رواية
احببتك بصمت
تصدمنا الحياة احينا ... عندما تظهر لنا جانبا منها ... في البداية ننظر لهذا الجانب وعلى اساسه تبنى تصرفاتنا ... ولكن يبقى جزء غير ظاهر لم نره ... وربنا هذا هو الحزء .. هو الحقيقة !..
على اراضي مدينة الضباب تبدأ الحكاية ... في احد العمارات ... وتحديدا في شقتي المتواضعة ...
استيقظت على صوت الاغاني التي تشغلها صديقتي اللبنانية ... كانت اغاني فيروز ...
قمت بنشاط لسماع هذه الانغام ...
جلسنا نتناول الفطور ...
قلت لها : متضايقة وايد المصروف مو قاعد يكفيني مادري شسوي .
- طيب بدكياني دورلك على شغل.
- شنو اتشغل ؟.
- هلأ بندبرلك .
- طيب حياتي .
- يلا انا هلأ رح روح مشان مقابلة الشغل .
- الله يوفقج حياتي .
اولا سأعرفكم عن حياتي قليلا ... اسمي نوران .. عمري ٢٥ عاماً ... امي سعودية وابي قطري ولكنها انفصلا عندما كان عمري ٥ سنوات ... ذهبت مع امي السعودية ... اخذت بعثة للدراسة في لندن .. درست ادارة اعمال .. لم اشأ العودة لذلك الوطن الذي يحرم كل ما هو حلال ... كرهت القيود كثيرا ... بقيت هنا منذ تخرجي وامي كانت تبعث الي مصروفي .. لانها تعمل مدرسة شرعية ... ولكنها بعد ان تزوجت برجل اخر اصبحت تبعث الي سرا ...
وها انا ابحث الان عن عمل ... لم اكن اعرف ان بسبب هذا العمل ستتغير حياتي ...
قصدت المكتبة لاستعير بعض الروايات التي تشغل معظم وقتي ... دخلت المكتبة لم يك الرجل العجوز موجود كعادته ... بل كان هناك شاب يبدو من خلال ملامحه انه عربي ... كانت المكتبة هادئة جدا ... قطع الهدوء رنين هاتفي ..
اجب بصوت منخفض : الو.
- نونو تعالي لقيتلك شغل .
قل بصوت عالي : صج!!.
- اه يلا تعب ع العنوان الي رح ابعتبكياه بمسج .
- طيب طيب جاية .
هممت بالرحيل دون ان استعير شيئاً ...
اتجهت للعنوان الذي ارسلته لي سالي ... كان منزل فخما جدا ... بل يبدو قصر ..
دخلته وانا اتلفت حولي لجمال حديقته ... اتصلت بسالي واخبرتها وانا اسير في الحديقة : بسرعة اطلعيلي استحي ادش وانا ماعرف حد.
- اوك .
خرجت وقابلتني عند مدخل المنزل ... سألتها بتوتر : يلا فهميني شسالفة !!.
- شوفي هاي عائلة السفير القطري ... هو يبي مربية لعياله .
- لا والله تبيني على اخر عمري اصير مربية!!.
- بيعطوكي راتب كتير منيح .
- وليش انتي ما اشتغلتي؟.
- عشان بدهم وحدة خليجية .
- ممممممم.
- يلا لا تخجليني قدام الزلمة .
- هو داخل !!.
- لا مديرة البيت جوا ... لبنانية بس قديشها حقيرة مبينة .
- ليش !!.
- تحكي من منخارها .
- هههههههههههههههههههه.
- يلا تعي معي .
دخلنا الى المنزل وانا اشعر بالتوتر ... كان المنزل فخم جدااا ... دخلنا غرفة الضيوف حيث كانت تجلس السيدة ( الغثيثة ) ... كبيرة في السن ...
جبسنا امامها ...
- انتي شنو اسمك ؟.
- نوران سعد.
- اديش عمرك ؟.
- ٢٥ سنة .
- شو دارسة ؟.
- ادارة اعمال .
- اشتغلتي ابل هيك مربية؟.
- لا .
- مبدئيا انا موافقة .
ابتسمت لها فقال : انتي وين ساكنة ؟.
- مع رفيجيتي في شقة .
- لا بدك تسكنة معنا .
نظرت لسالي اخبرتني عن طريق عينيها انه يجب ان اوافق ...
وافقت ...
- خلص اتفقنا بكرة تعي وتبلشي ... وبعرفك ع الولاد.
- طيب .
عدنا للشقة كنت اجهز اغراضي في المساء ...
- واااي سالي وايد خايفة بروح اسكن مع ناس ماعرفهم وهاي شعشبونة تخوف .
- ههههههه هلأ هي عنجد تخوف بس ازا بتدايقك انا موجودة فرجيها ههههه.
- ههههههههه .
في اليوم التالي ذهبت الى منزلهم ... اشعر بالخوف والرهبة مما سيحدث لي داخل ذاك المنزل ...
استقبلتني الخادمة وادخلتني غرفة الضيوف ... انتظر قليلا ثم دخلت شعشبونة او مدام زهرة...
- تعي معي فرجيكي البيت .
ارتني المنزل وارتني غرف الاطفال ...
في الظهيرة عاد الاطفال من المدارس ... كانوا اربعة ... اعمارهم مختلفة
...
زهرة : بعرفك على حنين عمرها ١٧ ... و خالد عمره ٨ .. وملك عمرها ٧ سنين واخر العنقود نورعمرها ٤ سنين
انخفضت الى مستوى نور وقلت لها : هلا انا اسمحي يشبه اسمج .
نور : انتي شنو اسمج ؟.
- نوران .
خالد : يعني انتي ثنين نور .
ضحكت لتفكيره وقلت : ايوة انا حبتين منها .
يبدو ان حنين لم اعجبها وقالت : يلا عن اذنكم بروح انام .
قالت زهرة بحدة : حنين ممنوع تنامي قبل ما تتغدي مع ابوكي فاهمة .
نظرت اليها نظرة حادة .. قالت حنين بعدم مبالاة : طيب لما يجي قولولي .
بدأت بالتعرف على الاطفال في الواقع كانوا مرحين جدا معي ... احبوني بسرعة وهذا ما عكس المتوقع ...
دخل والدهم .. ( السفير ) ... نظرت اليه !!.. مستحيل هو شاب ... وسيم بل في غاية الوسامة ... تسائلت عن عمره ...
رحب بي ... في الواقع كان يحمل نفس شخصية اولاده .. خفيف الظل ... وعندما يبتسم دون ضحك تظهر غمازتيه ...
اتجهت معه الى مكتبه الذي يقع في الطابق السفلي ...
جلس امامي على الكرسي الذي بجانب المكتب ..
- طبعا مدام زهرة عرفتج على العيال .
- ايوة.
- حلو ... ابيج اكثر شي تركزين على دراسة نور .. هي توها مادشت مدرسة بس ابيها يكون عندها اساسيات .
- ان شاء الله .
- انزين يلا تفضلي عشان الغدا ... بتاكلين معانا عشان العيال يتعودون عليج على انج وحدة منهم مب تشتغل عندهم .
- اوك .
اعجبني اسلوبه الرائع والبسيط ... متواضع ايضا ...
جلسنا لتناول الطعام ... جلست انا بجانب نور ... كا الجميع يشارك بالحديث ... عدا ... حنين ..
لا اعلم هي مغرور ام ماذا !!...
بعد الغداء اتجهت لغرفتي ... كانت رائعة حتى انها افضل من غرفتي في الشقة ...
جهزت لي الغرفة الخادمة المصرية اسمها رندة ...
سألتها : ليش كل الخدم هني عرب !!.
- لان استاز ادم عايز العيال مينسوش العربي .
- اها.... انزين شفيها حنين جي ماتتلكم !!.
- هي كدة دايما قاعدة في حالها .
- ليش.
- مش عارفة.
- اها .... انزين مستر ادم ك عمره؟.
- ٣١.
فعلا شكله يوحي على سنه ...
مرت الايام والاطفال تعودوا على وجودي ماعدا حنين ... هي دائما بمفردها ... حتى مع اخواتها لا تجلس معهم ...
حاولت ام اتحدث مع السيد ادم بشأنها ... كان يجلس في شرفة غرفة الضيوف .... دخلت الشرفة وقلت : استاذ ادم فاضي اكلمك ؟.
- ايوة تفضلي .
كان يرتدي قميص اسود يزيده رجولة ووسامة ... لا انكر انني معجبة به جداً... بل انني خجولة من النظر لوجهه ووسامته ...
شعرت بالخوف من التدخل في الموضوع ولكنني عزمت ...
- بس بغيت اسألك حنين ليش منعزلة عنكم دايما؟.
تنهد بقوة ثم قال : مادري .
- والصراحة انت بعد ماشوفك تكلمها وايد.
- انا عندي شغل مو فاضي .
- طيب هي ماعندها ربع ؟.
- عندها في المدرسة .
- مممم .
- على العموم لا تشغلين بالج بحنين .
ابتسمت له فبادلني الابتسامة ... استأذنت وذهبت الى غرفة حنين ... طرقت الباب ... اذنت لي بالدخول ... كانت تجلس على حافة النافذة حيث ينسدل شعرها الاسود على كفتها وظهرها ... تنظر عبر النافذة ... اتجهت ووقفت بجانب النافذة ...
- مساء الخير.
- اجابتني وهي مازالت تنظر عبر النافذة : مساء النور .
- شلونج .
- بخير.
- ليش ماتنزلين مع اخوانج تحت ؟.
- مالي خلق .
- انزين شرايج تطلعين مع ربعج تغيرين جو .
- يمكن ادم مايرضا .
تفاجأت وقلت لها بحدة : شنو ادم ... قولي ابوي.
- اوك سوري ... يمكن ابوي مايرضا .
- تعالي نقوله ونشوف رأيه .
كانت مترددة ولكنها طاعتني واتت معي ... كان السيد ادم مايزال في مكانه ... دخلت اولا وتبعتني حنين ...
- استاذ ادم حنين تبي تقولك شي .
التفت ورائه ورأها بقي ينظر اليها مدة ثم قال : خير حنين ؟.
- مممم ... ابي اطلع مع ربعي .
- ربعج من ؟.
- رفيجاتي ماتعرفهم .
- لا اعرف الكل قوليلي هم من؟.
- جوانا ورباب.
- رباب الكويتية ؟!.
- ايوة.
- وين بتروحون ؟.
- بنروح كافيه .
بقي يفكر الى ان قال : خلص ماشي خلي الدريول يوصلج وخذي معاج وحدة من الخدم.
قلت بتدخل : شحقه كل هاي استاذ ادم ماله داعي هي طالعة مع رفيجاتها ماله داعي بس الدريول .
- طيب بس لا تتاخرين .
- اوك .
رحلت حنين وانا بقيت جالسة معه ... اشعر ان كل المواضيع الموجودة في العالم نفذت ... هل سبق وان اردتم الحديث مع شخص ... جربتم كل الطرق لفتح حوار معه ... فوجدت حنين منطلقاً لذلك ...
- ادري انه تدخل بس ليش مني بس ليش ماتسمح لحنين تطلع؟.
- اخاف عليها هي بسن غلط اخاف تتأثر من الي حوليها .
- معاك حق بس انت قاعد تخنقها جذي .
- يمكن بس خوف عليها لا اكثر .
- محظوظين عيالك تخاف عليهم وتحبهم هالكثر.
ابتسم الي وبانت غمازته ...
سألني عن حياتي ... وكيف اتيت الى هذه المدينة ... ثم تجرأت وسألته : انت ليش ماتزوجت للحين اقصد .... صمت شعرت بالاحراج .
اجابني ببساطة وتواضع : ممممم مافكرت .
بقينا نثرثر الى الساعة الحادية عشر ... كان يهز بقدم بان عليه التوتر ..
ادم : كأنه حنين تأخرت .
نوران: حرام من زمان ماطلعت .
كأنه لم يسمعني اخذ هاتفه واتصل بها... بعد محاولات كثيرة منه للاتصال بها ... رمى هاتفه على الطاولة ونهض ...
- هدي استاذ ادم يمكن جوالها خلص شحن.
بقينا ننتظر الى الساعة الثانية عشر ... كنا في الحديقة ننتظرها ... الى ان دخلت السيارة ولكنها كانت سيارة اخرى ليست سيارتهم ... كانت فتاة تقودها وبجانبها حنين ...
ترجلت حنين وهي تضحك ... ثار ادم واتجه اليها بغضب ... كانت تترنح وتضحك ... امسكها بقوة من معصمها وادخلها الى الداخل وهي تسير بترنح ... لحقت بهم خوفا عليها منه ...
اوقفها امامه وقال بصوت عال : وين كنتي .
اقتربت منه ووضعت رأسها على صدره وقالت : ابي انام .
زفر بعصبية ... قلت له : خلها تنام الحين وبكرة كلمها .
- طيب .
حملها وسار بها الى غرفتها ... لحقت به .. وضعها على السرير بدأت هي بالبكاء ... جلست جابنبها على السرير وهو كان يقف بجانب السرير من الجهة الاخرى ...
حنين : ابي اشرب بعد .
زفر ادم بقوة ...
نوران : حبيبتي نامي الحين .
- هو ليش يسوي جي .
قلت لها بدهشة : من ؟.
لم تجب فقط كانت تغط في نوم عميق ... غطاها ادم وخرجنا معا ... وقفنا عند باب غرفتها ...
- شفيها حنين جي !.
- مادري ... بكرة بكلمها واشوف حل للموضوع .
في اليوم التالي استيقظت وانا قلقة عليها بقيت افكر بها ... رحت لغرفتها كانت لا تزال نائمة ... فتحت الستائر حيث اضائت اشعة الشمس الغرفة ...
فتحت عينيها بتعب ... امسكت رأسها بتعب ... قلت لها بابتسامة : صباح العسل .
قالت بصوت خافت : راسي يعورني .
دخلت السيدة زهرة بدون استئذان ... كان يبدو عليها الغضب ...
قالت لي بحدة : لو سمحتي اطلعي برا بدي احكي مع حنين .
رأيت ملامح حنين التي تغيريت وبدت عليها الخوف ... خرجت وقلبي معها ...
بقيت عند الباب من الخارج كي اطمأن ... سمعت صوتها العالي وهي تصرخ بها : انتي وبعدين مع هي فوق ما خلاكي استاز ادم تطلعي !!.. كم مرة قلنالك لا تشربي !!.
لم تجب حنين ...
استرسلت زهرة : بدك تفضحينا انتي بين الناس بتصرفاتك هي !!... اقسم بالله لو رجعتي عملتي هيك شغلة مرة تانية بيكون عقابك شي تاني .
شعرت انا بالخوف فما هو شعور حنين ... لا اعلم هي لماذا تفعل هذا لكن من المؤكد هناك سببا ...
خرجت من غرفتها زهرة ونظرت الي بغضب عندما وجدتني اقف بجانب الباب ... دخلت لحنين كانت في السرير مستلقية ... جلست بجانبها قلت لها : ليش تسوين جي !.
لم تجبني ...
تمر الايام وانا ازداد اعجاب بآدم ... شخصيته تصرفاته .... اسلوبه المتواضع ... كل شئ فيه يجذب ....
جمعنا ادم في غرفة المعيشة كان يبدو عليه انه يريد ان يخبرنا بشئ مهم ....
كنا مجتمعين ... قال بجدية: بتحضر ضيفة لبيتنا تقعد كم يوم ... ابيكم تستقبلونها احسن استقبال ... وتتصرفون معاها عدل .
خالد : من هاي يبة ؟.
- بنت موظف عندي في السفارة ... وبخطبها .
انصدمت !!! سيخطب !!! الجميع صدم ... نظرت لرد فعل الاطفال كانوا مصدومين ... حاولت ان الطف الجو فقلت بمرح : شنو مابتقولون مبروك !!.. اتجهت اليه وقلت له : مبروك استاذ ادم .
صاحفني بفرح ... نهض الجميع وبارك له ... بقيت حنين بمكانها ... صامتة ...
قال زهرة : حنين !!.
نهضت وهي مجبورة ... وصافحته ... قبلها ... انصرفت لغرفتها ...
انصرفت ايضا لغرفتي واشعر ان صدري يضيق .... ليس من حقي ان احبه ... ليس من حقي ان اشعر هكذا تجاهه ...
اتى اليوم الي ستزورنا به الضيفة ... كانت التحضيرات تتم في المنزل بشكل دقيق كأنها اميرة ستحضر ... استقبلها ادم وزهرة وطاقم الخدم عند الباب ...
بقيت انا مع الاطفال في غرفة الضيوف ... دخلت برفقة ادم وزهرة ... كانت طويلة ولكن طبعا ليس بطول ادم ... نحيفة وسمراء ... ثيابها مبهرجة جدا ...
نهض الاطفال ورحبوا بها ... كانت حنين باردة جدا معها ...
جلسنا نحتسي الشاي وهي لا تعطي اهمية لمن حولها سوى ادم ...
كانت مغرورة ... بعد قليل التفت الى الاطفال وقالت : جبتلكم وايد العاب حتى انتي يا حنين جبتلج ثياب .
فرح الاطفال عند سماعهم عن الهدايا ... اما حنسن انفجرت قائلة : مابي شي منج ولا ابي ثيابج ... تحسبين انج تقصين علي مثل اخواني !.
قالت بجراءة شهد : مو مهم اقنعج اهم شي اقنع عياله مو الي تباهم !!!.
