الفصل الاول

111 6 5
                                    

تركيا ، العاصمة انقرة
الساعة 10.00 am
~
" emin misin ? "هل انت متاكد ؟
ضغطة واحدة على الزر المعروض في شاشة كمبيوتري الشخصي تحقق لي حلمي الذي انتظرته خلال مسيرتي الدراسية ، ولكن هذه الضغطة غير قابلة للتغير مدى الحياة .
"Evet " موافق
والان يمكنني تعريف هذه الضغطة البسيطة ، لقد كنت طالبة واصبحت طالبة جامعية ،لقد كنت في انقرة وسأصبح قريبا في اسطنبول ، لقد اصبحت مهندسة معمارية .
لا استطيع وصف مشاعري جيدا في هذه اللحظة الجميلة التي اتمنى ان لا تنتهي ابدا ،
الجميع حولي ،
الجميع يثق بي ،
وبصفتي كشخص كان يقرأ حتى في المواصلات العامة فلم يكن من الصعب علي ان انجح بتفوق .
،
"فقط اتمنى ان ارى وجه ديميت الان" تحدثت اختي بصوت عالي وهي تقفز بفرح مرات متتالية  وبجانبها والداي التي لم تفارقهما الابتسامة الى الان ،
يمكنني القول ان ديميت كانت منافستي وبالفعل كانت منافسة قوية لكنها احيانا تزعجني بغيرتها وتحريضها للطالبات ضدي ،في الحقيقة استطيع حذف كلمة احيانا واضع بدلا منها دائما ،
ديميت احرزت معدل تنافسي قدره 95,6
بينما انا احرزت معدل 97,4 ،
مرتبتي الاولى بينما هي الثانية ،
ولذلك استطيع القول ان اختي آسومان سعيدة لانها تكره ديميت كثيرا .
"آسومان انتي سعيدة لأن ديميت ستشعر بالغيرة ام لأنني حققت حلمي ؟ " قلت لأختي وانا اقلب عيناي ،
همهمت قليلا ثم اردفت
"الاثنان معا "
،
" هل ستذهبين الان ، انا لا استطيع تحمل الابتعاد عنكِ كل هذا الوقت"  قالت امي والدموع بدأت تتلألأ من عينيها ، ومع ذلك اعلم كم هي سعيدة من اجلي ،حضنتها بقوة .
"توقفي عزيزتي ما زالت الجامعة لم توافق على قبولها" قال ابي لتهدئة امي وهو يضحك فاجابتهُ امي بثقة واستهزاء
"وكأنهم لن يقبلوا بها"
ضحكنا جميعا ،
اعلم جيدا بأنهم سيشتاقون لي كثيرا وبالطبع ساشتاق انا اكثر،لكن مستقبلي ينتظرني ،واهدافي ستتحقق رويدا رويدا ،
الحماس الذي بداخلي الان لا يستطيع أي شخص اطفائه لا بتعكير مزاجي ولا باثارة غيظي ،

الان انا ملكة اللحظة فقط !
،
بعد شهرين
الساعة 08:00 pm
الموقع : في غرفتي العزيزة
،
لقد كان اسبوعا شاقاً لكنه كان مليء بالاثارة والمرح لقد استمتعت كثيرا مع عائلتي وتعبت كثيرا من الحفلات ، والاجمل اظن بأنني تلقيت هدايا اكثر من الاطفال في الاعياد  ،كل هذا لأجل توديعي فلقد حان الوقت لتهيئة وحزم معدات السفر ،وقد اقترب وقت ذهابي لاسطنبول ، اكره الوداع لأنني لم اجربه من قبل .
،
وفي اليوم التالي كان والداي يساعداني في نقل الامتعة الى التاكسي ، فلقد طلبت منهم بأن لا يرافقاني الى المطار لأنني اعلم جيداً ان امي لا تستطيع مفارقتي وربما اذا جاءت معي ستغير رأيها ولن ترسلني ، هذا مضحك لكنه حقيقي ، ودعت الجميع جيدا
والاهم من كل هذا كأس الماء التي رمته امي خلفي وهي تتمنى لي الحظ الجيد ، فهذا ما احتاجه !
،
لقد كانت الثواني التي ارى فيها عيون اهلي تحدق بي ،ايديهم التي تلوح لي والسيارة التي انا بداخلها تبتعد عنهم، هي اطول ثواني مرت في حياتي ، لا انكر بأنني قد شعرت بالحزن بقدر شعوري بالفرح .
لكن رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة !
اليس هذا ما يقولون ؟ فأنا علي ان اجتاز هذه الخطوة .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 12, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

love is loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن