الجانب المظلم من العالم

البارت الأول

كانت حاشرة نفسها بزواية غرفتها المظلمة ، حاطة يدها على راسها بألم ، وعيونها الواسعة ذات العدسات السوداء سواد الليل والرموش الكثيفة قد اغرقتها الدموع ، وجها الأبيض شاحب وكأن الدم مسحوب منه وواضح عليه التعب والارهاق ، كانت قاعدة تتذكر كل شي صار وهي تحس بالذنب والألم لأنها ما قدرت تسوي شي كانت تتذكر كل الي صار وكأنه كان قبل دقايق مو اسابيع.

قبل اسابيع...

كانت راجعة من السوق مع صديقاتها ، جالسين في السيارة وداقينها سوالف وضحك ونكت واحيانًا يسخرون من بعض المواقف المحرجه الي صارت معهم في السوق ، كانت تملك صديقات أو أكثر من الصديقات تعتبرهن خواتها الي ماجابتهم امها ، صديقات عمرها المقربات من قلبها وكنا ثلاث ، العنود الجريئة القوية ، والريم الهادية مهما كانت المواقف ، وهديل الطيبهة والخوافة ، كان الوقت تسع بالليل وكالعادة راجعين من الطريق المختصر الي كل ما طلعوا أي مكان سوا مشوا منه مع أنه مهجور ومخيف بس متعودين ، وبينما كانوا يسولفون وقف السواق فجأة. 

تفاجؤا ليش وقف؟؟ ، فقالت العنود بعصبية وبصوت عالي:"ليش وقفت فجأة بغيت تطيرنا !!".

رد السواق وهو متوتر:"مادام أنا مافي اقدر سوق عشان سيارة قدام".

تفاجؤا اكثر لأنه نادرا ما تمر السيارات من هنا لكن الريم قالت له بهدوء:"روح شوف مين وليش واقف بطريقنا".

كان السواق خايف بس جاوب:"حاضر مدام" ، وخرج يشوف مين هم.

ولما راح دارت محادثة بين البنات ، هديل بخوف:"انا خايفة لا يصير شي قلبي مو متطمن حاسة أن في شي بيصير".

ردت ليلى بطلة قصتنا بستهبال:"لايكون قلبك رادار لتنبوء وانا ما ادري".

انزعجت هديل وقالت بغضب:"ترا أنا ما امزح! ".

لكن الريم قالت عشان تهديها:"لا تخافي ان شاء الله ما رح يصير شي يمكن ناس سيارتهم متعطلة".

العنود وهي تمسك عضلات يدها الي اصلا مو موجودة وبغرور:"وحتى لو صار شي أنا رح ادافع عنكم فلا تخافوا".

ليلى وهي بستهزاء:"خفي علينا يا جون سينا".

ضحكوا على تعليق ليلى وسكتوا شوي ، قالت هديل بخوف:"ما لاحظتوا أن السواق تأخر".

وبعد ما قالت هديل جملتها الي كانت بدايةالجحيم ، أن فتح باب السيارة فجأة ، وظهروا شباب باين أنهم مو ناويين على خير ابدا.

أما البنات انفجعوا فصرخت العنود بعصبية:"مين أنتم؟ وأيش تبون منا؟ ووين السواق؟!!".

رد واحد منهم وهو يبتسم بخبث:"مين حنا؟حنا شباب زي أي شباب بالعالم ، وأيش نبي؟ نبي نتسلى ووين السواق؟ والله سواقكم بعد ما شبع ضرب قدر يهرب وخلاكم".