الفصل الرابع

6.2K 142 2
                                    

قالت ميكي , بحدة وحذر :
(( سأنهي توضيب سلة الطعام .))
قال بصوت عادي:
_"فكرة جيدة , هل تريدين أي مساعدة ؟".
(( لا .))

إنها بحاجة للوقت لتتمكن من استجماع دفاعاتها . فالأمور تخرج من يدها , وهي لا تعلم كيف تتعامل معها , لكن العمل الحالي في يديها سيعطيها بعض الوقت للراحة .
قال غاي بكسل :
(( هذه واحدة سقطت بعيدا .))
والتقط كوبا من علي الرمال وانحنى ليضعها في سلة الطعام .
قالت ميكي :
(( أنا سأفعل ذلك , وسأنتبه إلي كل شيء .))

مدت يدها لتأخذها منه , لسوء الحظ تعثرت وفقدت توازنها وللحظة مد ذراعيه ليمسك بها وهي تحاول أن تبقى واقفة , لكنها وقعت مباشرة عليه .
قالت :
(( أنا آسفة ))
قال وهو يبتسم :
(( وكذلك أنا , أتساءل أن كان ذلك صدفة .))

شهقت وقالت :
(( لا .))
يد قويه من وراء رأسها دفعتها صوبه وهو يقول :
(( بلى كنت أحاول تجنب حدوث ذلك منذ أن رايتك , لكن الحظ يريد ذلك .))
عانقها بقوة وبعد قليل رفع رأسه وقال بخشونة :
(( هناك احد ما قادم .))
منتدى ليلاس
فتحت ميكي عينيها وهي تشعر بالدوار.
قال وهو ينهض عن الارض :
(( انهضي .))
مد يده ليشدها وادركت كم هو قوي لانه لم يبذل أي مجهود حين ساعدها علي النهوض . ما أن ترك يدها حتى قال :
(( لا بد أنني مجنون .))

الاصوات دفعت ميكي للعمل بسرعة . وضعت الزجاجة الأخيرة في سلة الطعام بينما غاي هز الرمال عن السجادة وطواها .
نظرة سريعة إلي الشاطئ أعلمتها أن الاشخاص الثلاثة الدخلاء توقفوا وجلسوا علي الارض وهم يبظرون إلي شيء ما في الرمال . استغلت ميكي تلك اللحظة لتتنفس بعمق.
تمتمت :
(( من الأفضل أن نعود إلي القارب.))

اخذ السلة من يدها المتوترة , ابتسم ببرودة ساخرة جعلتها ترتجف حتى عظامها :
(( صحيح , لقد مضى الوقت لرحيلنا.))
ما أن أصبحا في القارب حتى فتحت ميكي صمام القارب لتتمكن من الاندفاع بسرعة بين الأمواج .

وفي وقت اقصر من أي رحلة سابقة وصلا إلي الرصيف . لا احد منهما تكلم , لكن ما أن نزلا من القارب حتى قال لها :
(( إني آسف , كان علي تقبيلك .))

حركت كتفيها بعدم راحة , لكنها لن تدعه يرى كم هي متأثرة ومشتتة قالت :
(( لا أتذكر أنني صفعتك .))
محاولة أن تبدو غير مهتمة مطلقا .
نظر إليها بعينين ضيقتين وقال :
(( أنت مزيج محير من التماسك والخجل غير المتوقع .
أتساءل من هي ميكي الحقيقية , الساخرة الصغيرة أم الحورية
الخجولة ؟))

شيء ما في صوته جعلها تزداد توترا فرفعت نظرها بشك , لكن لم يكن هناك أي عاطفة في ملامح وجهه. قال وهو يحمل سلة الطعام من علي الرصيف :
(( هيا لنعود إلي الفندق.))
في منتصف الطريق نظر حوله وقال فجأة بصوت قاس ومليء بالاحتقار :
(( هذا المكان كالخراب !))

(( ليس من المفترض أن يكون مكانا مترفا مثل الفنادق الجديدة في باهيا .))
قالت ذلك وهي غاضبة لأنه جعلها تراه من خلال عينيه لان فارويندز كان بشعا بمبانيه المهملة وحدائقه , مما يشكل تناقضا واضحا مع الجمال الرائع الطبيعي الذي يحيط به.
(( ليس من داع للمالك أن يمهله بهذا القدر . يبدو انه لم يصرف عليه أي مال منذ أن أنشاه .))

الجزيرة الساحرة روايات عبير دار النحاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن