على الذهاب لمركز الشرطة..
        وصلنا للمخفر، الشرطي كان لطيفا جدا ومتفهما، اخذوا هاتفي ليستطيعوا تعقب هاتف ذلك الغريب، في النهاية وجدو هاتف بلاكبيري قديم مرميا داخل مبنىً غير مكتمل البناء على بعد منزلين من بيتي مع بعض من صوري، كان هذا الهاتف مسجلا باسم رجل مختف منذ أشهر قليلة ، ولم يعثر عليه بعد...
       قمت بتغيير رقم هاتفي منذ شهر مضى، وكل شيء كان بخير، ثم انني عدت مجددا انا وتاو
في احد الليالي ذهبت لحفل ميلاد احد اصدقائي، كان هناك العديد من المدعوين الثملين، من نام على الارضية ومن يتقيأ في الحمام...، لم اثمل لأنني لا احب احتساء الكحول او شعور الثمالة، وكذلك حتى اراقب ذلك الوسيم ذو الشعر الأشقر، انه بارك جيمين اااه ما أوسمه،انه صديقي منذ عام لكنه يعتبرني كأخته، اااه لست مسجلة معك في الدفتر العائلي، غبي، وكم أشعر بالغيرة من اولئك الفتيات الثملات اللواتي تحمن حوله رغم انني مع تاو لكن مشاعري باردة اتجاهه ربما لأنه خانني ذلك اليوم، ااه يبدو انني أطلت النظر الى جيمين، تبا انه ينظر إلي ،علي الفرار بجلدي، قمت من الأريكة راغبة في الذهاب حتى ان الوقت قد تأخر، لكن... أين حقيبتي؟! لقد كانت هنا منذ لحظات، بحثت في كل مكان ولم اجدها، هل سرقت؟!
    رأيت مينا تخرج من الحمام فهرعت اليها لمساعدتي في البحث، في النهاية عثرت عليها في لحديقة الخلفية مرمية بجانب المسبح، اشيائي مبعثرة ، ذهبت انا ومينا بسرعة لجمعهم ، لحسن الحظ مالي وبطاقات إئتماني لا تزال هناك، الشيء الوحيد المفقود هو مرطب شفاهي، وهو شيء غير مهم، ربما فتاة ثملة قامت بإستعارته مني، وبالخطأ اوقعت أشيائي...
      طلبت تاكسي انا وصديقتي، لكن عندما تفحصت هاتفي وجد ان احدا قد عبث به وقام بمراسلة احدهم، تبا لتلك الفتاة ، خطفت انفاسي عندما قرأت المحادثة بينهما
هو: أهلا حبيبتي، انتي لم تكلميني منذ وقت طويل اشتقت اليكي
هي: كيف حالك؟ هل انت منتشي؟
هو:كيف حالك؟
هي: بخير وانت؟
هو:فقط مازلت هنا،وأفكر فيكي كل الوقت، اشتقت اليكي حقا، ألم تشتاقي إلي؟
هي:مضحك جدا، اين انت؟
هو:تعلمين، انا لا استطيع اخبارك فأنتي قد ذهبتي مرة الى الشرطة
هي:الشرطة؟!
هو:هل ظننتي أنني لن أعلم؟ على كل لقد استغرق مني وقتا حتى أسامحكي على ذلك، وكذلك حتى اجد رقمكي الجديد، هل اشتقتي الي؟
هي: هه متؤكد؟!
هو: أرى انكي لستي في البيت الليلة ، الى اين ذهبتي؟
هي: هل تستطيع رؤيتي؟
هو: لا يونا ، انا ارى مكانكي علىGPS ذلك ليس منزلك
هي: نعم هذا منزل صديقي نحن نشرب
هو: هل انتي ثملة؟ انتظريني هناك سآتي إليكي حتى أقلك
بعد تسعة دقائق اخيرا اجابته الفتاة
هي:حسنا، انها مجرد مزحة، انا لست يونا، لقد وجدت هاتفها فقط، آسفة
هو: هل سرقتي هاتف يونا؟!
هي: لا استعرته منها فقط
هو:انا آت هناك على الفور، مالذي فعلته بيونا؟
هي: لم افعل شيئا، لا تأتي هنا ، انت مخيف
هو:سأقتلكي ان آذيتها
هو: اجيبيني، من الاحسن ان تكوني لم تلمسي شعرة منها
هو:عاهرة، انتي الآن ميتة
هي: هل ذاك انت وراء السيارة الحمراء؟
هي: صديقي انت مخيف، انا ذاهبة للداخل
هي: ماللعنة! هل انت الذي هناك؟
هي: حسنا انا مغادرة اغلالسالف69«تهتا77(تتغجى
         كان هناك العديد من الرسائل بهذا الشكل، مزيج بين الاحرف والارقام والرموز، وكأنها تحاول الكتابة وشيء يمنعها، بمجرد ان اكملت القراءة ، اهتز الهاتف في يدي
هو: يونا، اتمنى انكي وجدتي هاتفكي وحقيبتك، لقد اهتممت بالسافلة التي حاولت سرقتهم، لا تقلقي لن تزعجكي مجددا، بالمناسبة مرطب شفاهك طعمه جيد جدا، لا أطيق الانتظار حتى اتذوقه من على شفتيكي
         بلمح البصر اتصلت برقم النجدة  محاولة شرح ما حدث، قمت بتوقيف سيارة الاجرى لآنزل منها، واصرخ وسط دموعي، من هذا اللعنة لما يفعل بي هذا؟ وكانت مينا تحاول تهدئتي، بعد لحظات وصلت سيارة الشرطة
     قام الشرطيان بأخذ افاداتي مثلا بأنه كان يراسلني منذ ان كنت في السادسة عشرة وانني تقدمت بشكوى من قبل ،
      بفضل GPS قاموا بتحديد مكان الهاتف الآخر، لقد كان في حفرة وبجانبه جثة فتاة ثملة، لقد كانت كانغ هينا، لم اتحدث معها سوى مرة او مرتين
حتى لو كنت لا اعرفها، شعرت بالذنب اتجاهها ، احسست ان ما حدث لها كان بسببي انا فقط خاصة بعد سماعي من اصدقائها وعائلة اشياءا جيدة عنها، لقد كانت لطيفة جدا وجميلة، وتوفيت في عمر الزهور بسبب غريب أطوار مخيف لا نعلم حتى من يكون، لازلت اشعر بتأنيب الضمير، رغم ان الجميع قد اخبروني بأنني لست السبب في ما حدث، لكنني جزء منه
       بعد ان مرت ايام على الحادث، اخبرتني مينا بأنها رأت تاو يقبل احد الفتيات في الحفلة، ولم تخبرني بسبب ما حدث للفتاة، قطعت علاقتي به كما أن
ذلك المتتبع صار يفزعني كثيرا، لقد صرت أخاف ان يجدني مجددا ، غيرت رقم هاتفي مجددا واعطيته لمينا فقط وقمت بالانتقال لشقة صديق لي ، نعم انه جيمين، لديه غرفتيْ نوم، وقد كان يبحث عن رفيق سكن لذا اغتنمت الفرصة، ضننت ان هذا هو الاختيار الآمن،  لفترة من الزمن بدأت تعود المياه لمجايها، لكن بعد عدة اسابيع عادت الرسائل مجددا.. وايضا تاو عاد ليترجاني لنزاول علاقتنا ، وان اذهب للعيش معه هو لكنني رفضت

The Stalker||الْـــمُطـَــارِد|| One Shotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن