بطلٌ في حربْ ...

1K 56 28
                                    


"هلْ كُنتَ متفاجِئاً عندمَا سمعتَ عن تمثيلِ زميلكَ فِي الفرقةٍ سابقاً هارِي ستايلزْ في أحدِ أفلامِ المخرجِ العظيمْ كرستُوفرْ نولاَنْ ؟"  سألتهُ المذيعةُ بغيرِ علمٍ عنْ كُلِ تِلكَ الندوبِ التِي عادتْ رطبةً بعدَ سؤالهَا ،  ابتسمَ بسخريةٍ ، يبتلِعُ غُصتهْ ، توجهتُ عيونُ فريقهْ لصديقهِ أولِي لعلهُ يعينهمْ بحلْ ، لكنهُ فقطْ أعادَ نظرهُ للوِي بخيبةْ ، إن أرادَ أن يبوحَ بمَا يجثمُ علَى قلبهْ علَى الهواءِ مباشرةً فِي القناةِ الإذاعيةِ لسكانِ بريطانيَا أجمعْ فهوَ لن يوقفهْ ، "حقيقةً كُنتُ سأتفاجئُ إنْ لمْ يتجهِ لعالمِ التمثيلْ ، فهوَ ممثلٌ بالفطرةْ ، قُدرتهُ علَى التمثيلْ مبهرةٌ حقاً ، لكنْ كُنتُ سأفضِلُ لوْ أُسديَ لهُ دورٌ آخرْ فأنَا لا أراهُ كبطلٍ في حربْ " كانَ صوتهُ ساخراً لاذعاً أختَتَمهُ بضحكةٍ مصطنعةْ ، بعدَ هذَا السُؤالْ تحولتْ إجاباتهُ لبضعٍ كلماتٍ بالكادِ تُفهمْ .

تحدثتْ كُلُ صحفِ الفضائحِ عن هذَا اللقاءِ الغريبْ و الإجابةِ المبهمةْ .

 " (لا أراهُ كبطلٍ فِي حربْ ) أكانَ حقاً يمازحٌ صديقاً أمْ يسخرُ من عدوْ ؟"

"جُنَونُ قاعدةِ جماهيرِ المُغنِي الشابْ (لويسْ توملينسونْ) بعدَ تصريحهِ المبهمْ عنْ زميلهِ السابقْ في الفرقةْ (هارِي ستايلزْ) "

"بعدَ أنْ أدلَى بِذَلِك التصريحِ الغامضْ ، يختفِي المغنِي (لويسْ توملنسونْ ) وكأنمَا ابتلعتهُ الأرضْ "

"إشاعاتٌ عنْ علاقةٍ خلفَ ستارِ الليالِي العابرةْ في النوادِي الليليةِ الفارهة ، هلْ كانَ المعجبونَ علَى حقْ ؟"

تنهدَ آدمْ يحاولُ إخمادَ نارِ غضبهْ ، بعددِ السنينِ التِي تعاملَ بهَا مع مُغنينْ لمْ يرىَ بعنادِ لوِي ! يحتاجُ خبرةً خاصةْ لعقلهِ المتحجرْ ، " أتعلمُ بمَا أوقعتنَا يا لوِي بإجابتكَ المبهمةْ؟ سألتكَ سؤالاً بسيطاً ، لَما وجبَ عليكَ أن تصنعَ منهُ ألفَ سؤالٍ جديدْ ؟"

"قدْ فعلتُ و أنتهَى يا آدمْ ، لن أستطيعَ استرجاعَ م نطقتُ بهْ ، و لكنْ أتعتقدُ بأنِي إنْ ظهرتُ معْ فتاةٍ جديدةْ ستُحلُ المشكلةْ و يعمَ السلامُ العالمَ من جديدْ ؟" ختمَ جملتهُ ساخراً  ، "علَى العكسِ تماماً بهذَا الفعلْ أنا أوثِقُ شكوكهمْ ، لذَا لا و ألفُ لا " صر آدمْ على أسنانهْ فهو لا يعلمُ كيفَ يحلُ الموضوعَ بغيرِ هذهِ الطريقةْ ! 

طرقٌ خافتٌ قاطعْ السكونَ الموترَ ، "أدخلْ " نطقَ آدمْ ، حينهَا أطلَ بجسدهِ الممشوقِ من البابْ ، و كمَا اعتادَ لوِي ،فاتنٌ و سامْ .

ألتفَ عنهُ لوِي بعدَ أن أعطاهَ نظرةَ استحقارٍ تخالفُ ما يشعُرُ بهْ ، انتفضَ قلبُهْ شوقاً لهْ و لصوتهْ  ،لكنهُ لمْ يلنْ بل زادَ غيضهُ و حسرتهُ على ذاتهْ ، ألهذهِ الدرجةِ يحبهْ؟، بسقَ كلماتهِ التِي لم يستطعْ أن يحبسهَا أكثرْ " ممثلٌ بارعْ تستحقُ جائزةَ الأوسكارِ بجدارةٍ !" .

"هل يمكننِي الدخولْ ؟" سألَ هارِي بِأدبٍ كعادتهْ ، "تفضلْ " ما إنَ نطقَ بهَا آدمْ تحركَ لوِي من مكانهِ بغضبْ ، " إياكَ و الخروجْ ! لقدْ قمتَ بإقحامهِ معكْ ، لذا يجبُ أن تحلاَهاَ معاً توقفَ لوِي ناظراً لهُ و الشررُ يتطايرُ من عينيهْ " لا و اللعنةْ أفضلُ أن أخرجَ معَ إحدَى الُلحَى علَى أن أفعلْ " ثمَ سارَ متخطياً هارِي  ليخرُجَ صافعاً البابَ .

ابتسمَ هارِي ابتسامةً جانبيةْ فعلَى مَا يبدُو أنّ صاحبَ العينيّنِ الفاتنتيّن لمْ يتخطاهُ بعدْ ، مَا إنّ لمحَ آدمْ ينظُرُ إليهْ حتَى بدَلَ ملامحَ وجههِ مدعيًا الحزنْ ، و كمَا وصفهُ لوِي هوَ ممثلٌ بارعْ ، فسرَ هارِي نظرةَ آدمْ لهْ ، شفقةْ ، يظنهُ مجروحاً مفطورَ القلبْ ، لكنهُ لَا يفقهُ شيئاً ، قالَ آدمْ بعدَ صمتٍ ليسَ بطويلْ " أحقاً لمْ تُحبهُ يا هارِي ؟ ألمْ ينبضّ قلبكُ لهُ و لو لمرةٍ واحدةْ ؟" أخذَ هارِي نفساً داخلياً فهذَا دورٌ يحتاجُ لمهارةٍ و دقةْ ، أغمضَ عينيهْ بشدةٍ ليتنفسَ نفساً مهزوزاً ، ثمَ قال ْ بصوتٍ بدَا علَى حافةِ البكاءْ " ليسَ لكَ الحقُ يا آدمْ فِي أن تسألنَي كهذَا السؤالْ !! لمْ تقاسِي مرارةََ علاقتنَا التِي رُبمَا بدتْ لكَ مثاليةْ ، لكنكَ تنظُرُ فقطْ إلَى السطحْ ، لمْ تخضُ كلَ الصعابِ التِي خضناهَا ، لمْ أُحِبّ شخصاً يوماً كمَا أحببتُ لوِي " توقفَ برهةً ثُمَ قالْ " لا ألومهُ علَى كُلِ الإشاعاتِ التِي تسربتْ بسببهْ فأنَا منْ بينِ الجميعْ أعلمُ عُمقَ جُرحهْ " بدَا صوتهُ في النهايةِ متحشرجاً و كأنَهُ يترددُ في حلقهْ مختنقاً ، اختتَمَ المسرحيةَ بتغطيةِ عينيهِ بذراعهْ ، إلقاءِ الأخرَى بإهمالْ ، و الخروجِ بسرعةٍ من البابْ ، هذَا يا أعزائِي هوَ هارِي ستايلزْ المُمثلُ المُحترفْ .

بطلٌ فِي حربْ ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن