1

676 38 17
                                    


.
Seoul•
"أمي توقفي عن الكذب " صرخت بها صاحبة الشعر القصير لينظر لها كل من في الشارع تاركا أعماله متتبعا فضول لتقلب عينها بسخرية على الناس و حبهم للتطفل في حياة الأشخاص و كذلك على غطرسة أمها فلطالما كرهت أنانيتها فهي فضلت زوجها على إبنتها تزوجته بعد وفاة والدها بشهر لتشتعل الاشاعات و تنتشر في بوسان عن كون أمها مثيرة للشفقة و إمرأة خائنة و ان زوجها مات بسبب خيانتها او حتى أنها قتلته لتتزوج شاب بعمر إبنتها " هيرين رجاءً عزيزتي أنا مريضة و أريد رؤيتك إن لم تتمكنٍ من القدوم فأرسلي لي المال لأتعالج" قالتها تلك المسماة بوالدتها و هي تزيف سعالها " أمي إعتمدي على نفسك أعلم أنك تعطين كل أموالي لذلك الحقير العاهر الوضيع الن.." قبل ان تكمل حتى كلمة النذل صرخت عليها بأعلى صوتها كأنها لم تكن تتظاهر بالمرض " أغلقي مؤخرتك اللعينة أيتها العاهرة أخجل أني أنجبت فتاة مثلك " ألا يجب أن أكون من تخجل لحصولها على أم مثلها فكرت بها هيرين و هي تحاول تنظيم تنفسها و منع دموعها فمهما يحدث هي تبقى والدتها حتى لو إستغلتها لتقول بهدوء يناقض ما تشعر به من ألم بداخلها فما شعورك لو تم طردك من منزل والدك و أنت لم تبلغ سن الرشد حتى كل ما في الأمر أنها أصبحت شابة و تخاف أمها أن يتركها زوجها كونها كبرت في السن و لم تبقى الفتاة المثيرة فملامح جمالها خُبِئَت ليحل مكانها التجاعيد " أمي سآتي إلى بوسان و سأسلمك المال و ستكون أخر مرة تريني بها " ليأتيها رد والدتها بسرعة و هي تلهث طمعا في مالها هي الأن فقط تنتظر على أحر من الجمر قدوم مالها " دائما ما تقولين ذلك فقط أعطني المال و إذهبي إلى الجحيم " لتغلق مباشرة الهاتف لتتجه ناحية مقاعد إنتظار الحافلة و هي تفكر في حياتها في مشاكلها فقط لو كان والدها حي لكانت الآن في حضنه في بلدها الأم و أصلها لما تعرضت للتحرش و لما إضطرت للمبيت في الشارع و التشرد لأصبحت الأن طبيبة قلب لتعالج المرضى هي الأن نادلة في ملهى ليلي و عاملة توصيل كل هذا لترسل المال لأمها فهي تعلم بمدى تعلقها بذلك الشاب هو في ال 27 من عمره لما يبقى مع شخص في ال 50 من عمره بينما يمكنه الحصول على شابة كل هذا لانه يعامل معاملة الملوك لطالما تسائلت لما تبقى معه أليس لديها كرامة لتضحك بسخرية على نفسها فأمها تعاملها كأنها بنك و تهينها و مع ذلك هي تعود لها لتعلو ضحكاتها و تملئ الأرجاء رويدا رويدا ليحل مكانها صوت الشهقات جاعلة من بجانبها يظن انها مجنونة لعنت نفسها و لعنت حظها هي فقط تريد الموت ان تعيش و انت غير مرغوب به لأمر سيئ تشعر و كأنك خطأ لا فائدة منك إن لم تحب نفسك فمن سيحبك عليك ألا تهتم بكلام غيرك هي تعلم جيدا معنى هذه المقولة لكنها تضع لكلام الناس أهمية في حياتها لذلك هي تكره نفسها و لا تعلم سبب وجودها بقيت شاردة في أفكارها لتعي أنها فوتت الحافلة لتزفر الهواء بقلة حيلة و تبدأ في السير إلى منزلها بينما في مكان أخر شاب في منتصف العشرينات يمشي بكل ثقة و ٱبتسامة السخرية تعلو وجهه ليصل إلى وجهته نهر الهان و هو يقهقه على غباء الشرطة و يجهز لخطته و ضربته القاضية لنعد لبطلتنا التي تقوم بالحجز لتذكرة قطار من اجل العودة إلى بوسان غافلة أنها آخر مرة لها من يعلم قد لا يحدث شيئ هي فقط أنهت حجزها و اتجهت الى سريرها لترمي نفسها عليه و تقع كالجثة
•In the morning
استيقظت هيرين على صوت منبهها مررة عينيها حول المكان كشخص ثمل و أهلكته هموم الحياة ليستقر نظرها على المنبه رامقة إياه للحظات الى ان أدركت تأخرها في النوم النوم لتبدأ بالجري إلى الحمام تعدل شعرها و تضع قليل من الرائحة لعدم وجود وقت للاستحمام بسبب استغراقها في النوم لتحمل بعدها حقيبة ظهرها و هاتفها و تخرج متجهة ناحية محطة القطار متخدة مكان في مقاعد الانتظار منتظرة قدوم قطارها تدعو بداخلها ان يمر كل شيئ كما مخطط له صعدت فيه و إتجهت لمقعدها لتجد انها بجانب شاب ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهه لتردها له ماهي الا خمس دقائق حتى امتلأ القطار ليبدأ بالتقدم حاملا معه مصير ما يفوق عن 100 راكب مر وقت قليل ليقف بعدها شاب متجها إلى مقصورة في المقدمة يدندن ب تيك توك تيك توك كانه ساعة او قنبلة على وشك الانفجار يمر بعدها على بطلتنا لتسمعه و هو يغني "دينغ دونغ اعلم انك تسمعني إفتح الباب" قهقهت عليه بخفة قائلة " لطالما وضعتها في صغري ضننت اني الوحيدة التي احبها " ليلتف لصاحبة الصوت و يبتسم إبتسامته التي تشبه الأرنب اللطيف جاعلةً من بطلتنا مبتسمة بصدق على اسنانه لتردف بعدها " إبتسامتك تشبه الارنب فلتبقى مبتسم طوال الوقت " فيقوم الاخر بالانحناء لها كشكر على مديحها و يكمل طريقه مردد بكلمات الأغنية ليغلق باب المقصورة و يكمل طريقه تاركا تلك الفتاة تدندن الاغنية بينما الآخر دخل إلى الحمامات جالسا متذكر عفوية تلك الفتاة إلا أنه رأى في عينها إنكسار و ألم حتى إن زيفت إبتسامتها جلس يتذكر ماضيه كيف قُتل والده و والدته امام عينيه كيف تم إغتصاب أمه و أخته حتى والده لم يمنع منهم كل هذا تحت أنظاره لم يزح عينيه أراد حفظ كل المقطع كما يقال خلف كل رجل إمرأة فخلف هذه الحادثة إمرأة عشيقة والده السبب إنتحلت شخصية أمه و إسمها و لعبت مع العصابات ليدفع ثمن خطأ والده عائلة بأكملها إلا هو لطالما أراد أن يكون طبيب ينقذ أرواح الناس لا قاتل يأخد أرواحهم أراد أن يعيش قصة هو بطلها لا شريرها اراد أن يكون محبوبا من قبل الناس لا منبوذ من قبلهم أغلق على صندوق ذكرياته ليصفي ذهنه و ينتقل للواقع المر إرتسمت على شفتيه إبتسامة مجنونة واضعا قناع اسود فوق وجهه مكملا طريقه بينما يده تعبث بمسدس كانه لعبة أوقف عبثه به بعدها وضع كاتم صوت على مسدسه إتجه لمقطورة القيادة فاتحاً بابها بهدوء و نظر للسائق بهدوء قائلا " بينقو " لتقع جثة الرجل بعدها على لوحة التحكم اقترب ببطئ منها ضاغطا على زر ليتبعها بجملٍ ادخلت الرعب لقلوب من هم بالخلف " أهلا بكم يا رفاق كيف حالكم ؟ " ليكمل مهمهِماً " أعلم ان معظمكم بداخله سؤال عن هويتي ؟ حسنا انا عزرائيل الخاص بكم عشاق افلام الرعب سأجعلكم تحظون بفلم خاص بكم من اخراجي و كتابتي " أنهى كلامه بابتسامة جانبية تخفي خلفها ما يكفي ليسبب رعبا لمن هم بالخلف بالعودة لهم فقد توالت شهقاتهم و نظرات ممزوجة بالرعب و عدم التصديق  لما آلت اليه احوالهم غير مصدقين لما يحدث منتظرين خروج الكاميرات و اعلان ان ذلك مجرد مقلب اما لبطلتنا فقظ اغرورقت عيناها بالدموع و فكرة واحدة تجول بعقلها أهذه نهايتي ؟ أسألحق بك أبي ؟ أخرجت هاتفها من جيبها ضاغطة على جهات الاتصال بِغْيَة الاتصال بوالدتها لربما يحن قلبها لفلذة كبدها أكثير طلبها لمحبة ما تسمى بوالدتها ؟ اكثير طلبها الإهتمام أن تراها كطفلتها الصغيرة لا مصدر اموال ترددت بالضغط على الرقم قلبها يجبرها على ذلك و عقلها واقف بالمرصاد له يذكرها بكل اهانة تلقتها أغمضت عيناها زامة على شفتيها مستسلمة لقلبها معطية له الضوء الاخضر بتولي زمام الامور و لا تسير الرياح بما تشتهي السفن فالرد الذي واتاها عدم وجود تغطية التفتت حولها معتقدة ان العالة بهاتفها لتجد الجميع متخبط خائفا حتى ان منهم من قام بكسر هاتفه من الغضب وقفت من مقعدها صائحة بأعلى صوتي تملكه " هل يوجد شخص هنا يملك تغطية " تعالت اصواتهم نفيا اجابة لسؤالها جالت بنظرها على جميع الركاب لعل يتواجد شخص يملك اجابة تريح قلوبهم عادت جالسة لمقعدها تفكر بمقولة لطالما أخبرها بها والدها كل شيء يطرأ على حياتك به خيرٌ لكي فلا تعلم ما يخفيه المستقبل و لتحرصي على التعلم منها لكل مخلوق على الارض عمل يتممه و هدف لخلقه لم تفهم ما الخير فيما يحدث لها منذ خلقها و هي تعاني صرخات أيقظتها من شرودها لتلتفت مقتربة الى وجهة نظر الجميع لعنت فضولها و لعنت والدتها لعنت اليوم الذي ولدت به فما وجدتها لم يكن لِيسر أي ناظر له جثث لاشخاص معلقة على جدار بداية نفق عيونهم مقتلعة هناك من نزعت منه ذراعه و هناك من نزعت من جثته قدمه وجوهمم مشوهة بطريقة وحشية نقش على الجدار " train to busan " بلون احمر قاني اشبه بلون دماء واتتها رغبة كبيرة بالتقيء ليصدح ذلك الصوت مجددا " أعجبتكم ؟ يا رفقا لا تكونو حقودين من فني اعلم انه حرك فيكم بعض المشاعر ، صحيح اعتذر لانقطاع التغطية كما تعلمون هذه حفلة خاصة و انت ضيوفي لم ارغب بأن تتم مقاطعتنا من بعض المتطفلين أليسو مزعجين لمن لا يعرفني من شيمي اكرام الضيف و انتم بضيافتي استمتعو " وافق نهاية كلامه انقطاع بالضوء التفتت حولها بحذر تبحث عن مقعدها لتصطدم بشخص كادت ان تقع لولا امساكه بها همست بكلمات شكر له ليتركها بعد مساعدته لها بتعديل وضعية وقوفه مكملا طريقه اما الاخرى فقد اعتدلت عن فكرة ايجادها لمقعدها الذي بدت لها جنونية بالظلام فهي بالكاد ترى يداها امسكت يطرف المقعد لتبقى واقفة منتظرة عودة النور دقيقة دقيقات و كل ما يصل لمسامعها اصوات تنفسها واتاها صوت تنفس خلفها لتلفت ببطئ خلفها رافعة هاتفها تضيئه سامحة لها برؤية القابع خلفها مكتشفة بذات الوقت هويته صاحب الابتسامة الارنبية لتعقد حاجباها بخفة فهي لا تتذكر وجوده هنا من قبل الم يكن في الامام مالذي اتى به خلفها قطع افكارها صوته و هو يقول " انا اسف اذا سببت لكي الرعب " لتنفي بوجهها تبعه صوتها " لا بأس حقا ، كما انك لست الذي تسبب الرعب لي الان " اختفت ابتسامته تدريجيا ليحل محلها نظرة اقل ما يقال عنها نظرة مختل علت شفتيه ابتسامة جانبية مقتربا من وجهها محددا وجهته ليهمس في اذنها " أ و حقاً ؟ ستكونين ضيفة شرف هذه الرحلة " متيبسة كقطعة خشب انفاسها المضطربة رافقتها دقات قلبها العالية حبات تشكلت في عيناها خائفة؟ اجل هي كذلك تخيلها لنفسها كتلك الجثث المعلقة على الجدار دفعها عنه لتسقط على الارض اغمضت عيناها بقوة منتظرة نهايتها لا تملك شجاعة لمواجهة الموت انحنى ليقابل وجهها و ما يجول بخاطره تلك الفتاة تشبهني بطريقة سيئة نفس النظرة نفس التعابير ردة فعلها تذكره بنفسه القديمة تعيد له مشاعر دفنها مع ذلك الفتى الصغير نظرتها راغبة بالحياة بل و تحارب من اجلها لكن تلك الظروف كلما حاولت الوقوف تردعها و ترديها ارضا كشخص لا حول و لاقوة له لا حيلة بيده يتخدها لتكون طوف نجاته من الغرق كل ما يقابلها ضدها مجردة اياها من كل نطفة امل بقلبها تمدها بالقوة مهيئة اياها للاستسلام هم خلقوه وجعلو منه وحشا ليدفعو ثمن اخطائهم فالحياة تمهل لا تنسى مهما حاولت التناسي ستجدها ترمي في طريقك ما يذكرك بدينك لها و هاهي ذا تلعب لعبتها معه يرى نفسه فيها تجسدت بين عيناه حقيقته والتي هي ذلك الفتى الصغير مقابلا اياه كابوسه الحي هو اخدها بين احضانه خرجت من فمها كلمة واحدة "لماذا؟" " رأيت نفسي بك " انهى جملته بضمها بقوة موجها نظره لساعة يده عاداً تنازليا " خمسة ، أربعة ، ثلاثة ، اثنان ، واحد " مع نهاية كلامه صدح انفجار انهى حياتهم بذات الوقت واضعاً نهاية على قصة حياته آخدا معه ارواحاً لا تُعد ولا تحصى
.
.
.
" هيرين تناولي ادويتك يا صغيرتي حتى تتمكني من الخروج الا ترغبين بذلك " انصدح صوتها راداً على صاحبة الصوت " لا أرغب بتناولهم انا لا أموت و لا أمرض متى تفهمون لقد انفجر قطار لعين بي و مازلت حيةهذا اشد دليل على صحتي دعوني اخرج " زفرت الفتاة بقلة حيلة و ملل ضاغطة على زر ليأتي بعد عدة دقائق شخصان لينطق احدهم " الا ترغب مجددا بذلك " اجابته الفتاة " حالتها لا تتحسن منذ مجيئها طبيب بارك مازالت مصرة على ذلك" انهت كلامها متجهة ناحية السرير لتأخد ملف هيرين مقدمة اياه للمدعو بالطبيب بارك
.
.
.
بالنهاية اتضح ان هيرين مريضة نفسية بمشفى نوبيليو للامراض العقلية هيرين وريثة لمجموعة شركات مصابة بمرض وهم كوتار او كما يدعى بالجثة المتحركة حيث يقتنع المريض بأنه خالد لا يموت لا يمرض لا يشوبه عيب رويدا ينعزل عن العالم لا يتناول طعامه يعرض نفسه لحوادث مقتنعا انه لا يموت تحدث متلازمة الجثمان السائر عادةً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وفي بعض الأحيان جرّاء صدمات نفسية أو إصابات جسدية كحالة هيرين ،هيرين اصيبت كذلك بمرض الوهام اي الامر اشبه بتأليف أشياء يكون الانسان مقتنع بانها حدثت و لا يمكن تغيير ارائهم عنها حتى لو وضعت امامهم ادلة علمية لا تتزعزع أفكارهم أما عن أرنبنا فدعو فضولكم يهدأ فقصته ستتضح قريبا
.....
لنلتقي مجددا في رواية - مستشفى نوبيليو -

Train To Busan || قطار بوسان -مكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن