سليمان المنوفي قدم من بلدته الصغيرة في المنوفية لقاهرة المعز حاملا معه ما كسبه من بيع إرثه من والده حسن المنوفي ،قيراطان زراعيان دخلا كردون المباني فباعهما و لم يقترب من ذلك الفدان الذي يعد من أجود الاراضي ،و يقع بجوار أرض العمدة جاد ياسين ، در القيراطان علي سليمان مبلغا كبيرا جدا وقتها تتساءلون بالتأكيد لم ترك المنوفية و نزل للقاهرة
فعلها بحثا عن الانجاب بعد مرور فتره خمسة سنوات علي عدم انجابه من زوجته سكينه كان حلم حياته أن يكون له نسل من حبيبته ،فأشار عليهما العمدة جاد الذي كان صديقا لسليمان بالنزول للقاهرة فمجال الطب هناك أوسع و أرحب
ما كان سليمان ليترك بابا الا و يطرقه فهو يتوق للإنجاب من سكينه و لم يستمع أبدا لمن قال له اتركها و تزوج غيرها كان يحبها جدا و عندما نزل القاهرة ووجد أن طريق العلاج سيطول فضل المكوث في القاهرة اشتري منزلا بأسفله دكان و اتخذ من المنزل سكنا و افتتح في الدكان بقالة لخدمة المنطقة ،
المنزل كان منزلا قديما يتكون من بدروم و دكان و دور أول به شقه كبيره و دور ثاني و السطوح
سكن في البدروم هريدي الصعيدي الذي كان يعمل بالمعمار و زوجته هنيه و أولادهم ، و سكن سليمان و سكينه بالدور الاول ، و الدور الثاني سكن به سالم المنجد ونعمات الدلالة زوجته وولدها صلاح ، أما السطوح فكان به غرفه للشيخ مغاوري ،و الباقي تربي فيه الطيور
بعد معاناة طويله كتب الله لسكينه الانجاب ورزقه الله بفتاه أسماها سمرا لفرحته الشديدة بمقدمها و كانت سمرا اسما علي مسمي فتاة سمراء البشرة جدا ورثت عن والدها سماره و عن والدتها دمها الخفيف.
لم تسلم سمرا من ألسنة الناس منذ كانت في مهدها مع أن ملامح سمرا كانت جميله و مريحه و من يراها تدخل قلبه من أول وهلة إلا أنهم كانوا يعيرونها بلون بشرتها ، عاشت سمرا في كنف والديها المحبين لها أيما محبه لم يدخر سليمان جهدا أبدا في تلبية مطالب زوجته و ابنته و كان دائم الزيارة للعمدة جاد صديقه العزيز لكن سكينه و سمرا لم تكونا تذهبان معه فسكينه تعلقت بصخب القاهرة و بنعمات تقريبا لم تكونا لتفترقا اصبحتا صديقتين عزيزتين جدا و مقربتين من بعضهما
مرت الايام عاديه عندما بلغت سمرا السادسة توفي سالم المنجد و بقيت نعمات وحيده مع ابنها صلاح الذي كانت سمرا تمقته بشدة صلاح كان دائما ما يضايقها و يعيرها بسمارها لم يكن يناديها إلا بالسوداء و دائما ما كان يعترض طريقها عند صعودها لإطعام الطيور و كان سليمان يؤنبه علي ذلك و يدعي البراءة
نعمات كانت ملازمه لسكينه دائما ،تأخذ جوله علي المنطقة للدلالة ثم ترابض في منزل سليمان ولا تغادره إلا علي موعد النوم ،و في كثير من الاحيان كانت تتناول الطعام معهم فهي علي حد قولها لا تحب تناول الطعام مع ابنها وحيدين ،