نهضت حنين بغضب وغادر الغرفة ... تفاجأت بل صدمت ... حنين ابنته بالتبني !!!!. الهذا السبب حالتها النفسية هكذا .....
في منتصف الليل كنت ذاهبة الى غرفتي .... مررت من جانب غرفة السيد ادم .... سمعت صوت !!!! تأوهات !!!... نامت معه شهد !!!!... الى هذه الحدود علاقتهم معا !!!...
( حنين )
استيقظت صباحا مبكرا ... خرجت الى الحديقة كان الصباح رائع مع الجو الربيعي ... احسست بأحد يجلس بجانبي ... كانت نوران ...
قالت لي : شلي مقومج بدري !.
- مو جايني نوم .
- انا بعد .
- اها.
- ابي اطلب منج طلب .
- تفضلي .
- ابيج تعتبريني رفيجتج عشان احسج وحيدة .
- عادي تعودت على الوحدة .
- بالعكس في ناس وايد يحبوج اخوانج ابوج ... اقصد .
- ههه عادي ... امس عرفتي من شهد الكلبة .
- عيب تسبيها .
- طقعي .
- انزين تعالي نسويلنا ريوق انا وانتي بس .
اعجبتني الفكرة ... ارتحت لنوران جدا ...
اعددنا الفطور ... تناولناه معا ... استيقظ الجميع وحان موعد الفطور المعتاد ...
جلسنا نتناول الفطور جميعنا لاننا لو خالفنا القوانين ستغضب السيدة زهرة ....
كنت اشعر انني اود قتل شهد ... كانت تطعم ادم .. وكأننا لسنا موجودين وهو مستمتع بدلالها له ...
في المساء خرج شهد وادم معا .... اما انا سهرت مع نوران بقيت تحدثني عنها وعن صديقتها سالي ... تمنيت لو انني مكانها اعيش بحرية ... لا احد ولا شئ يقيدني ...
كنا في غرفتي .. رن هاتفي نظرت ورأيت اسمه ...
اغلقت الهاتف وقلت لنوران ..
- انا نعست وايد خلنا بكرة نكمل سوالف .
- اوك حياتي تصبحين على خير .
خرجت من غرفتي ... غيرت ثيابي وخرجت من غرفتي ...
فتحت الباب ودخلت لغرفته ... اقفلت الباب خلفي ... اقترب مني وقبلني بلطف ...
- تأخرتي .
- كانت نوران سهرانة عندي .
قبلني وحملني الى السرير .....
نحن هكذا منذ سنة ... امام الجميع ابي بالتبني ... في الخفاء انا زوجته ... اتذكر كيف حدث هذا
... كانت مر على وفتاة زوجته سنتان ... كان يشرب في منتصف الليل ... كنا نلعب انا وهو الورق ... كنت اشعر بقربه بالامان الذي حرمت منه بعد وفاة والدي ... كان لطيفا معي جدا ... اتذكر قال لي : شرايج نسوي اللعبة احلى !.
- شلون ؟.
- لو خسرتي تطلبين مني طلب ولو خسرت اطلب منج طلب .... انذكر انني كنت اجاهد لافوز عليه ... وفعلا فزت ... قلت له : مادامني فزت خلني اشرب .
نظر الي بصدمة قلت له بمرح وتهور : انت قلت اي شي .
قال بتردد : طيب بس ترا طعمه مر .
- بجرب .
- اشربيه مرة وحدة .
جربت وشربت شعرت ان هناك حرقة في فمي ..
بقيت اقوز عليه واطلب المزيد .... وهو كان يشرب ايضا اثناء اللعب .... لم نشعر بما فعلنا .... استيقظت في الصباح وانا عارية تماما وهو بجانبي عاري على السرير ...
تجمدت من الصدمة ... استيقظ هو ونظر الي بصدمة ...
بدأت بالبكاء والنحيب ... مسح على شعري وقال بهدوء : حنين الي صار شي غصب عنا ... ما كنا واعين .
اتذكر السيدة زهرة عندما علمت ... اتت لغرفتي وهددتني لم تهتم لوضعي ولا انني في عمر صغير فقدت عذريتي مع رجل هو امام الناس ابي ...
اتذكر كلامها : هو رجال من حئو يعمل هيك وهاي اقل شي تقدميه الو ... بيكفي انو خلاكي من عائلة راقية وعايشة احسن عيشة .
مرت الايام وهو يفعل هذا معي ...
استيقظت في الصباح ... كان هو انتهى من الاستحمام ... خرج من الحمام وهو يضع المنشفة على خصره ...
قلت له : خلص انا تعبت .
اتجه الى غرفة الثياب وقال وهو هناك : من؟.
- من هذا الوضع شتبي فيني وانت بتتزوج .
- للحين ماتزوجت .
- ايوة مابقى شي .
- لما اتزوج لنا كلام ثاني .
ارتديت ثيابي وخرجت ... اكرهه ... ماذا يريد مني ان كان سيتزوج ... الم يأن الاوان لعتقي ...
وجدت في طريقي زهرة ... نظرت الي بتفحص ثم امسكت العلامات التي على رقبتي ...
- البسي هاي نك .
- اوك .
رحلت وتركتها ...
كنت اجلس في غرفتي استمع للاغاني ...
تذكرت عندما خرجت مع جوانا صديقتي ...
ذهبنا الى مقهى ...
كان الجو ممطرا نفخت على زجاج النافذي الذي كانت بجانب طاولتنا ... كتبت حرفي
A+H= complicated love
اتت جوانا بعد ان احضر المشروب ...
قالت لي : انتي متاكدة بدك تشربي!.
- ايوة .
- ليش ماتهربي .
- وين اروح .
- اي مكان بعيد عنه .
- ماقدر .
- ليش ؟.
- انا ملكه .
- هو ما اشتراكي .
- بس ماقدر اهده ... ماقدر اعيش بدونه ... مالي مكان غيره ... احس اني ودي اشتكي منه له ... الانسان الوحيد الي احبه والي ابي اشتكيله من همومي ... هو نفس الانسان الي معذبني .
- تحبيه .
- اكرهه بكثر حبي له ... اكره حبي هذا حبي لشخص مايحس فيني ولا يحبني ..... ااااه ... ابي اشرب وانساه .
عدت من هذه الذكريات الى انغام اغنية..
تعبت منك عشان مليش غيرك ولا بستغنى عنك ..
وعشان بحبك مليش مكان في زعله اروحله الا حضنك ... وعشان مليش غيرك حبيب ...
( ادم )
كنت في مكتبي ولكني عقلي وبالي في مكان اخر ... سمعت صوت طرق الباب .. اذنت بالدخول ... دخلت نوران ...
جلست على الكرسي الذي امام مكتبي ...
قالت ؛ ابي اكلمك بموضوع .
- تفضلي .
- حنين شاغلة بالي وايد .
- ليش ؟.
- احس ان السبب الي يخلياها بعيدة عنكم هو احساسها انها وحدة مو من العائلة ... تقرب منها ... حسسها انك مثل ابوها .
- خلص ان شاء الله احاول ... ناديها لي ما عليج امر .
رحلت نوران وبقيت افكر في حنين ... كيف سأتقرب منها .... ان كانت هي تكرهني ... لاتطيق وجودي ...
دخلت حنين المكتب ... جلست على الاريكة ... وقفت عند الباب وقالت : بغيتني ؟.
- ايوة قفلي الباب وتعالي .
اتت ووقفت امامي .. قلت لها: اقعدي .
كانت ستهم بالجلوس بجانبي ولكنني سحبتها واجلستها بحضني ...
قلت لها وانا امسح على شعرها : كانج ضعفانة ؟.
- مادري .
امسكت خدها وقلت : ابيج تمتنين .
صممت... اريد ان اتحدث معها ليس لدي شئ لاقوله كل ما اريده ان تبقى بجانبي ...
بقيت امسح على شعرها وهي صامتة ...
سألتني : متى تروح شهد؟.
- اليوم ... ليش بتوحشج .
- اكرهها .
قرصت ارنبة انفها وقلت : هههه ليش؟.
- انها غثيثة .
- تبيني اتزوجها ؟.
- كيفك .
- انا ابي رايج.
- يهمك؟.
- ايوة.
- انت تحبها !.
نظرت اليها لا اعلم بما اجيبها !!... انا لا احب شهد ولكنها مناسبة لي ... اخاف ان اخبرها ...
- اي احبها .
نهضت من على حضني ولكنني اعدتها بقوة ... قبلتها بحرارة ... ابتعدت عنها كانت هي تلتقط انفاسها .. امسكت بها من ذقنها وقلت : يهمج اذا احبها !.
- لا .... مايهمني .
- خلص عيل انتطريني اتزوجها واعطيج حريتج ... مابقربلج وقتها .
- متى تتزوجها ؟.
- مادري.
- انزين الخطوبة ؟.
- الشهر الجاي .
- عيل هدني بخطوبتك .
خطوبتي قريبة جدا ... لا استطيع ان استغنى عنها بهذه السرعة !!...
قربتها مني وقلت : مني لوقتها يحلها حلال ..
تذوقت عسل شفتيها ... هذا هو همي الان .. هي بقربي ...
( نوران )
في المساء بعد العشاء ذهبت لغرفة حنين ... كانت تستمع لاغاني كعادتها ولكن هذه المرة كانت اغاني مبهجة ... كان ترقص ...
على انغام اغنية we can't stop
رأتني واطفأت الاغنية وجرتني من يدي لنجلس على السرير ..
- خير شنو الي مخليج فرحانة جي!!.
- ممم مادري مودي حلو ... وردي .
- ههههه .
- انتي عمرج حبيتي ؟.
- ممممم حاليا انا عايشة قصة حب .
- صج !!!.
لم اود ان اخبرها تحديدا ولكني كنت احتاج ان افضفض لاحد ....
- يب وشكلي غرقانة بالحب .
- انزين سولفيلي .
- احب واحد بس مو متأكدة ... يعني هو يعالني اوكي بس مادري وشكله بعد يحب وحدة .
- انزين تقربي منه وحاولي تخليه يعرفج عدل .
- شلون ؟.
- تحججي بأي سالفة عشان تبينيله وجهة نظرج بموضوع مثلا فجذي بيعرف شنو شخصيتج .
- مممم حبيت .
بقيت افكر كيف اتقرب منه ...
في الصباح ذهبت للمطبخ لاعداد لي القهوة ... لم يستيقظ احد بعد ...
وصلت للمطبخ رأيته كان يتحسي قهوته ...
- صباح الخير .
- صباح النور .
ابتسم الي فبادلته الابتسامة ... جلس على الكرسي ووضع كوبه على الطاولة وقال : شلي مقومج من وهل جي ؟.
جلست امامه وقلت : مانمت اصلا .
- ليش ؟.
- ماجاني نوم ... انت مو من عادتك تقوم بدري ؟.
- مادري جاني نشاط مفاجئ هههه .
كم احبه دم الخفيف ومزاحه ... اعشق ضحكته ....
- حضرتك وايد تقضي وقت في الشغل ماتقعد مع العيال وايد ... شرايك اليوم نسوي باربيكيو وتقعد مع العيال .
- حبيت الفكرة ... بس لا تقولين حضرتك قوليلي ادم انتي خلاص صرتي وحدة من العائلة .
ابتسمت بخجل ... ( ياخي اعشق هالانسان ) ...
قمنا بحفل الشواء في الظهيرة ... كان ادم يشوي وانا تطوعت ان اساعده كي ابقى بقربه ...
الاطفال كانوا سعيدين ... وانا اكثر سعادة منهم ... كان مظهر ادم وهو يرتدي ( تيشيرت ) احمر بولو على بشرته السمراء حيث تظهر تقاسيم عضلات صدره وذراعه ....
اما حنين كالعادة كانت تضع السماعات في اذنيها وتعيش في عالم اخر ...
تناولنا الطعام وبعد ان انتهينا قلت لهم : شرايكم نلعب سباق والي يوصل اخر شي الفايز هو الي يختارله العقاب ...
وافق الجميع حتى ان بعض الخدم قرروا اللعب معنا ... وقفنا على خط البدء ...
لم اجد ادم .... كان يتجه الى حنين .. يبدو انها لم تشأ اللعب ... لحقت به ... قلت لها : حنون تعالي لعبي معانا .
- مشكورة مابي.
مد يده ادم لها وقال : يلا قومي يالعجوز .
- العب انت مابي .
قال لها ادم بتهديد : متأكدة ماتبين !.
- ايوة .
بحركة سريعة من ادم حملها ... كانت ساقيها على صدره وجذعها على كتفه ... وذهب لنقطة البدء وهي تقلوم وتضرب ظهره كي ينزلها ... كنت اشعر بالفرح لانه تقرب منها ...
حنين : نزلنييييييي .
ادم : بركض وانا شايلج .
حنين : نوران خليه ينزلني !.
ادم : مستحيل انزلج .
وبدأت السباق ... جريت .. وجرى الجميع ... كان يركض وهو يحملها وهي تصرخ لينزلها ...
فازت جيهان الخادمة ... وخسر ادم وحنين
خالد : باب انت خسرت بتسوي شي جيهان بتطلبه .
امسك ادم يد حنين وقال : انا وهي نسوي العقاب .
حنين : انا شدخلني ؟.
ادم : خسرتي معاي.
حنين : انت شلتني غصب .
ادم : جيهان اذا بتحكمين احكمي علينا احنا الثنين والا افصلج من الشغل .
جيهان : حاضر يا بيه .
حنين : لا لا ترا مايصير جي .
جيهان : انتوا حتغسلو صحون الغدا وتوضبوا كل ده .
ضحك الجميع وانا ...
حنين : لا لا مستحيييل مابي .
ادم : خلص موافق .. بنظفه انا وحنين ... الحين الكل يطلع عشان حنون تاخذ راحتها بالشغل .
ذهب الجميع لغرفتهم ولكنا بقينا نراقب عند النافذة ...
( حنين )
بقينا انا وهو في الحديقة وكومة من الفوضى في كل مكان ...
رفع بنطاله الى ركبته ... ثم خلع ( تيشيرته ) وظهرت عضلاته ... بلعت ريقي وتصنعت عدم المبالاة ... اقترب وقال : يلا .
- مابي .
- لتخليني اتهور .
- اذا تتهور الكل بيشوفك ويعرف شتسوي انت ؟.
- ههههههههههه لا مو جي ... بسوي شي ثاني .
قلت بعدم فهم : شنو ؟.
امسك قارورة العصير وافرغها علي ...
شهقت بقوة ... بقي يضحك بصوت عالي ... بدأت الاحقه ... وهي يهرب مني ويضحك ...
ورميت بعض الاشياء ولكنها لم تصبه ...
امسكت بعلبة ( بيبسي ) وافرغتها عليه ...
ادم : انا تسوين فيني جي !.
- ايوة تستاهل ههههههههههه.
- عيل تعالي .
ركضت بعيدا عنه فجرى خلفي ... امسكني من خصري وقربني اليه : ابي اذوق العصير الي كتيته عليج .
- هههههه وخري ريحتك بيبسي .
- ريحتج برتقال .
- ايووووو.
- هههههه .
كان سيقبلني ولكن خرجت نوران وجيهان والخدم ...
جيهان : الله يسمحكو بوضتو المكان اكثر .
ادم : هههههه كله بسببها .
نوران : دشوا تسبحو هههههههههه شكلكم يضحك .
حملني بكلتا يديه وقال : اي هالمجنونة لاز تتسبح .
(ادم )
استيقظت صباحا على صوت هاتفي ... كانت حنين لا تزال نائمة بحضني ...
- الو .
- حبيبي مس يو .
- هلا شهد ... انا بعد.
- يلا قوم بامر عليك متريق مع بعض .
- لا عندي شغل بروح السفارة.
- بليييز عشاني عشاني عشاني .
- طيب ماشي .
- يلا الحين بجي .
- طيب.
نهضت بهدوء كي لا ايقظ حنين ... وقفت بجانب السرير وانا اراها تنام بهدوء ... شعرها ينساب على كتفها العاري ... وجنتيها ...
عدت للاستلاق واحتضنتها وانا امسح على شعرها ... قبلت وجنتها الشهية ونمت بجانبها ...
بعد نصف ساعة نهضت وانا اقاوم نفسي واقاوم الجاذبية التي تجذبني للتمسك بقربها ...
( حنين )
استيقظت على صوت الباب ... نظرت حولي فوجدتني على سرير ادم ... رأيت زهرة تدخل الغرفة وتقفل الباب خلفها ...
- شو بعدك عم تعملي هون ؟.
- توني قايمة .
- كلو منك ... ظلت الانسة شهد تتلفن للاستاز ادم ... كلو منك ..
- انا شدخلني .
- مرة تانية تخلصي شغلة وترجعي غرفتك قبل مايطلع الضو .
نهضت وقلت لها : طيب .
امسكتني من كتفي وقالت : عما تاخدي حبوب.
- ايوة .
- اصحك تنسي وتفضحينا .
- لا ... اي اوامر ثانية!!.
- اه ... اليوم جاية الانسة شهد مشان تتغدى معنا خليكي مؤدبة معها .
- طيب .
ذهبت وتركتها ... اكرهها ... اكرهه ... اكره حياتي ... تمنيت لو انني بعالم اخر .... لمت والدي على موتهما ... لمت ادم عندما قرر ان يتكفل بي ...
( نوران )
عاد ادم عند وقت الغداء ولكن شهد كانت معه ... اكرهها ... اسلوبها ... مظهرها ... كل شئ ... لا اعلم ماذا يعجبه بهذه ؟!!.
جلسنا نتناول الغداء ... كانت هي تثرثر مع زهرة ... نظرت لحنين كانت تقلب اكلها .... لا تأكل منه شيئا ... ويبدو ان شهد لاحظت ذلك ....
قلت لحنين : حبيبتي شفيج ماتاكلين ؟.
حنين : مالي نفس .
شهد : اي حياتي خليج محافظة على رشاقتج ... ان شاء الله بس اتزوج ادم بنظملج اكلج .
- شكرا جسمي حلو ومو محتاجك نصايح من حد.
زهرة: حنين !!.
شهد : صج عقلج مال جهال هههههه .
ثارت حنين ونهضت : كلن يشوف الناس بعين طبعه .
ادم : حنين بس روحي غرفتج .
حنين : يرضيك قاعدة تتمسخر علي وانت عادي !.
ادم : هي اكبر منج مايصير تطولين لسانج عليها .
صرخت حنين : انت اخر واحد ينصحني بعد .
وقفت امامه وقالت وعينه بعينها : اكرهك ان شاء الله تموت لو انا اموت .
صفعها ادم بقوة ...
جريت لاقف بجانبها ... بقيت هي تنظر اليها بعتب ... وقالت له : الحين تطقني قدامهم بس بالليل تجي تصالحني وتبوسخدي هذا الي انت فالح فيه .
احتضنها بقوة وهي بقيت تضرب صدره وتبكي ...
كان يهمس بأذنها : اشششش اسف .
كان يمسح شعرها وهي تقاومه بضعف وتقول : ليش تسوي فيني جذي .
استمرت هكذا حتى رأيت يدها تعتصر ظهره ...
حملها وذهب بها الى غرفتها ...
شهد : بقوم وراهم .
نوران : لو سمحتي خلهم يتفاهمون بينهم .
زهرة : لا خليها تروح تشوفه ... هي وحدة من العيلة .
تبعتهم شهد الى الغرفة ....
( ادم )
وضعتها على سريرها ... وكنت امسح شعرها واقبل جبينها وخدها ...
حنين : ليش تسوي فيني جذي ... انا مالي غيرك ... انت سويت لي عائلة بعد ما راحت عيلتي .
ادم : انتي بعد مالي غيرج .
امسكت يدي بقوة .... اعلم انها لا تحبني ولكنها ضعيفة وتحتاجني ... لا تعلم انني اشد حاجة اليها ... احتاجها حاجة الطفل لوالدته ....
قبلت يدها ووضعتها على قلبي ... ركزت عيونها على عيني ....
- تسمعين قلبي !!.
- اي .
- مادام ينبض عمرج مارح تحتاجين فيه حد ولا حد بقدر يأذيج ... طول ما ينبض مارح اهدج .
- بس بتتزوج .
- انتي قلتي انه مايهمج !.
- انا بس خايفة من زواجك .... خايفة تخليك توديني دار ايتام او تقطني .
- لا تخافين حتى لو مت محد يقدر يسوي فيج حذي .
سمعنا صوت طرق الباب ... دخلت شهد ...
شهد : شدعوة حنون زعلتي مني !!... كنت اتغشمر معاج.
مسحت دموع حنين بطرف اصبعي وقلت لشهد : لا تخافين بس الحلو كانت تبي تدلع علي شوي .
شهد : انزين يلا حبيبي قوم كمل اكلك .
- لا بقعد معاها شوي .
قالت حنين : لا عادي انا بنام .
مسحت على شعرها وقلت : صج !.
- اي .
قبلت جبينها وخرجت ...
بعد ان غادرت شهد ... ذهبت لغرفة نوران ... طرقت الباب فتحت لي وهي ترتدي البيجاما وشعرها ( الكيرلي ) منسدل على ضهرها ... قالت وقد بدا الخجل في وجهها : سوري ادم ماكنت ادري ....
- لا لا عادي ... بس بغيت اطلب منج طلب .
- امر؟.
- الي نطلع مع بعض الحين .
- خلص اوك بس اجهز روحي .
- خلاص انطرج عيل .
بعد ان جهزت خرجنا الى احد المقاهي ...
بقيت صامتا احتسي قهوتي ... قطعت هي حاجز الصنت وقالت : خير ادم بغيتني بموضوع .
- لا والله ولا شي بس احس نفسي مخنوق .
- شلي مضايقك؟.
- وايد اشياء .
- ممممم اولها !.
- حنين شاغلة بالي .
- بالعكس حنين تحسنت شخصيتها ... والحمد الله عرفت الشي الي خلاها احسن .
- شنو !.
- اول شي بسألك مع انها جراءة مني .
- لا عادي .
- جربت الحب !.
- اكيد .
- مع زوجتك ام العيال ؟.
- لا تزوجتها زواج تقليدي .
- عيل انسة شهد !.
لا اعلم ماذا اخبرها !!...
حاولت تغيير الموضوع وقلت : المهم شفيها حنين ؟.
- حنين بنوتة تجنن وكأي بنت في سنها من حقها انها تعيش قصة حب ... وهي شكلها تحب واحد.
فتحت عيني على اوسعهما وقلت بصدمة : حنين تحب واحد !!!. من هذا ؟.
- مادري مارضت تقولي بس مستانسة هالفترة وايد ... يمكن واحد من ربعها في المدرسة .
- مستحيل .
- ليش مستحيل ؟.
- لان اموتها لو سوت جي .
- حضرتك سفير يعني انسان منتفتح ومثقف لازم تراعي سنها .
نهضت بغضب وقلت : خلينا نرد البيت .
عدنا للمنزل كان قد حل المساء ... اتجهت فورا لغرفتها ... دخلت الغرفة واقفلت الباب خلفي ...
كانت تدرس على سريرها ...
اتجهت اليها وانا اتنفس بصعوبة ...
نهضت هي وبقيت تنظر الي ... امسكت وجهها بكلتا يدي وقلت وكأنني اتوسل اليها : انتي تحبين !!.... جاوبيني مابسويلج شي بس قولي تحبين واحد .
- لا .. ليش .
- تكفين قولي الصراحة .
- قسم بالله ماحب ... ليش !.
- نوران قالت لي .
- انا ماقلت لنوران شي عني .... بس كنت اكلمها عن الحب بشكل عام .
احتضنتها وانا اعصر اضلاعها بجسدي ...
- يعني محد بقلبج ... ماتحبين .
- اي.
ابتعدت عنها وقلت : انزين وانا !.
- شفيك ؟.
- مالي مكان بقلبج !.
- امبلى لك .
- شكبره؟.
- كبير .
قبلتني وقالت : خلاص ارتحت !.
- لا ... مابرتاح الا لما تنيميني بحضنج الليلة .
- عندي دراسة .
حملتها وقلت : اشششش .
اشعر ان هناك شئ بداخل حنين ... ربما بدأت تحبني !!!.... لا اعلم مالذي غيره في الاوتة الاخيرة ... تمزح معي كثيرا ... حتى ان علاقتنا تحسنت ... بدأت تتحاوب معي ... تعبر لي بلمساتها انها تريدني ...
اما نوران فتطورت علاقتنا واصبحت اعتبرها صديقة مقربة جدا لي .... تسمعني وتفهمني ...
( نوران )
كنت كالعادة اجلس العصر مع ادم ... نثرثر في عدة امور ....
قال لي : ابي اقولج شي .
- تفضل .
- هديت شهد .
فرحت جدا ... من شدة فرحي قلت له : صج !!!.
- هههه ايوة.
- شلون... ليش ؟.
- ماحس نفسي متوافق معاها ومن ناحية ثانية اخاف تصير مشاكل مع العيال .
- احسن قرار .
- شكلج مستانسة وايد !.
- ايوة ... عشان العيال .
- انزين انتي قوليلهم .
قلت بفرح : من عيووووني .
اتجهت اولا الى غرفة حنين ... هي ستفرح اكثر...
دخلت غرفتها ... وقلت بفرح وحماس : عندي لج مفاجأة !!.
قالت بابتسامة : شنو ؟.
- خمني .
- مادري قولي بليز حمستيني .
- ابوج هد شهد وخلاص مابيتزوجها .
وضعت حنين يديها على فمها من الدهشة وقالت : واااااي اخيرا ... مو مصدقة !!!!.... من قالج ؟!.
- هو توه .
احتضنتني بفرح وقالت : حدي مستااااااانسة.
- انا اكثر منج .
- هههه ليش؟.
- تذكرين الي قتلج احبه !!!... هو ادم .
نظرت الي بصدمة ... انا ايضا خجلت من نفسي ومن تهوري ... امسكت بيدها وقلت : ااااء ... سوري ادي صدمتج.
قالت بملامح حزينة : لا عادي .
- يعني انتي مو زعلانة مني !.
- لا عادي بالعكس .
- انزين حياتي بعدين اقولج التفاصيل ... الحين بروح اقول لاخوانج .
مرت الايام... واليوم هو عيد ميلاد حنين ... اخبرني ادم وطلب مني ان نعد لها مفاجأة ... طلب مني ان اشتري لها فستان للحفلة ... وهو سيتكفل بالباقي ...
ذهبت لغرفة حنين بعد ان اشتريت الفستان ... عندما دخلت اتجهت الي حنين قائلة : شفيكم ماتبوني اطلع برا الغرفة في شي!.
- ههههه ... كم تاريخ اليوم؟.
فكرت قليلا ثم قالت بمفاجأة : يوم ميلادي !!.
احتضنتها وقلت : كل عام وانتي بخير حياتي.
- وانتي بخير قلبي .
ناولتها الكيس الذي له الفستان وقلت لها : البسيه وظبطي روحج ... على الساعة سبعة بجي اخذج .
- مممممم اوك .
( ادم )
كانت الزينة معلقة على جدران غرفة الضيوف ... كيكة الحفل جاهزة ... والجميع ينتظرها ...
دخلت حنين !!... كانت ... لا توصف من روعتها ...
ترتدي فستان لونه ابيض ... عاري الصدر ... ومن الاسفل لونه رمادي ... قصير من الامام حيث يصل الى ركبتيها .... ومن الخلف طويل ...
ترفع شعرها وتسدل بعض من خصلاته الناعمة ...
تمنيت ان يقف الزمن وابقى واقفا ... اراقب تفاصيلها الجميلة ...
قال الجميع : كل عام وانتي بخير .
ضحكت واحتضنت اخوانها ... بارك لها الجميع ...
بقيت انا اقف بعيدا اراقبها ... تفاصيل وجهها ... ابتسامتها ...
بحثت بعينيها عني ... فسرت اليها وانا ابتسم ... ابتسمت لي ... امسكت يدها وقبلت يدها ...
- كل عام وانتي بخير .
- وانت بخير .
سحبتها من يدي وقلت : تعالي نرقص .
امسكت هي بيد نوران وقالت : نوران ... نظرت الي نظرة لم افسرها وقالت ... بابا ... شرايكم ترقصون مع بعض .
احرجتني كثيرا ... فقلت : نوران تعالي نرقص .
بدأت ارقص مع نوران ... وعيناي تراقب حنين ...
كانت تنظر الينا ... لا افهم لم تفعل هذا بي!!..
لم تبتعد عني ... كل مبتغاي هو قربها !!!...
انتهت الحفلة وفتحت الهدايا ... لم تكن هدية بينهم ...
ذهب الجميع للنوم ... اتجهت انا لغرفتها ... فتح لي ... كانت لاتزال ترتدي الفستان ... ولكنها اسدلت شعرها ... فأصبحت اكثر جمال واثارة ... قالت : جوعانة .
ابتسمت لها وقلت : شرايج ناكل كيك ماكليت انا .
- اوك .
حملتها واتجهنا للمطبخ ... اخرجت الكيك من الثلاجة ... اخذت قليلا في الشوكة واطعمتها ...
بدأت اؤكلها ...
- خلاص كل انت .
اقتربت من فهما وقبلتها وقلت : اكاني كليت .
- هههه .
حملتها وذهبنا للغرفة ... قالت : نزلني خلاص صار عمري الحين ١٨.
- لو تصيرين خمسين سنة بتم اسوي جي .
ذهبنا للغرفة. ... انزلتها على الارض ... اتجهت لمشغل الاغاني وشغلت موسيقى هادئة ...
- يلا الحين ترقصين معاي .
- مصر .
- ايوة .
حبيبي ليلة .. تعالى ننسى فيها الي راح
تعال جوة حضني وارتاح ... دي ليلة تسوى كل الحياة ...
مالي غيرك ... ولولا حبك هعيش لمين ... حبيبي جاية اجمل سنين ... وكا مادا بتحلى الحياة
بعد ان قضينا الليلة معا... كنا على السرير ... كنت امسح على شعرها ...
قالت : احنا لمتى بنتم جي !.
- مادري .
- خلص تعبت ... انت مرتاح جي !.
- اي .
- بس انا لا .
اخذت نفسا وقلت : شتبين انزين !.
- ابيك تبتعد عني .
- مستحيل .
نهضت بغضب وارتدت ثيابها... اااه اود ان اخبرها بالحقيقة ... ليتها تعلم انها ماتفعله معي ليس محرما ....
( حنين )
على الرغم ما افعله مع ادم ... على الرغم من كل المعاصي التي ارتكبتها معه ... لم اشعر بذنب كالذنب الذي اشعر به الان ... اشعر بالنذي تجاه نوران ... ساعدتني كثيرا ... وقفت بجانبي. ... وانا بيساطة انام كل ليلة مع الرجل الذي تحبه ...
في هذه الايام اشعر بالدوران كثيرا ... والغثيان .. كنت اريد ان احضر اختبار الحمل من الصيدلية لأتأكد ولكني كنت خائفة من ان يعلم احد ... اشك انني حامل لأن اخر ليلة قضيتها مع ادم لم أخد حبة ...
اظطررت لطلب مساعدة زهرة...
ثارت عندما طلبت منها ذلك ووبختني ولكنني استحملت ...
احضرت الي اختبار الحمل ...
كانت تقف في غرفتي ... دخلت الحمام وانا اتمنى ان تكون شكوكي خاطئة ...
انتظرت ان تظهر النتيجة ... للاسف مثلما توقعت ...
خرجت وقدماي تسير بالحركة البطيئة من الرعب ... بقيت تنظر الي وانا لا استطيع ان اتفوه بها ..
اخذته مني ونظرت بصدمة الى النتيجة ...
جلست على الكرسي ...
رمت الجهاز على الارض وبقيت تصرخ : انتي جنيتي ليش ماخدتي الحبة !.
قلت ببرود: نسيت .
- لك يلعن الساعة الي صرتي فيه وحدة من هاي العيلة ...
بقيت تلعن وتشتم ولكنها في الاخير قالت : بكرة تيجي معي ننزل الي بطنك فهمانة !!!.. ياويلك لو قلتي للاستاز ادم شي .
اجبتها بنفس البرود : اوك.
( ادم )
منذ يوم ميلادها وانا لم اتحدث معها ... ولم المسها ... فكرت ان اعطيها فترة لتهدأ...
هذه الايام يبدو عليها التعب ... لا تأكل .. ووجهها شاحب ... حتى انني اخاف ان اسألها فتثور..
لم انم ليلا بقيت قلقا جدا عليها ... سمعت صوت طرق الباب ... اذنت للطارق بالدخول ...
بقيت انا اشاهد عبر النافذة ... لم ار من دخل ...
شعرت بيديها الصغيرين ... تتسلل بين ذراعيي تضمني .... وضعت رأسها على ظهري وقالت : ابي انام هني اليوم .
استدرت لاقابلها ... مسحت على وجنتيها وقلت :شكلج تعبان .
ابتسمت بتعب وقالت : ابي انام .
حملتها كالطفلك بين يدي واخذتها على السرير ...
لا اعلم ماهو سر بكاؤها ... كانت تشد قمصي ناحيتها وتبكي ...
مسحت بلطف على شعرها وقلت : حبيبي شفيج !.
- ولا شي .
مسحت دموعها وقالت : بكرة بنروح انا وزهرة عشان نشتري اشياء .
- اوك بس اهدي .
قالت وهي تدفن رأسها بصدري : لو انا زوجتك ... كنت رح تجيب مني عيال؟.
ضممتها الي وقلت : اكيد .
ليتها تعلم انها حقا زوجتي ...
استيقظت صباحا لم اجدها بجانبي ..ذهبت للعمل ولالي مشغول بحنين ...
كنت اتصل بها ولكن هاتفها مقفل ... اتصلت بزهرة ..
- زهرة حنين ليش مسكرة جوالها معاج !!.
- اه هي معي بس موبايلها مافيو شحن .
- عطيني اكلمها .
- هي بالفيتينج روم .
- طيب بس تخلص خليها تكلمني .ط
- اوك .
مرت ساعات وانتهيت من العمل ... عدت للمنزل وعند دخولي فورا اتجهت الى غرفتها ...
كانت لا تزال خارج المنزل ...
رأيت السيارة تدخل .. اتجهت فورا الى البوابة ...
ترجلت حنين من السيارة ...
كانت زهرة تمسك يدها ...
سرت اليها حتى صرت امامها ...
كانت حالتها يرثى لها ... متعبة جدا ...
- شفيج !!.. قلتها بفزع .
- ت.. تعبانة شوي .
زهرة: بالطريق استفرغت كتير وكانت دايخة خليها ترتاح شوي .
- انزين بطلبلها دكتور .
امسكت يدي حنين وقالت : ماله داعي .. ودني خلني انام بليز .
حملتها واتجهنا لغرفتها ...
بدأت بالبكاء الذي لا اعلم سببه ... بكيت حتى نامت ...
( نوران )
تعافت قليلا حنين ... مر اسبوعان على مرضها ... زاد تعلقي بادم عندما رأيته كيف اعتنى بها ... كيف كان يسهر بجانبها لايمل و لا يتعب ...
كنا نتناول العشاء معا ... والجميع يضحك عدا حنين عادت لحزنها وعزلتها ...
اتت الخادمة لتقول : استاز ادم ... الانسة شهد عايزة تقابل حضرتك .
قبل ان يقول ادم شيئا دخلت شهد غرفة الطعام ...
نظرت الينا جميعا ... ثم قالت له : ادم ... انت لما هديتني قلتلي ان حنين مو متاوفقة معاي وانك خايف عليها وعشانها لغيب زواجنا ... اشارت على حنين وقالت : بس هي وحدة ما تستاهل ... البنت الي ربيتها ... الي خليتها بنت سفير ... الى صرفت عليها ... اخر شي تدنس شرفك .
نهض ادم بغضب وقال : هيييي انتي شقاعدة تقولين .
اخرجت ورقة من حقيبتها وقالت : مو انا الي اقول ... الورقة هاي تقول ... انها سوت عملية اجهاض من اسبوعين .
صدمت جدا ..!!!! حنين كانت حامل !!!
قلت لها : انتي كذابة .
- اذا تبون روحوا على الدكتورة واسألوها .
خرجت من الغرفة بعد ان تركت الورقة على الطاولة ...
جلس ادم من الصدمة ... اخذت الخادمة الاطفال الى غرفتهم ... بقيت انا وادم وزهرة وحنين ...
صرخ ادم قائلا : شلوووون ماقلتيلي !.
زهرة : استاز ...
ادم : انتي جب ولا كلمة حسابج معاي بعدين ... لو سمحتو خلوني انا وهي بروحنا .
خرجت انا وزهرة ... قلت لها : انتي كنتي تعرفين.
- اه .
- ليش ماقلتي ... ليش عالاقل ما قلتيلي .
- امنتني هي .
- من ابو الطفل ؟.
- واحد شب .. تعرفي حنين بتسكر بتعمل هيك شغلات.
لا اصدق ان حنين لم تخبرني طوال هذه الفترة !!... ظننتها قريبة مني ... ظننت انها اعتبرتني صديقة مقربة لها ...
( ادم )
اشعر انني تجمدت من الصدمة ... لهذا كانت تتصرف معي هكذا !!!...
كانت تجلس بصمت وبرود ... اتجهت اليها واوقفتها معي ...
- ليش خشيتي عني !.
- شكنت بتسوي !.
- مادري بس عالاقل ما اشوفج تتعبين قدامي جي وانا مادري .
- عادي... بقول اني عندي علاقة بواحد .
- عادي عندج سمعتج !.
- ههههه بقت لي سمعة ... لتخاف بحلك المشكلة .
قللت خدي واكملت : كل شي بيصير تمام بريحك من كل شي .
تركتني وذهبت ... وانا حائر ومشوش
( نوران )
استيقظت صباحا ... عقلي مازال مشوشا مما حدث .. فتحت باب غرفتي للخروج ... فوجدت امامها ورقة ... رفعتها ... كان ظرف ... فتحت الرسالة :
نوران صديقتي المقربة ... اختي ...
اعلم انك غاضبة مني لأنني لم اخبرك اشياء عديدة ... اعلم انني خذلتك ... خذلت الجميع ...
سامحيني .. ولن ازعج احد بعد الان ... اعتني بادم جيدا ... اعلم انك ستحبيه وستجعلينه سعيدا ... كوني دائما بقرب من تحبين ... استغلي الفرص ... امنعي اي احد يريد ان يفرقكما ...
احبك يا افضل صديقة :)
اتجهت فورا الى غرفتها ... لم اجدها ... فتحت خزانة ثيابها .. كانت فارغة !!!!.... رحلت ...
( ادم )
فتحت عيني وانا في الفراش ... ظننت انني سأجدها بجانبي ... كانت معي ليلة امس ... شعرت بحبها لي ... اخبرتني بكل لمسة ... بكل تجاوب تجاوباه معي ... حتى قبلاتها اخبرتني من خلالها بحبها ... عبرت لها عني حبي انا ايضا ... كنت اقول لها احبك .. احبك كثيرا ... ولكنني كنت اعنيها ... لم اقلها بسيب شهوتي ... او انني امارس معها الجنس ... كنت اعنيها ... كنت اريدها ان تفهم ... نهضت من الفراش ... وجدت ورقة على مخدتها ...
فتحت الورقة بسرعة ...
: ادم ...
اعلم انك ستغضب وستثور عندما تبحث عني ولن تجدني ... ارجوك دعني اعيش حياتي بعيدا عنك ... اعيش حياتي وانا اشعر براحة لعدم ارتكابي معصية كالتي ارتكبها معك كل ليلة ... فرحت عندما الغيت خطوبتك بشهد لانها لم تكن جديرة بك ... ولكن هناك امرأة اخرى تحبك وهي الاجدر ... حتى انها اجدر مني ... هي تصلح لان تكون لك زوجة وام لاطفالك ... اما انا وان كنت لك زوجة وطبعا هذا في عالم الاحلام ... فلن اصلح لان اكون اما ....
انساني ... وكأنني لم اكن موجودة ... لا يوجد متاعب بعد اليوم ... لن يكون هناك شيئا تخفيه او تقلق عليه ...
فتحت عيني بصدمة ... ارتديت ثيابي بسرعة ... اتجهت الى غرفتها ... كانت نوران هناك تقف بصدمة ... دخلت الغرفة ... بحثت عنها وانا اصرخ : حنينننننننننن.
بحثت عنها في جميع ارجاء المنزل : حنييييييين ... حنييييين .
خرجت من الى الحديقة وبدأت بالصراخ : حنييييييييييين ... حنيييييين .
ركبت سيارتي وخرجت ابحث عنها....
( نوران )
كنت انتظر عودة ادم ... تأخر ... عاد ... جريت الى مكان سيارته ... لم يترجل منها ... علمت انه لم يجدها ... فتحت الباب وقلت : ادم .
ضرخ : وين راااااحت !!!.... وينها !!!.
بقي يضرب على مقود السيارة وانا احاول تهدئته ...
حتى خارت قواه ... وضع يده على مقود السيارة ورأسه ... كان يبكي كالطفل ... يبكي بصوت ... كأنه طفلا اضاع امه ....
كان يقول بصوت ضعيف : وينها !!... ليش تهدني.
- خلاص اهدا ان شاء الله ندور عليها بس اهدى.
- مابهدى الا لما القاها .
امر اد الجميع بالبحث عنها ... سأل جميع صديقاتها ... ذهب الى جميع الاماكن التي يمكن ان تتواجد فيها ... ولكن دون جدوى ...
كانت حالته مزرية ... لا يجلس مع احد ... حتى انه نسي عمله وتفرغ للبحث عنها ...
كثير من الاوقات كنت اراه ينام في غرفتها وعلى سريرها ... يحيرني هذا الارتباط العجيب بينهما ... ربما لو علمت حنين انه يحبها هكذا وانه سيسامحها على مافعلته لما هربت !!...
كنت احاول ان اخرجه من حالة الضعف والاكتئاب الذي بها ... ولكن دون جدوى ...
كان يجلس في الحديقة يتصفح البوم صورها ...
جلست معه وقلت: حلوة كانت هي صغيرة .
ابتسم وقال : للاسف ماشفتها هي صغيرة.
- انت متى تبنيتها !.
- لما كان عمرها ١٥ .
- يعني اهلها ماتوا عمرها ١٥ ؟.
- لا ماتو لما كانت صغيرة بس عاشت في ملجأ.
- حياتييييي .
- خايف عليها ... شقاعدة تسوي الحين !!... وين ساكنة ... مريضة !!... المسكلة ماخذت معاها فلوس !!... جوعانة ولا شبعانة ...
( حنين )
ذهبت الى ليفيربول ... عند صديقة لي ... اقمت معها في شقتها ... كنت اتدخر المال افادني خلال الاسابيع التي مضت ... لكني يجب ان تبحث عن عمل ...
كنت كالعادة قبل نومي اتأمل صورته ... كي احلم به ... اشتقت اليه ... اشتقت لحضنه ... اشتاقت لحنانه ... يا ترى ماذا يفعل هو الان !!... هل تقربت منه نوران !... لا استطيع منع شعوري بالغيرة عندما افكر انه قد يحبها ... هي تستحقه ... وهو يستحقها ... هل يفكر بي ... نساني ام مازال يذكرني ... عندما كتبت له انساني ... كنت اجاهد نفسي وانا اكتبها ... لم ارغب ان ينساني .. اكره انانية الحب ...
عملت في متجر للحلويات ... كنت بائعة فقط ... هو عمل جيد في الوقت الحالي ...
( شهد )
اتصلت بي صديقتي مشاعل...
- امبييييه شهود شفت شي اليوم ماتتوقعيه !.
- شنو ؟.
- رحت اليوم اشتري كيك حق رفيجتي شفت بنت السفير ادم !!!... قاعدة تشتغل هناك تخيلي !!.
- امبيه ... متأكدة انتي !!.
- اي .
- يعني هي بليفبول .
- ايوة .. بطرشلج اسم المحل .
- اوك حياتي مشكورة .
اتصلت فورا بزهرة .. بعد ان سألتها عن حالها قلت : اخبار حنين ؟.
- هربت .
- صج !!... ليش .. شلون؟.
- مابعرف صحينا من النوم مالقيناها .
- طيب انا اعرف هي وين بس اسمعي بتفق معاج ع شي اوك ؟.
- امري .
( حنين )
كنت في العمل ... عندما رأيت !!!!... زهرة ... ماذا تفعل هنا !!...
نظرت الي من الاسفل الى الاعلى بسخرية...
قالت : شوووو حنين وين هالغيبة ؟.
- انتي شتسوين هني ؟.
- جاية اتفرج ومتع عيني .
- من وين عرفتي ؟.
- رفيقتي ... بنت حلال .
- لا تقولين لادم .
- هههه اكيد مارح قلو ... تعرفي اخبارو هلأ؟.
- لا .
- ادم كتيرررر مبسوط ... فرح كتير لانو حليتيلو المشكلة ... ارتاح من الورطة هاي ... عنجد بحيكي على شجاعتك ... قدرتي تتخلي عن العز الي كنتي فيه ... عموما حياتي ازا بدك فلوس او شي قليلي انا متل امك .
- شكرا.
- يلا بشوفك ومنيح تطمنت عليكي .
ادم نسيني !!... ارتاح من همي ... ربما نسيني بسبب حبه لنوران ... جعلته ينساني !!...
انا دوما اردت راحته ... ولكني ها انا الان اعلم انه سعيد ولكني اختنق ... اختنق بدونه ...
لا اصدق انني كنت افكر بالعودة اليه ... كيف اعود بعد ان نسيني !...
( نوران )
في المساء كنت متجهة الى غرفتي لاخلد للنوم ... ولكني وجدت ضوء غرفة حنين مضاء ...
فتحت الباب ... وجدت ادم على سرير حنين يحتضن وسادتها ...
اتجهت اليه وجلست على طرف السرير ...
- خلص ادم قوم لتعذب نفسك ان شاء الله ترجع .
قال بحزن : ماقدر ... ماقدرانام بدونها .
صممت قليلا .. استرسل هو : اشتقت انام بحضنها ...
صدمت من كلامه ... بدا لي كلامه غريب جدا لم افسره ...
اعتدل بجلسته وقال : تبين تعرفين السالفة!!.
- سالفة شنو؟.
- حنين ... ماسوت علاقة مع حد ... الي كان في بطنها ابني .
فتحت عيني على اوسعها .... ابنه !!!... كيف .. متى ... لا اعلم ماذا اقول ...
- انت تتغشمر صح !.
- لا ... حنين كان عمرها ١٥ سنة .. ابوها كان رفيج الوالد ... لما دريت بنته في ملجأ .. حاولت اتبناها ... بس الملجأ رفض ... بحكم انها بنت بالغة ... وانا ارمل وشاب ... ماكان في حل تعيش معاي غير اني اتزوجها ... وفعلا تمت الاجراءات ... كانت صغيرة .. ماقلت لحد انها زوجتي ولا هي تعرف ... لما نمت معاها اول مرة قنعتها اني كنت سكران وهي حسبت ان علاقتنا طول هالوقت في الحرام مع انها كانت حلالي ... حبيتها ... عمري ماحبيت حد كثر حبي لها ...
- ز ... زوجتك ..!!!
- هي للحين ماتعرف ... ولا تعرف احبها .. ولا تعرف شكثر محتاجها .
كنت مصدومة ... نهضت من مكاني واتجهت الى غرفتي ... جسدي يسير وانا لست واعية !!..
( ادم )
اشعر بالراحة لأنني اخبرتها بالحقيقة ... تدمرت صورتي وصورة حنين في عينها ولكن هذا مايجب فعله ... ولكن اي هي !!..
رن هاتفي ... رقم غريب ..
- الو .
- ..........
- الو؟..
- ......
- حنين !!.... ردي !!
- ..... نسيتني !.
- حبيبتي ... مستحيل انساج ... انتي وين انا بجيج الحين .
- ماقدر ...
كنت اسمع شهقاتها وهي تبكي ... تمنيت لو انني استطيع احتضانها ... تمنيت لو يدي تمسح الدموع التي على خدها ...
- حنين انا احبج.
- .......
- تسمعين احبج احبج .
اقفلت الهاتف ... بقيت اعصر الهاتف بيدي ... اصابتني حالة هستيرية ... وضعته على اذني وكأنها مازالت على الخط ...
- احبج ... حنين احبج .
( نوران )
لم استطع النوم اتجهت للمطبخ لاعداد شئ يهدئني ... سمعت صوتها ...
- ايه ايه انسة شهد ... رحتلها وقلتلها ادم نساكي ....... ههههههه ...... كانت رح تبكي البنت ...... ههههههههه ...... ويييي لو تشوفي شكلها وهي عم تشتغل..... هههههههه..
دخلت المطبخ ... انصدمت من وجودي فأغلقت الهاتف ...
صرخت بها : تعرفين مكان حنين !!!.
لم تجبني ... اقتربت منها وقلت بتهديد : قسم بالله و ماقلتي .. بتصرف معاج تصرف ثاني .
- اي بعرف مكانها تشتغل بمحل pull في ليفيربول .
- كنتي متفقة مع شهد !!.
- اه... كانت تعطيني فلوس مشان اعمل هيك .
- كانت تعرف بعلاقتهم ؟.
- اه من البداية كانت بتعرف وكانت تعطيني فلوس مشان دايق حنين .... مشان الله لا تقولي لحد .
- حلفي !.... صبرت عليج وايد ... خليني القاها وبتشوفين ايام سودة .
ادركت الان رحيل حنين كان من اجلي ... ضحت هي من اجلي ... تخلت عن كل شئ ... كانت تف معي وتساندني عندما اخبره عنه ... كانت تسمعني وانا اوصف لها شعوري تجاهه ...
اتجهت فورا الى ليفير بول .... في الطريق بعثت رسالة بالعنوان لادم ...
اتجهت فورا الى المتجر الذي تعمل به ... دخلته ... كانت هي مشغولة بالعمل ... وقفت انظر اليها بشوق ... اشتقت اليها كثيرا ...
اظنها شعرت بأن هناك احد يراقبها ... التفت رأتني ...
اتجهت اليها .... احتضنتها بشوق ...
امسكت بيدها وجلسنا على احد طاولات المتجر ...
- اشتقت لج وايد.
- انا بعد والله .
- ترا انا عرفت كل شي .
نظرت الي بصدمة ... شعرت انها ستبدأ بالبكاء ...
امسكت يدها وقلت : اشششش انتي ماسويتي شي غلط .
- لا ... انا كلي غلط .
- ادم .... زوجج.
- شنوووووو.
اخبرتها بكل شئ ... كانت تنظر الي بصدمة !!!...
احتضنتي وبدأت بالبكاء ... مسدت على شعرها وقلت : حياااتي انسي كل شي مو حلو مر عليج .
- بس انتي تحبيه .
- لا انا بس انعجبت بشخصيته .
- والعيال ؟.
- يحبونج وبيتقبلوج شلون ما كنتي .
انا حقا لم احببه ... اعجبت بشخصيته ...
( حنين )
بينما كنا نتحدث انا ونوران ... رأيته يدخل المتجر ... نهضت وبقيت انظر اليه بعطش ... ارهقني البعد ... كعادته ... احتضنني بقوة بين اضلاعه ... عبر لي عن شوقه ... عن المه ... كنت اشد على المعطف الذي يرتديه ... اتمسك به بقوة ... كنت ابكي بصوت مسموع ...
- ادم احبك ... احبك .
- اموت فيج يا كل ادم انتي ... ياعمر ادم .
- ليش ماقتلي .
- اسف يا عمري انتي .
قالت نوران : انا اطركم برا .
امسك وجهي بكلتا يديه وقال لنوران : يلا شوي ونرد البيت ... نظر الي وقال .. كلنا .
رفعت قدمي وتشبثت برقبته ... عبرت له عن حبي وشوقي بقبلة ...
ادم: هههه مستعجلة ... انطري نرد البيت واتهور معاج .
- اششش انت زوجي وكيفي .
عذبتني ... جرحتني ... ورغم هذا احببتك بصمت ...النهاية