طفولتي

9 2 1
                                    


حين كنتُ طفلاً , كنت أحب الحياة و أشعر بها , أما الآن اصبحت كائناً من رماد ...

حين كنتُ طفلا ..... اغلق باب الثلاجة بهدوء لأرى الضوء وهو ينطفئ , احاول جعل زر الضوء في الغرفة يثبت على الوسط , اضع الوسائد بشكل عشوائي في الصالون واقفز عليها و أتخيل أن تحتي حمم أو نهر و أن هذه الصخور ستحميني , أمشي على الرفوف في المنزل , احاول تجنب الخطوط في ارضية المنزل , امشي على علامات الرصيف الصفراء , اصعد درجتان من السلم ثم ثلاث درجات ثم احاول اربع وانجح في ذلك , انزل من السلم بالمقلوب , انزل من السلم بيدي , اقفز من السلم من مكان مرتفع , اصعد و انزل من السلم بالقفز , اتزحلق على الدرابزين , اضع فراشاً ناعماً على درجاته ثم اتزحلق ، في احدى المرات التف الفراش حولي وسقطت وكسرت يدي , اصنع سيفاً أو ميكرفون من العيدان أو الورق المقوى , ارتدي ملابس ابي وملابس امي الداخلية , اغير اسمي واقول لعائلتي ان تناديني بالاسم الجديد ولا يفعلون ذلك وانا نفسي انسى الامر بمرور الوقت , اجلب كل ادوات المطبخ واتخيل بأني اشهر موسيقي في الكوكب و أبدأ بالقرع عليها بقوة , حين كبرت قليلاً جلبت مجموعة كؤوس و وضعت فيها الماء بالتدريج من الفارغ الى الممتلئ و طرقت عليها بملعقة واعجبني الصوت , احببت كل الفتيات وكلما ارى واحدة افكر في نفسي و أقول انها زوجتي المستقبلية , اعد النجوم قبل ان انام و قبل ان أتم العد أغفو , اراقب الغيوم و القمر وهم يتحركون , آخذ عصا الممسحة الطويلة و أغمض عيني و أمشي لأرى كيف يعيش فاقدي البصر , أدور و أدور في مكان واحد و أحد الكبار الموجودين يقول لي : كفى لقد أصبتُ بالدوار , وانا استغرب من ذلك ! من المفترض انني انا الذي اصاب بالدوار وليس هو , اجلس على مائدة رمضان قرب والدي كي يأتي كل الطعام أمامي و انا مرتاح , أجمع عيدان المثلجات و اصنع منها شكلاً هندسياً ثم ارمي الشكل الهندسي على الحائط فأحطمه ! , اجمع علب البيبسي و أكون منها هرماً و انفخ على الهرم فينهار , اغرز قلمي في الممحاة و أحياناً اغرز القلم في الممحاة لأصنع مطرقة و اطرق على رأس زميلي الذي يجلس بقربي , أرسم بهدوء وروية وكأنني رسام أصلي وحين انتهي ترمي امي لوحتي الفنية في القمامة ! , جلبت الكثير من الألوان المائية في صغري , وابلل الارض و الورقة و ملابسي و تصبح الورقة ممزقة و غير ملائمة للرسم فأرميها و اذهب الى المرآة و اضع لوجهي ماكياجاً منها , أرتدي الأندر فوق البيجاما و أشد حول عنقي قطعة قماش مربعة الشكل و أقفز من فوق الأريكة متخيلاً نفسي سوبرمان , اجلب مضلة و اقفز من فوق الاريكة واحب ذاك الشعور "حتى الان افعل ذلك" , اغسل يديَّ جيداً بالصابون و لفترة طويلة ولا اغسله بالماء بل اتركه حتى ينشف على يدي , اغسل يديَّ جيداً بالصابون و أذهب لأضعها أمام مكيف الهواء حتى تنشف و أعتقد بعدها ان يداي قد تعقما كلياً , احشر نفسي في جلسات الكبار , أتظاهر بالنوم حين يأتينا ضيوف "افعل ذلك حتى الان" , أرمي القداحة الى اعلى بقوة وعندما تسقط تنفجر كنت احب ذلك الصوت , اقص الاوراق واصنع منها نقوداً , ادخل كيساً في قدمي و أضل اقفز , أقص مقدمة شعري ((( أتساءل لم كنت افعل ذلك , لِمَ لَم اقصص شعري كله لماذا المقدمة فقط ؟؟))) , الصق صوفاً او شعراً حقيقياً على ذقني وفوق شفتاي وادعي بأنها شواربي , أركب المكنسة وأطييييير , عندما ارى سيركاً في التلفزيون اذهب لأمي لتضع لي ماكياجاً كالمهرجين , أتصفح المجلات بحثاً عن صور فتيات جميلات , أجلب ورقة وقلماً و أكتب الكلمات المتشابهة في النغمة ثم انضم شعراً و اجعل الكلمات هي القوافي , بعد رؤيتي لكارتون دكستر أو جيمي نيوترون افكك أي جهاز الكتروني و لا اعود لتصليحه , ولا اعرف كيف يتم تصليحه اصلاً , ارمي تفاحات صغيرات او كرات و اشكل منها حلقة كمهرجي السيرك و من اول رمية يسقطن جميعهن , اشتري صيصان ملونة و تموت بعد ربع ساعة من شرائها ...... #يتبع  

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 26, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

طفولة خرقاءWhere stories live. Discover now