آلَآمۣۗـۙآمۣۗـۙ عۣۗـۙلَيۣۗہ عۣۗـۙلَيۣۗہهۣۗہ آلَسۣۗـۙلَآمۣۗـۙ

102 6 6
                                    

الإمام علي (ع) هو ابن عم الرسول محمد (ص) و صهره و وصيه و أول إمام من الأئمة الإثني عشر و رابع من وصلت له الخلافة.

الإمام علي (ع) وُلد حسب معظم الروايات في يوم الجمعة ١٣ رجب 23 قبل الهجرة الموافق 29 تموز 599 ميلادي.علي ابن أبي طالب هو الإنسان الوحيد الذي وُلد في قلب الكعبة حيث أن السيدة فاطمة بنت أسد التي كانت تطوف بالكعبة جاءها المخاض أثناء ذلك ولم تجد مكان تعتصم به. فتوجهت إلى الله قائلة:

"رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي. "

عندها انشق جدار الكعبة من الجانب المسمى (بالمستجار) ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى جوف الكعبة، وارتأب الصدع، وعادت الفتحة والتزقت وولدت السيدة فاطمة بنت أسد ابنها علياً هناك. كل المحاولات لفتح باب الكعبة لم تفلح فأدرك الناس أنه أمر إلهي. في روايات أُخرى يُروى أنها لم تجد مأمناً غير اللجوء إلى داخل الكعبة.

من المعلوم: أن للكعبة باباً يمكن منه الدخول والخروج، ولكن الباب لم ينفتح، بل انشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، وحتى لا يمكن إسناد الأمر إلى الصدفة.
والغريب أن الأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى اليوم بالرغم من تجدد بناء الكعبة في خلال هذه القرون، وقد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار، والعدد الكثير من الحجاج يلتصقون بهذا الجدار ويتضرعون إلى الله تعالى في حوائجهم.
في البداية كانت رغبة والدته أن تسميه أسد أو حيدر. و لكن عندما دخلت بيت أبي طالب سماه النبي محمد (ص) الذي كان موجود أيضاً علي.

من بعض ألقابه: المرتضى و أبو تُراب و أبو الحسن و أمير المؤمنين.

الشاب علي (ع) كان الإنسان الوحيد الذي سمح له النبي محمد (ص) بمرافقته إلى غار حراء و كان يحضر له الطعام إلى هناك. كان عمر الإمام علي (ع) تسع سنوات لما تنزل الوحي أول مرة على النبي محمد (ص) و كان أول رجل يعتنق الإسلام و أول من صلى مع النبي محمد (ص) و زوجته خديجة. كان هو الوحيد الذي صلى مع الاثنين لمدة طويلة. حسب الروايات الشيعية كان علي أيضاً بجانب غار حراء عندما أتى الوحي النبي محمد (ص) أول مرة.

ترعرع الإمام علي (ع) في بيت النبي محمد (ص) و رباه بنفسه مباشرة.ابناء على هذا اهتم  النبي (ص) غاية الاهتمام وبذل ما في وسعه في تربية علي (ع) وتأديبه وتقوية نفسه وتوجيهه، وطبع غرائزه على أحسن ما يرام وتعليمه الفضائل والمكارم فأنتجت تلك التربية الإسلامية الفريدة في نفس علي (ع) أحسن الأثر، وتربى تحت ظل الرسول أفضل تربية، واجتمعت فيه جميع المؤهلات للصعود إلى أعلى مرقاة، فاستحق أن يجعله الله نفس النبي في آية المباهلة، وكملت فيه الكفاءة والإنسانية بجميع معنى الكلمة حتى صار أهلاً لكل منحة إلهية وعطية ربانية وصار جديراً بالولاية والخلافة، والوصية، والوراثة، وبكل عظمة وكل تقدير من الخالق والمخلوق، وكل إكبار وإعجاب من الرسول، وتجلت فيه الفتوة والشهامة، والاعتماد على النفس، والإحساس بالشخصية وعظمة النفس حينما قدم لتقبل أكبر مسؤولية في العالم، واستعد للقيام بأكبر مهمة من أقل لوازمها التضحية بكل غال ونفيس.

لما نزلت "وأنذر عشيرتك الأقربين" جمع رسول الله صلى الله عليه الهاشميين، وهم يومئذ أربعون رجلاً، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس ، فأمر عليا أن يدخل شاة فادمها ثم قال: أدنوا بسم الله. فدنى القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله. فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل. فسكت النبي صلى الله عليه وآله فلم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام. والشراب، ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بني عبد المطلب انى أنا النذير اليكم من الله عز وجل، والبشير بما لم يجئ به أحدكم، جئتكم بالدنيا والاخرة فأسلموا وأطيعوا تهتدوا، ومن يؤاخينى ويؤازرني ويكون وليى ووصيي بعدى وخليفتي ويقضى دينى. فسكت القوم، فأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم ويقول على عليه السلام أنا فقال النبي (ص) عن علي: هذا أخي و وصي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب – بإستهزاء - : أطع إبنك فقد أمره عليك. هذه الحادثة هي الأولى التي يعتمد عليها الشيعة في أن الإمام علي (ع) هو الخليفة الأحقي للنبي محمد (ص)بعد نزول الوحي أول مرة. هذه الرواية معروفة أيضاً في المصادر السنية و لكن تفسر منهم بشكل آخر.

في الليلة التي قرر فيها النبي محمد (ص) أن يهاجر من مكة إلى يثرب التي عُرفت فيما بعد بالمدينة كانت قريش قد قررت و خططت لقتل النبي محمد (ص) بطريقة جماعية في تلك الليلة. النبي محمد (ص) سأل الإمام علي حسب ما أوحي إليه أن ينام في فراش النبي (ص) في الوقت الذي استطاع أن يترك اليبت دون أن يلاحظ ذلك أحد. علي (ع) استطاع رد الهجوم عليه. عدا الإمام علي (ع )لم يسمح النبي محمد (ص) لأي أحد آخر أن ينام في فراشه عوضاً عنهُ.

بعد الهجرة أمر النبي محمد (ص) المهاجرين و الأنصار بالمؤاخاة. لكن الاستثناء الوحيد كان أن النبي (ص) اتخذ الإمام علي (ع) أخاً له مع أن كلاهما كان من المهاجرين.

فيما بعد تزوج الإمام علي (ع) من فاطمة بنت النبي محمد (ص). من ذلك الزواج كان أولادهما الإمام الحسن و الإمام الحسين عليهما السلام و زينب و أُم كلثوم. كما توفي ابنهما المحسن في بطن أمه بسبب ظروف مأساوية نشأت من البعض ضدها. الإمام علي (ع) هو الإمام الوحيد الذي كان أباً لإمامين.

لأن الإمام علي (ع) وُلد له من إحدى النساء التي تزوجها فيما بعد بنت سماها فاطمة أحد ألقاب الإمام علي (ع) كان رجل الفواطم لأن كل من أمه و زوجتين من زوجاته و ابنت له من زواجه بعد شهادة السيدة فاطمة (ع كانت تسمى بفاطمة.

كان الإمام علي (ع) بطل المعارك خلال حياة النبي محمد (ص) و شُهر بسيفه ذو الفقار. شارك في كل المعارك دفاعاً عن الإسلام باستثناء غزوة تبوك حيث كان عليه أن ينوب عن النبي محمد (ص) في المدينة. النبي محمد (ص) لم يدع أبداً أحداً ينوبه في موطنه المدينة في جميع المجالات غير علي ابن أبي طالب (ع).

في معركة بدر كان الإمام علي (ع) أحد الثلاث مقاتلين الأوائل. حسب تقاليد القتا ل وقتها تقدم من كل طرف ثلاث أشخاص الذين يُعدون الأقوى في ساحة الحرب. علي (ع) قتل في النهاية اثنين من مقاتلين مكة و هما الوليد و عتبة. كان ذلك مما ثبط عزيمة المشركين الذين خسروا المعركة في النهاية.

في معركة أُحُد وقف الإمام علي (ع) أمام النبي محمد (ص) يحميه و يفديه بنفسه و أنقذ حياته في الوقت الذي حًبُن فيه الكثير من الأصحاب و و حتى أن بعضهم نشروا غدعاء أن النبي محمد (ص) قد قُتل.

مشاركة علي (ع) في معركة الخندق و خيبر كانت النقطة الحاسمة للانتصار في المعركتين.

النبي محمد (ص) قُبيل وفاته شدد و أكد مرة أُخرى في غدير خُم من خلال الخطبة الغراء التي ألقاها هناك على خلافة الإمام علي (ع) له.

لما توفي النبي محمد (ص) تولى الإمام علي (ع) غُسل الميت له. أثناء ذلك و بغياب الإمام علي (ع) كان قد اجتمع بعض الأصحاب في السقيفة و قرروا بعد سجال مشحون جعل أبو بكر أول خليفة. أثناء خلافة أبو بكر سُلبت زوجته فاطمة (ع) حقها و استشهدت بعقب هجوم همجي حصل على بيتهما. خلال الست أشهر التي اعتزل بها الإمام علي (ع) الناس في بيته جمع القرءان على شكل كتاب. كانت حصيلة ذلك مصحف يختلف عن المصحف المتعارف عليه اليوم بأن ترتيب الآيات فيه يأتي بنفس ترتيب نزولها و سُمي ذلك المصحف بمصحف علي.

بعد قتل الخليفة الثالث عثمان ابن عفان أصبح الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين. لما ألغى الإمام علي (ع) بعض الامتيازات التي كان بتمتع بها بعض الصحابة و التي أُعطيت إليهم من الخلفاء السابقين لا سيما المادية منها أُشعلت بسبب ذلك حُروب إسلامية داخلية مثل حرب الجمل بقيادة عائشة بنت أبي بكر و معركة صفين ضد معاوية ابن أبي سفيان و معركة النهروان ضد الخوارج. لقب أمير المؤمنين الذي لا يطلق إلا عليه استغله بعض الخلفاء اللاحقين و استخدموه أيضاً.

بعد حياة مليئة بالتضحية و العطاء و روعة بالبلاغة و العلوم تم اغتيال الإمام علي (ع) في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك من سنة 40 هجرية في أول ليلة من ليالي القدر و ذلك بعد أن ضربه عبد الرحمن ابن ملجم على رأسه المبارك و هو ساجد يؤم الناس  في صلاة الصبح في مسجد الكوفة و تُوفي في 21 رمضان في ثاني  ليلة من ليالي القدر عن عمر ناهز 63 عاماً و هو نفس العُمر الذي بلغه النبي محمد (ص). ابنه و خليفته في الإمامة الإمام الحسن (ع) تولى تغسيله غسل الميت و دثفن الإمام علي (ع) في النجف الأشرف. يعد وقت طويل من استشهاده بُني مسجد فوق ضريح الإمام علي (ع).

النبي محمد (ص) قال في حديث شريف: أنا مدينة العلم و علي بابها
هذا العلم العظيم القدر يجده الإنسان مثلاً في معجزاته مثل معجزة الصخرة.

العديد من الخُطب و النصوص المروية عن الإمام علي (ع) بقيت محفوظة حتى اليوم مثل معاهدته مع المسيحيين و عهد الحكومة لمالك الأشتر و دعاء كُميل. في نهج البلاغة يوجد مجموعة مُختارة من خُطبه و رسائله التي تؤكد ما عُرف عن الإمام علي (ع) من البلاغة و الفصاحة ما أجمع عليها كل من له تضلع باللغة العربية أياً كان دينه و مذهبه أنه لا يفوقها بلافة إلا القرءان الكريم.

أول زوجاته فاطمة الزهراء سيدة النساء(ع) و لم يتزوج غيرها حتى توفيت عنده ثم تزوج بعدها أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ثم تزوج أم البنين بنت حزام الكلابية و تزوج ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلية التميمية و تزوج أسماء بنت عميس الخثعمية. و تزوج أم حبيب بنت ربيعة التغلبية و اسمها الصهباء و تزوج خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفية و قيل خولة بنت إياس و تزوج أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية، و تزوج محياة بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية.

كان له (ع) سبعة وعشرون من الأولاد ذكوراً وإناثاً :  الحسن و الحسين و زينب الكبرى و زينب الصغرى المكناة أم كلثوم و أمهم فاطمة البتول(ع) و أم كلثوم الكبرى و محمد الأوسط أمه أمامة بنت أبي العاص و العباس و جعفر وعبد الله و عثمان، الشهداء بكر بلاء في يوم عاشوراء مع الإمام الحسين (ع)، أمهم أم البنين ومحمد الأكبر المكنى بابي القاسم المعروف بابن الحنفية أمه خولة الحنفية و محمد الأصغر المكنى بابي بكر و بعضهم عد أبا بكر و محمد الأصغر اثنين والظاهر انهما واحد وعبد الله أو عبيد الله الشهيدين بكر بلاء أمهما ليلى بنت مسعود النهشيلة و يحيى و عون و أمهما أسماء بنت عميس  و عمر و رقية توأمان أمهما أم حبيب الصهباء بنت ربيعة التغلبية وأم الحسن و رملة الكبرى و أم كلثوم الصغرى أمهم أم سعد بنت عروة بن مسعود الثقفية و بنت ماتت صغيرة أمها محياة الكلبية وخديجة وأم هاني وميمونة وفاطمة وأمهن: أم ولد (جارية) و رملة الصغرى و رقية الصغرى .

مما قيل في الإمام علي (ع):

- عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ). فرائد السمطين : 1/79 .

- قال محمد بن إسحقاق الواقدي : أن علياً كان من معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالعصا لموسى (عليه السلام) ، وإحياء الموتى لعيسى (عليه السلام). الفهرست : ص111 .

- قال آية الله السيد الخوئي : إن تصديق علي ( عليه السلام ) - وهو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي كيف وهو ربُّ الفصاحة والبلاغة وهو المثل الأعلى في المعارف. البيان في تفسير القرآن : ص 91 .

- قال الدكتور طه حسين : كان الفرق بين علي ( عليه السلام ) ومعاوية عظيماً في السيرة والسياسة ، فقد كان علي مؤمناً بالخلافة ويرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، أما معاوية فإنه لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ) علي وبنوه : ص59 .

- قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ) عبقرية الإمام : ص 138 .

- قال الدكتور السعادة : ( قد أجمع المؤرخون وكتب السير على أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان ممتازاً بمميزات كبرى لم تجتمع لغيره ، هو أمة في رجل ) مقدمة الإمام علي للدكتور السعادة .

- قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ، وأدركها دون أن تدركه ) عبقرية الإمام : ص 138 .

- قال ابن أبي الحديد : أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ، وتملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، والخصائص الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، وخرج أعرف بالحكمة من‏ أفلاطون وأرسطو ، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط ، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، وخرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض .

12 - قال العلامة السيد الرضي : كَان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرِّعُ الفصاحة ومُورِدُها ، ومُنشأ البلاغة ومُولِدُها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مَكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبَقَ فَقَصَرُوا ، وتَقَدَّمَ وتَأَخَّرُوا ، لأن كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، ومن عجائبه ( عليه السلام ) التي انفرد بها ، وأمن المشاركة فيها ، أنَّ كلامَهُ الوارد في الزهد والمواعظ ، والتذكير والزواجر ، إذا تأمله المتأمل ، وفكَّر فيه المُتَفَكِّر ، وخَلَعَ من قلبه ، أنه كلام مثله ممن عَظُمَ قَدَرُه ، ونفذ أمره ، وأحاط بالرقاب مُلكُه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة ، ولا شغل له بغير العبادة ، قَد قبع في كسر بيت ، أو انقَطَعَ إِلى سَفحِ جبل ، لا يَسمَعُ إلا حِسَّهُ ، ولا يَرى ‏إِلا نَفسَهُ ، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه ، فَيَقُطُّ الرِّقَابَ ، ويُجدِلُ الأبطال ، ويعود به ينطف دما ، ويقطر مهجا ، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد ، وبدل الأبدال ، وهذه من فضائله العجيبة ، وخصائصه اللطيفة ، التي جمع بها الأضداد ، وألَّفَ بين الأشتات ) مقدمة نهج البلاغة.

- قال الفخر الرازي : ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه.

- وقال أيضاً : أما إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله ( عليه السلام ) : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار. التفسير الكبير : 1 /205-207.

- قال جبران خليل جبران : إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله. حاشية الشفاء ص 566 / باب الخليفة والإمام .

- ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ، وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسمواً ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم يتضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 .

- وذكر أيضاً : وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحماً ولم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس (الشجاع) ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة وإلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا وعظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي ، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله. شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 .

- قال ميخائيل نعيمة : وأما فضائله ( عليه السلام ) فإنها قد بلغت من العظم والجلال والإنتشار والإشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها ، والتصدي لتفصيلها ، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وزير المتوكل والمعتمد : (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر ، الذي لا يخفى على الناظر ، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز ، مقصر عن الغاية ، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك) شرح النهج لابن الحديد 16/1

آلَآئمۣۗـۙهۣۗہ آلَآثۣۗـۙنۣۗـۙآ عۣۗـۙشۣۗـۙرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن