Part 1

564 61 128
                                    

تحتَ ديجورٍ توّسطه نور البدر مُبدّداً حِلكة ليلةٍ فظةٍ غَليظةً كانتْ على روحٍ بريئة.

مُتقوقعاً على جَسدهِ الضَئيل بينَ ثنايا حِلكة سَقفْ منزلهِ المُهترئ، وأوتارُ الصَمتِ كُسرت حِين تخَللتها قَطراتُ دُموعه.

لِتوه شَهِد رَبيعهُ الثّاني عشر، ورماديّتاهُ بلغَ مِنها الوَهن مُنتهاه وكادَ رَمادُها أن يُنْثر بعيداً عن مُقلتيه.

أكانَ ذَنبه أنْ يُولد بأجنحةٍ كالغِربان؟

"أَيا أُماهْ أينَ السبيلَ لِرؤياكِ؟"

وذلكَ كانَ أول ما نَطقتْ بهِ روحه الضريرة.

تبَعثرتْ خُصلاته الحالكة بِفعلةٍ من كفّيه شديدة الشحوبْ، مُضطربٌ هو ولم يجد لحالهِ سلاماً.

كمٌ من التساؤلاتِ غزَى عَقله في تلكَ اللحظةْ.

أَكانتْ رُوحهُ البَرِيئة مَنْ أَذنب؟
أمْ أنّ ذُنوبه مِنه تتَبرّأ ؟

أهوَ الضَحيّة؟
أمْ أنّهُ الآثِم؟

تَعالتْ شَهْقاته حِينما لمْ يَمْتلكْ جَواباً لتِلكَ الحَيرة المُهلِكة.

رُبما عَلى جَسدهِ أنْ يُواري الثّرى.
و تُحلّق رُوحه للثُريا.

لَكن قَلبه يأْبى، والخَوفُ يُسيطرْ.

"أيا ملاكاً لستُ أبْتغي أنْ تَرحلَ بعد!"

"من تكون؟" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن