حقيقة العالم

ما الذي يحدث في العالم ايتها السماء الجميلة المرصعة بالنجوم , ربما الآن الكل نائم و يحلم بأشياء جيدة ....

+ لا يا "نوستان" ! لأنك الان مرتاح و سعيد تضن ان جميع من في الكون سعداء مثلك , تحسب ان الجميع يدلل عينيه بالنظر لنجومي و يترقب الشهب ...

ـ آآ حقاً ! , اتمنى لو كنت سماءاً لأرى كل الكون ....

+ استطيع أن احولك الى غيمة صغيرة تستطيع أن تطوف بالكون كله و ستعود لـ "نوستان" في الخامسة فجراً ......

ـ هيا إذاً ....

_ تحولت الى غيمة صغيرة جداً وضبابية الى حدٍ ما , غيمة سعيدة ومرتبكة , غيمة يخالجها شعور كذلك الشعور عند الاطفال عندما يقبلون على تجربة شيءٍ جديد كأول يومٍ لهم في المدرسة , ذهبت في الأزقة المظلمة كانت هادئةً هدوء الموت وفيها نسيمٌ عليل ضللت ادور في العالم رأيت فيه : أرملة ببيت صغير وحولها أطفالها نيام , جالسة تعد النقود و تقول "اوه إنها لا تكفي , لا تكفي لمصاريف دراسة ابنائي و دفع اجار المنزل و الطعام و الملابس و الدواء و غيرها , ربما تكفي فقط لشراء قطعة خبز صغيرة نتقاسمها بيننا ! , لا لا بينهم فقط , و نظرت لأولادها و ابتسمت ببؤس ...... حطام على الطريق سيارتان متصادمتان أحداهما لشاب كانت جميلة وجديدة من السيارات ذوات المحركات الألمانية و سيارة اسعاف و سيارتي شرطة و بعض الاشخاص حول السيارتين و دماءٌ هنا و هناك ...... كادحون يغرقون في النوم من فرط الجهد الي بذلوه لكسب لقمة العيش " كل المجد لهم" .........طفلٌ في العاشرة يشاهد افلاماً خلاعية ........ طفلٌ هزيل و شاحب يضربه رجل سمين لانه لم يتسول جيداً , ولم يجلب له قدراً كبيراً من المال لإرضاء بطنة و عاهراته ....... أناسٌ لا يتحركون ولا يحلمون ينامون في هدوء , ولا يتنفسون ؟؟؟!!!! , حتى اقتربت , تبين انهم ليسوا سوى جثث , لا بأس ستعلم عائلتهم بالامر صباحاً ..... رجلٌ في الثلاثين من عمره يرقص بجنون هو وزوجه على اغنية "بابار فيل" ....... مجموعة سُّراق يتسلقون الأسطح ....مرضى قاطنين في المستشفى يئنون , أطباء يغازلون الممرضات .... قبور هادئة ... كلاب تعوي ...... أطفال تُغتصب ...... ثكالى تنتحب ..... طيور تحتضن صغارها و ترقد في هدوء ...... صراصير تتجول ....... طيارون لا اعلم ماذا بهم لكنهم ليسوا على ما يرام ........ بحارة تغني ........ شاب منزوٍ في زاوية الغرفة يدخن بكثرة و يحتسي القهوة و يحيطُ عينيهِ ليلٌ مظلم ! ...... عاشقان يهمسان ..... فتاة تبكي ...... رجل اصلع يسرح شعره المستعار ليستخدمه صباحاً ........ شاب يمسك بيده ملقط نسائي و يركز في المرآة بشدة ....... طالبة تقرأ بجد ........ سجين يُعذب ...... رهائن تبكي ....... جندي يراقب على الحدود ....... مهربي ممنوعات يتجولون في الازقة المريبة ........ زقاق مظلم فيه مجموعة مشردين أشقياء مهمشين ... سكارى تترنح ..... شرطة تتجول ...... حفلات عربدة ليلية يترنح فيها الرجال و ترتفع اصوات قهقهة العاهرات ........ أدركت أن الصباح اقترب حين سمعت ضجةً في فرنٍ مغلق فانتابني الفضول و دخلت فرأيتُ الخبازين يحضرون الخبز قبل الإفتتاح صباحاً ..... 5:00 العودة ...... !