ج 8 و 9

128 1 0
                                    

#مذكرات_سجينة@ys@shالجزء8 :

عادت هيفاء إلى مكانها وسألت عن صحة درة فأخبرتها الحارسة أنها سمعت من البعض أن حالتها مستقرة وستبقى في المشفى لفترة وعندما دخلت لمكانها إستقبلتها سيماء وزادة برشاش من الكلمات المستفزة والتعليقات ...

سيماء : هاقد وصلت ملاك الرحمة ذات القلب الحنون .

زادة : أهلا أهلا بالممرضة الشجاعة لم نعلم أن لديك مواهب طبية لن نحتاج طبيبة السجن بعد الآن .

سيماء بسخرية: رأسي تؤلمني هل لديك علاج ههه .

وقفت هيفاء تنظر إليهن بصمت وعندما سكتن تقدمت خطوة للأمام ونظرت إليهما وقالت : أولا شكرا على الإطراء والمديح الذي وصفتماني به وأنا لا أستحق مثل هذا الإطراء لأن مافعلته كان أمرا طبيعيا و كل شخص لديه ذرة إحساس وضمير كان ليفعل مثلي لكني لم أعلم أنكما تجدان ذلك غريبا ومميزا عندكما ...أما مسألة المواهب فكل إنسان لديه موهبة معينة فمثلما أنا لدي موهبة العناية بالمرضى لدى غيري مواهب في الخداع والتلفيق التهم للآخرين والكذب وصيد الحيوانات وحشرها في الخزائن ...أما صداعك الذي تعانين منه أيتها المسكينة أنصحك بعمل غرغرة عشر مرات كل نص ساعة وهكذا تشغلين عقلك بحلقك وتكفين عن التفكير بغيرك .

علت أصوات الضحك في المكان وفشلت سيماء وزادة مرة أخرى في الرد على هيفاء .

نزعت هيفاء وشاحها وفكت شعرها الأشقر فتناثر فوق أكتافها وغطى ظهرها وكانت السجينات يسرقن النظر إليها وكانت تلك أول مرة يرون شعرها منثورا إذ كانت تربطه دائما تحت وشاحها .

إقتربت أسماء من خلفها وأمسكت شعر هيفاء وقالت : أي جمال هذا الذي تخفينه عنا أليس حرام أن يدفن مثل هذا الجمال بمكان كهذا !!

إلتفت هيفاء نحوها وقالت مبتسمة : وما فائدة الجمال إن لم كن الحظ حليفه ...أحيانا يكون الجمال نقمة على صاحبه ياصديقتي .

جمعت هيفاء شعرها وأعادت تسريحه وربطه وجلست على سريرها ترتاح ،فجلست أسماء بجانبها صامته وكأنها تنتظر شيئا فنظرت إليها هيفاء وقالت :أنت تنتظرين بقية الحكاية أليس كذلك ؟

أسماء : حزرت وقد نفد صبري من الإنتظار ...هيا أكملي وصلنا عندما كنت تسيرين وحدك في الشارع ووجدت مجموعة من الرجال ينظرون إلى الجريدة ويتحدثون عن أمر ما فأثار فضولك .

هيفاء : أجل ..وليتني لم أرى ما رأيت كانت صورة لجثة فتاة ملقاة على الأرض وجدتها الشرطة على بعد حيين من منطقتنا تحت الجسر كانت الجثة مزرقة وقد مضى عليها يومين حتى أن الكلاب قد مزقت بعضا منها كان المنظر بشعا جدا ..أتعلمين لمن كانت تلك الجثة ؟

أسماء مصدومة : يا إلهي مستحيل !! لاتقولي ذلك .

هيفاء :بلى للأسف كانت رشا صديقتي وأختي الحنون عندما رأيت الصورة صدمت وسحبت الجريدة والكل يحدق بي وأنا أنظر إليها أكاد لا أصدق ماتراه عيناي، كانت صدمة قاسية جدا وعيون الناس تراقبني لكن صاحب الجريدة ظن أني متخلفة عقليا وصرخ في وجهي ودفعني أرضا وأخذ جريدته وإبتعد وأنا في حالة ذهول ..وقعت أرضا لكن سقوطي نبهني إلى الواقع الذي أنا فيه رشا ماتت ولن تعود أبدا لن أنتظر عودتها بعد الآن لن أنام إلى جوارها أو أضمها ..كانت الدموع تسيل على وجهي وأنا أسير شاردة مذهولة عما حولي سرت طويلا حتى حل المساء وأظلمت الدنيا بما فيها كظلمة حياتي ...سرت بغير هدى كان الشارع طويل طويل جدا ومعتم والهواء بارد يدخل القشعريرة لجسدي

مذكرات سجينهWhere stories live. Discover now